السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
___________________________★
☆
★
☆
★
☆★☆★☆☆☆★☆★☆الصمت لثوانٍ، وكأن العالم بأسره توقف، بينما كان داميان والرجل المجهول يتبادلان نظرات مليئة بالتحدي. في تلك اللحظة، أدرك داميان أنه قد قطع شوطًا طويلًا لا يمكنه التراجع عنه الآن، وأنه على استعداد للمضي قدمًا مهما كلفه الأمر.
في حين أن لورا كانت تستجمع شجاعتها بجانبه، همست له بصوت بالكاد يسمع: "لدينا المفتاح، ولدينا الدفتر. ربما نستطيع استخدامهما للتفاوض." لكن داميان لم يكن يرغب في التفاوض، فقد كان يشعر بأن في داخل هذا الرجل نوايا خبيثة لن تنتهي إلا إذا حصل على ما يريد، وهو ما لم يكن مستعدًا للتخلي عنه.
في تلك اللحظة، قرر الرجل المجهول التحرك، وبحركة سريعة، مدّ يده نحو جيب داميان، محاولاً أخذ المفتاح بالقوة. تصارع الاثنان في الظلام، أصوات تنفسهما وتصادم جسديهما تتردد في الغرفة الصامتة. كان الصراع متكافئًا، لكن الغموض المحيط بالرجل أعطاه ميزة مخيفة جعلت داميان يشعر بشيء من الضعف.
بينما كان داميان يحاول بكل قوته المقاومة، تمكن من دفع الرجل بقوة مفاجئة، مما جعله يتراجع للخلف. استغل داميان هذه اللحظة، وأمسك بيد لورا قائلاً: "اهربي الآن!"، وأسرع الاثنان نحو الدرج هاربين من القبو.
استطاعا الخروج من القبو، لكنهما كانا يعلمان أن هذا الرجل لن يتركهما يهربان بهذه السهولة. ركضا عبر أروقة القصر المظلمة، وقلبهما ينبض بسرعة تحت تأثير الخوف والأدرينالين. وبينما كانا يصعدان السلالم نحو الطابق العلوي، سمعا صوت خطوات ثقيلة تقترب من خلفهما.
كان أمامهما خيار واحد، الاختباء حتى يتسنى لهما التفكير في الخطوة التالية. اختبآ في إحدى الغرف الكبيرة المغطاة بالستائر الثقيلة، أملاً في أن يتمكنا من التواري عن الأنظار. نظر داميان إلى لورا وقال بصوت خافت: "علينا أن نجد طريقة لكشف أسرار هذا المفتاح قبل أن يتمكنوا من الوصول إلينا."
نظرت إليه لورا بجدية، وقالت: "إذا كنا سنكمل هذه الرحلة، فلا بد أن نثق ببعضنا البعض حتى النهاية. لا يمكننا التراجع الآن."
ابتسم داميان برغم الظلام المحيط، وشعر أن هذه اللحظة ستكون بداية جديدة له، بداية لكشف الحقيقة التي لطالما خشي معرفتها، وبداية مواجهة العالم الذي يخبئ له الكثير من الأسرار.
كان القصر العتيق يغرق في سكون مخيف، والظلال ترتجف على الجدران في ضوء القمر الخافت الذي يتسلل عبر النوافذ المتربة. داميان، الذي لم يستطع النوم بسبب الأفكار المقلقة، قرر النهوض من سريره ومواجهة الأسئلة التي كانت تثقل عليه. كل كلمة من الحديث الذي دار بينه وبين لورا كانت تتردد في ذهنه، وكأنها تهمس له بأسرار مدفونة. أسرار تتعلق بوالده، وبالمنظمة التي يبدو أن لها علاقة قوية بعائلته.
مشى ببطء في أروقة القصر حتى وصل إلى المكتبة القديمة في الطابق السفلي. أضاء المصباح الخافت، ليكشف عن الأثاث المغطى بالغبار والكتب التي مر عليها الزمن. شعر بالبرودة تتسرب إلى عظامه، وأخذ يبحث في أدراج المكتب. كانت الأدراج مليئة بالأوراق القديمة والعقود المتهالكة، إلا أن شيئاً غامضاً فيها جعله يشعر بأنها تحتوي على أكثر من مجرد وثائق عائلية.
وبينما كان يقلب الأوراق، لفت انتباهه مغلف بني قديم مختوم بختم لا يعرفه. بدا المغلف أثقل من غيره، وكأنه يخفي سراً كبيراً. فتحه ببطء ليجد رسالة مكتوبة بخط يد قديم، تحمل عنوانًا غامضًا، وتقول: "إلى الحارس، تذكر أن العينين ما زالتا تراقبان، وأن الظلال تعرف مكانك. احمِ المفتاح، فهو السبيل الوحيد لتجنب مصيرك ومصير ابنك."
كرر داميان قراءة الرسالة مرارًا، محاولًا فهم مغزاها. لم يكن لديه أي فكرة عن "المفتاح" المذكور، أو لماذا كان والده يحرص على حمايته. شعر بتيار من التوتر يتسلل إليه، وكأن هذا المكان يريد أن يكشف له شيئاً أكبر من طاقته على الاستيعاب.
فجأة، سمع صوت خشخشة خفيفة في أرجاء المكتبة. رفع رأسه، ينظر إلى الزوايا المظلمة بحذر. كان الصوت يتردد كأن أحدًا يهمس له. وقف لدقيقة، ثم بدأ يتفقد المكان، وكل خطوة تتجه به نحو رفوف الكتب القديمة، كأنها تقوده إلى سر مخفي. وبينما كان يتحسس الجدران، لاحظ لوحة خشبية تبدو مختلفة عن غيرها. دفعها بحذر لتكشف عن درج حجري ضيق يمتد نحو أسفل القصر.
شعر داميان بأن عليه معرفة ما في الأسفل، لكن إدراكه لخطورة الموقف جعله يستدعي لورا في اليوم التالي ليخبرها بما اكتشفه. جلسا في المكتبة وشرح لها ما وجده، وأراها الرسالة والمغلف القديم. كانت لورا تحدق في الأوراق بقلق واضح، وقالت: "هذه الرسالة تكشف أن والدك كان يخفي شيئًا خطيرًا، وقد تكون الغرفة التي وجدتها هي المكان الذي خبأ فيه السر."
في تلك الليلة، قرر داميان ولورا النزول عبر الدرج الحجري للوصول إلى الغرفة المخفية. كان الجو مليئًا بالرهبة، وكل خطوة يخطوانها في الظلام تضيف إلى توترهما. عندما وصلا إلى قبو صغير، وجدوا خزانة خشبية قديمة مغلقة بقفل صدئ. كسر داميان القفل بجهد، وفتح الباب ليكشف عن صندوق صغير مغلف بقماش قديم.
فتح داميان الصندوق بحذر، ليجد داخله دفترًا جلدياً بصفحاته الصفراء، ومفتاحًا صغيرًا من الفضة عليه نقوش غريبة. تبادل داميان ولورا النظرات، وأدركا أن هذا المفتاح قد يكون وسيلة لحل لغز المنظمة. لكن في اللحظة التي أمسك فيها داميان المفتاح، سمعا صوت خطوات قادمة من الأعلى. أدركا أن أحدهم كان يتتبع خطواتهما.
همس داميان للورا: "علينا أن نغادر المكان بسرعة، لكننا سنعود مجددًا لنكتشف كل الأسرار المدفونة."
هربا معاً من القبو، يركضان عبر أروقة القصر بينما تتزايد حدة الخطر من حولهما. كانت هذه الليلة بداية رحلة جديدة، رحلة مليئة بالغموض والأسرار التي سيتعين عليهما مواجهتها للكشف عن الحقيقة كاملة.
★
☆
★
☆
★
☆
☆★☆★☆★☆★☆★☆لا تنسوا التصويت و التعليق...
أنت تقرأ
السيد داميان
Romanceفي ركنٍ هادئ من غرفته، جلس الرجل المريض على سريره، جسده منهك من معارك طويلة مع المرض. كانت عيناه تعكسان تعباً عميقاً، لكن في داخله اشتعلت الذكريات، بعضها يلمع كضوء الشمس الدافئ، وبعضها يمر كالظلال الباردة. تذكر اللحظات التي كان يقف فيها بقوة إلى جان...