إقتباس من الحلقه الحاديه عشر

179 29 5
                                    


حل المساء وتسلل الهدوء الثقيل إلى المكان، تتخلله أصوات بكاء ميلا من خلف الباب. كانت جالسة على الأرض، وجهها مدفون بين يديها، تشعر بندم وخوف عميقين، تحاول استرجاع تفاصيل الليلة السابقة دون جدوى، تعصر عقلها ولكنه يخذلها كلما حاولت التذكر.

خذلت صديقتها وتطاولت عليها بالرد بل وطردتها من منزلها وها هو  البيت أصبح  خاويا الا منها  كانت تراجع بعقلها أحداث  الايام السابقه منذ رؤيتها  له ،  وقد أحاطت بها الأفكار من كل جانب، تُلقي اللوم على نفسها، يتسارع نبض قلبها وتتوه الأفكار في رأسها وهي تصرخ بصوت مكتوم من بين أسنانها

ميلا : ليه ما وقفتوش من الأول؟ ليه كنت بسيب كل حاجة تحصل وتعدي وما أقفوش عند حده ؟

هكذا كانت تهمس لنفسها بمرارة. شعرت كأنها كانت تسير على طريقٍ مظلم، تفتح الباب تلو الآخر دون أن تتوقف لتفكر، وها هي الآن تواجه نتيجة ترددها هذا .

كانت تتذكر كل لحظةٍ معه وكل لحظات الضعفت والخذلان  فيها أمامه. كل مرة لم تستطع فيها أن تضع حدًّا واضحًا له  وتخبره بخطوطها الحمراء ا كانت تعرف من البداية أن يمان شخص لا يعرف الحدود، وأنه لا يُبالي بما يفكر فيه الآخرون طالما أنه يحقق ما يريد.
حقيقته أتضحت أمامها بكل وضوح و كانت صادمة الآن. فتحت عينيها على حقيقة أن هذا التساهل معه كان يقربه من حدودها وإستباحتها ..وأنها هي من كانت تسمح له كل مرة بالاقتراب أكثر. وضعت رأسها بين يديها وعضت أصابعها من القهر وشعرت بالندم كأنه نار تشتعل في قلبها، تنير كل لحظة تخلت فيها عن إرادتها أمامه.

لسعه البرد أصابت عموده الفقري أثناء إنتظاره أسفل بنايتها ليثير سخط  وقلق كل المتواجدين في هذا الحي الشعبي البسيط شاردا في النظر الي نافذه شرفه شقتها الخارجيه .

فاق من شروده  علي أحد المارة وهو يطرق علي زجاج نافذه سيارته ..فتح يمان زجاج السياره ونظر بإستفهام لهذا الدخيل .
قاسم  : واقف كده ليه ياباشا ...عربيتك قافله لنا الطريق .

ثم نظر الي نافذه شرفه ميلا وشرفه داليدا وأردف بخبث.

قاسم : أي واحده فيهم تخصك يا باشا اللي فوق ولا اللي تحت .

كان يمان بحال لا يسمح  له بأي رد علي هذا المتطفل الدخيل فمسح علي وجهه بعصبيه .

يمان :وأنت مالك ..هو أنا واقف في صالون بيتكم .

كشر هذا البلطجي عن أنيابه ولكنه تراجع  بعدما ظهر من خلف سياره يمان حارسان ضخمان كانا في سيارته الاخري فأردف بلطف مزيف .

قاسم :طب ما تزقش طا يا باشا   الكلام آخد وعطا يا برده  وانت هنا في منطقتي ودابه النمله ما بتخرجش ولا بتدخل الا بعلمي ..فلو تحب أي مساعده أنا في الخدمه ومحسوبك سداد.

لم يلقي بالا علي حديثه ونزل من سياراته صافعا الباب خلفه بكل قوه  تاركا هذا القاسم يغلي خلفه بينما وقفا حارساه كحائط صد بينهم .

 #في_قبضه_فهد✊️🐆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن