الفصل الثالث: عودة الظلال
بسم الله الرحمن الرحيم.
قراءة ممتعة.
★
☆
★
☆
★
☆★☆★☆★☆★☆★
كانت الشمس تغيب ببطء حين عاد داميان وصوفيا إلى المنزل بعد زيارة منزل الطفولة. على الرغم من أن الهواء كان باردًا، شعر داميان بنوع من الدفء الذي لم يعهده منذ سنوات. تلك الرسالة غيرت شيئًا في داخله، أعادت ترتيب شظايا روحه المتكسرة. لكنه لم يكن واثقًا إن كانت تلك السكينة ستستمر أم أنها مؤقتة، كهدوء ما قبل العاصفة.
صوفيا، التي كانت دائمًا حريصة على الحفاظ على جو من الهدوء، شعرت بتغير داميان. ربما كان يتظاهر بالقوة في اللحظات السابقة، لكنها الآن رأت فيه رجلًا يحاول التصالح مع ماضيه، ولو ببطء. جلست إلى جانبه على الأريكة، وقالت بلطف: "كيف تشعر الآن؟"
تنهد داميان، وأغمض عينيه لبضع ثوانٍ قبل أن يجيب: "أفضل، لكنني لا أعرف إلى متى سيستمر هذا الشعور. تلك الرسالة... أعطتني بعض الراحة، لكنها فتحت أيضًا بابًا لذكريات أخرى، لم أكن مستعدًا لها."
"مثل ماذا؟" سألت صوفيا، وهي تعلم أن هناك المزيد مما يحمله داخله.
فتح داميان عينيه، وأخذ لحظة ليفكر. "أخشى أنه مع كل خطوة نحو الماضي، سأجد المزيد من الأشياء التي لا أريد مواجهتها. والدي لم يكن مجرد رجل قاسٍ. كان هناك أشياء أكثر تعقيدًا في علاقتنا، أشياء تركت جروحًا أعمق مما كنت أعترف به."
"أفهم"، ردت صوفيا وهي تمسك بيده. "لكن المواجهة هي الخطوة الأولى نحو الشفاء. لست مضطرًا لخوض هذه المعركة وحدك. أنا هنا معك."
ابتسم داميان لها، ممتنًا لحضورها الداعم. "أعلم. وهذا ما يجعل الأمر أكثر احتمالًا."
في اليوم التالي، استيقظ داميان على صوت طرق خفيف على الباب. فتح الباب ليجد هناك رسالة غير متوقعة. كانت رسالة مختومة بالشمع الأحمر، وعليها رمز لم يتعرف عليه. فتحها ببطء، ليجد داخلها ورقة مكتوبة بخط يد مألوف:
"داميان، كنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي. الماضي الذي ظننت أنك تركته خلفك بدأ بالعودة ليطاردك. هناك أشياء لم تكن تعرفها، وأسرار خبأتها عنك لسنوات. قد يكون الوقت قد حان لتكتشف الحقيقة. تعال إلى العنوان المكتوب أدناه عندما تكون مستعدًا. لورا."
حدّق داميان في الرسالة لفترة، غير قادر على استيعاب ما كان يقرأ. "لورا؟" تمتم لنفسه، فقد كان هذا الاسم منسيًا منذ زمن. كانت لورا جزءًا من ماضيه البعيد، الشخص الذي كان مرتبطًا بذكريات الطفولة والمراهقة، قبل أن ينقلب كل شيء رأسًا على عقب.
شعر بالقلق، لكنه في الوقت نفسه، كان يعرف أن عليه مواجهتها. إذا كانت هناك أسرار حول ماضيه، فهو بحاجة إلى معرفتها.
أنت تقرأ
السيد داميان
Romanceفي ركنٍ هادئ من غرفته، جلس الرجل المريض على سريره، جسده منهك من معارك طويلة مع المرض. كانت عيناه تعكسان تعباً عميقاً، لكن في داخله اشتعلت الذكريات، بعضها يلمع كضوء الشمس الدافئ، وبعضها يمر كالظلال الباردة. تذكر اللحظات التي كان يقف فيها بقوة إلى جان...