~🩶~
حِينما يجتمع شعور الخذلان مع مشاعرِ الفقد الممزوجة بالوِحدة في قلب امرئٍ واحد، ماذا ستكون النتيجة؟بالطبع فتاة شابّة تدفع الغطاء عنها بجزعٍ كأنه عدوّ لدود رُغم تعلقها الشديد به.
بدأتُ في عدّ أصابعَ يدي الخَمسة، كعادة غريبة لمساعدتي علىٰ التخلصِ من الكسلِ الجانح.
كانت تلك الطريقة رُغم بساطتها تعطي إحساسًا بالتحرر.شتّت أمي التردد المنسجم الناتج عن زقزقة العصافير بنبرتها المقتضبة كعادتها كلّ صباح:
_ إليانور، ليس لدي وقتًا لإعداد الطعام سدّي جوعك بأي شيء.
ذات الكلمات التي تلقيها عليّ كل صباح.
لعلّ الصوت الذي يخرج مني يحمل عبء المسؤولية، لكنه أيضًا يحمل بريق الأمل في أنه يمكنني التعامل مع كل ما يحل عليّ دون إنذار مسبق.
في تلك اللحظة أدركت أن كل خطوة أخطوها نحو العمل ليست مجرد واجب، بل هي رحلة نحو إعادة بناء استقلالي الشخصي بعد اختلاله عند أول تجربة فقدٍ عشتها بحياتي.
أومأت لها وأنا أصبّ جل تفكيري في المقابلة التي سأتوجه إليها حالما أخرج.
_ لقد رُفض الطلب المقدم.
قابلت قوله في صدمة، ما الذي يقوله هذا؟
بأي حقٍ يرفضني؟
هل أنا أقلّ من الشخص الذي تم قبوله في شيء؟
بالتأكيد هناك خطأ ما._ من فضلك أعد البحث مجددًا، أدعى إليانور ستيڤن.
_ لم يتم قبولك في العمل يا آنسة.
لا أعرف ما أقول، أو بالأحرى ماذا يقول هو؟
أين الواسطة التي جاء بها عمي إذًا؟
أيعقل أنه كان يصنع حوارًا كاذبًا من أجل نحر الصمت؟
لكنه ليس مضطرًا.
ففي النهاية هو ليس له ذنب في حماقة والدي!
نهضت بتأففٍ عازمة على الرحيل._ آنسة.
التفت بسرعة في حماس جارف، أيعقل أنه حدث خطأ فعلًا وأنا مَن قُبلت في الوظيفة؟
_ ماذا هناك؟
كانت نظراته متصلبة، كما لو أنه يخشى شيئًا ما، يبدو أنه متردد مما سيخبرني به الآن.
_ حسنٌ، لا أعرف إن كان يناسبك أم لا، لكن نحتاج إلى عاملة نظافة.
تصنمت في مكاني من هول ما قاله؟ أنا! إليانور أخصائية التحاليل الطبية تعمل كعاملة نظافة؟
هذا تعدى حدوده كثيرًا.
أنت تقرأ
أصداء الفقد.
Misteri / Thrillerويحدث أن تشعر بأنك عالقٌ، فلا مجال للابتعاد، ولا سبيل للاقتراب. أحيانًا يضحّي المرء بمشاعره في سبيل حفظ ماء وجه مَن أحبه يومًا، فقلبك اللعين لا يستطيع أن يحطم قلبًا آخر. وأنا لي عيب قاسٍ، لو شعرت بأن ما سأفعله سيهلك مشاعر فرد آخر، فلن أفعل ولو كا...