|١٣|راميون !

55 3 0
                                    

مرت الأيام سريعًا، لكن ما يثير فضولي هو "أنستازيا"، تلك الفتاة التي تتصرف كشخص أعرفه تمام المعرفة، رغم أنها تُكن لي الكره. لذا، قررت أن أذهب إليها بقدميّ، رغم علمي أنني قد لا أعود. ولكن، إن كان شكي صحيحًا، فالأمر يستحق المخاطرة.

ها أنا ذا في قاعة استقبال الضيوف في بيتها، أنتظرها في هدوء خارجي وحرب داخلية.

"مرحبًا، إيمّا."

"مرحبًا بكِ، آني."

ابتسمت بهدوء، فتقدمت لي بالمرطبات.

"أحضرت لكِ هدية صنعتها بيدي."

قربت منها علبة حفظ الطعام، لتفتحها وتلمع عيناها وهي تصرخ:

"راميون!"

ثم تداركت نفسها سريعًا وقالت:

"هذا اسم خادمي."

لم تمر عليّ تلك الخدعة، فنطقت بهدوء:

"كارلين."

تجمّدت لثانية، لكنها تداركت نفسها بسرعة، وبدت متظاهرة بالاستغراب. ابتسمت لذلك، فهي لا تزال كما هي، تحب أن تتقمص الدور بإتقان. لم أستطع منع نفسي من احتضانها بشوق؛ فهي كانت عائلتي الوحيدة.

"اشتقت لكِ، كارلين. أنا إيمّا، هل تتذكرينني؟"

أخيرًا، تخلت عن تمثيلها الأحمق وابتسمت، وتبادلت معي العناق.

"أخبريني، ما آخر شيء فعلناه؟"

"كنا نتشاجر حتى أصدرت معدتك صوتًا يدل على جوعها، وذهبتِ إلى البقالة. هذا آخر شيء أتذكره بيننا قبل أن أرحل عن هذا العالم."

نزلت الدموع من مقلتيها.

"بعد أن عدت، وجدتكِ فاقدة للحياة. شعرت بنار الانتقام تُضرم في صدري. لم يكن لي غيركِ، لذا بعد أن عرفت هوية القتلة، وصلت للزعيم وأنهيت انتقامي. لكن كان لذلك الأحمق ابن، فأنهى حياتي لأجد نفسي بعدها في بلد غريب، وأبدأ في استيعاب ما يحدث. ولأنكِ تعلمين أنني أكره الدراسة، عدتُ للتنعم بمال أبي، الذي علمت لاحقًا أنه أخ للإمبراطورة."

"هل فَعلتِ أي قوه، يا كارلين؟"

" لا ؛ تعلمين، أنا أعلم الكثير عن أحجار المانا، لذا احتفظت بالكثير من أحجار الحماية. نادييني باسمي الحالي، إيمّا، أرجوكِ."

"حسنًا، آني."

"هيا، أخبريني كيف علمتِ أنني كارلين، بالإضافة إلى أنك جميلة أكثر من اللازم. دومًا كنت أعلم أن إيمّا السابقة كانت ستقتل سيدريك، لكن يبدو أن صديقتي وقعت في الحب حقًا. هيا، أخبريني."

Topazحيث تعيش القصص. اكتشف الآن