prt 6

20 4 2
                                    

#تبدأ الأسرار بالظهور كالفطريات في الظلام. كلما ظننت أنني على دراية بكل شيء، تُظهر لي الحياة أن الحقيقة أكثر تعقيدًا مما كنت أعتقد. هل يمكن أن يكون الأصدقاء أعداء في ثياب؟#

ــــــــــــــــــــــــــــــــــEnjoyــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أدرت رأسي ببطء، وكأنني كنت أبحث عن الحماية في زوايا الغرفة المظلمة، حتى وقعت عيني على الشخص الذي صمت الجميع خوفًا منه، وليس احتراما. كان المكان مليئًا بالتوتر، حيث تجمدت الأنفاس وتراقصت الأعين في ظلال الفزع.

تسللت رعشة باردة إلى عظامي، محدثة هزة في أعماقي. عندما كنت أراقبه، كان هو يقيمني أيضًا، كما لو أن كلماته لم تكن لتأتي قبل أن يقرر مصيري. قبل أن أتحدث عن طغيان هالته أو غرور استقامته، دعوني أبدأ بشيء أكثر تميزًا.

شعره كان أبيض كالثلج، يلمع بلون نقي، كجوهرة في كهف مظلم، يعكس النور بطريقة تجعلك تعتقد أنه يحمل أسرارًا لا تقدر بثمن. في تلك اللحظة، كان يبدو كأن الزمن قد توقف، وكل شيء حوله قد اختفى، تاركًا لي وحدي مع هذا الكائن الغامض.

عيناه زرقاء صافية، تشبه زجاج كريستالي، تنبض بالحياة وتخفي وراءها عوالم كاملة من المشاعر والأفكار. كانت نظرته تجذبني، تعكس عمقًا يجذبني نحو المجهول، بينما أنفه المستقيم يضيف لمسة من الهيبة، كأنه قد وُلد في عائلة نبلاء.

وكنت أشعر بقوة سطوته، وكأن حضوره يُضيء الغرفة بظلاله، حيث يتناغم الجمال مع الخطر. كل تلك الصفات تجتمع لتصنع صورة رجل غامض، يترك أثره في قلوب من يلتقي بهم، بينما يقف أمامي، محاطًا بالرهبة التي تتدفق كالنهر العميق.

ولكن من أنا؟ أنا ليتيسيا رينا دي شايدر، فما كنت لأخضع لشخص مثله أبدًا.

لا أدري لماذا هناك شعور غريب بداخلي، شعور بالألفة، وكأني أعرفه منذ وقت طويل، مما أنا متأكدة منه هو أني لم ألتق به من قبل.

هالته تخبرني أنه الزعيم، لذا هو الشخص الذي أتحدث إليه. نهضت من الكرسي ثم اقتربت منه، أنفاس الجميع قد خطفت بالفعل، ربما يفكرون في ما إذا كان سيقتلني.

هالته تبدو كهالة قاتل، أما هالتي أنا فأبدو كأرنب على وشك تبليل سرواله خوفًا. لهذا أنا أسوء أنواع الشياطين.

الشيطان الذي يتلبس ملابس ملاك.

"أنا ليتيسيا صونير.. لابد أنك الزعيم هنا، لذا أنت الشخص الذي يستحق أن أخاطبه وليس نعاجك التي لا تجيد شيئًا غير المعمعة.."

نظر لي من الأعلى، اللعنة، هل تحدثت عن طوله الفارغ؟ أنا لست قصيرة ولكنه طويل للغاية ولا أردت كعب اليوم.

CRIMSON حيث تعيش القصص. اكتشف الآن