part 7

49 2 26
                                    

في صباح يوم مشمس، كان خالد يحاول إقناع تركي بالخروج من المنزل، بعيدًا عن نظرات سلمان المتفحصة. قال له بخفة دم: "ترى الجو اليوم يشرح الصدر، ومليان فرص للهروب من كآبة هالغرفة." استجاب تركي على مضض، بعد أن أغراه خالد بقوله: "ما راح تندم... عندي فكرة تسوى."

خرج الاثنان من المنزل بهدوء، متجنبين أي مواجهة مع سلمان. مشيا في الشوارع المزدحمة حتى وصلا إلى ملعب كرة قدم ترابي صغير، حيث كان مجموعة من الأولاد يلعبون بحماس. أشار خالد نحوهم وقال: "إيش رأيك نرجع أيامنا يوم كنت اخذك من بيت ابوي و نروح نلعب؟ ."

تردد تركي في البداية، لكنه في النهاية استسلم لإصرار خالد. دخل الملعب مع اللاعبين الغرباء، وبدأت المباراة. كان واضحًا أن تركي فقد بعض مهاراته، ولكنه مع كل تمريرة وكل هدف كان يشعر بالتحسن. خالد، بطبيعته الطائشة، و بما انه كان كثير التسكع ليلا الى اماكن سريه لاكن كان يذهب الى الملعب مع اصدقائه احيانا فكان هو اكثر من سجل الاهداف و انتهت المباراه بفوز فريق خالد و تركي.

خلال الاستراحة، جلس تركي وخالد على الرصيف بجانب الملعب، يتناولان علب ماء باردة. بدأ تركي يضحك لأول مرة منذ أيام، وقال لخالد: "ما توقعت إنك تعرف كيف تنعش الواحد." رد خالد بفخر: "بس عشان تعرف إن الحياة ما تحتاج تعقيد. شويه كوره، شويه ناس طيبة، وكل شي يرجع طبيعي."

عند انتهاء اللعب، قرر خالد أن يزيد المتعة. قال لتركي: "اسمع، فيه مطعم شعبي قريب. شاورماهم تجيب السعادة. لازم نجرب قبل ما سلمان يكتشف هروبنا."

عادا إلى المنزل في نهاية اليوم، يبدوان مرهقين ولكنهما سعداء. عند الباب، كان سلمان ينتظرهما بوجه غاضب عندما دخل تركي وخالد، كان سلمان يقف في منتصف الغرفة، ملامحه غاضبة وعيناه تلمعان بنظرة حادة. سأل بصوت منخفض لكنه يحمل تهديدًا: "وين كنتوا؟"

شعر خالد بالتوتر، : "كنا طالعين بس.."، لكنه توقف عندما لاحظ أن سلمان ينقل نظره بينهما بغضب.

توجه سلمان بنظره نحو تركي مباشرة وقال بحدة: "تعال هنا."

تقدم تركي بخطوات بطيئة، وعندما اقترب، رفع سلمان يده فجأة. ارتعب تركي، ورفع يديه بسرعة ليغطي وجهه، متوقعًا صفعة قادمة. لكن سلمان خفض يده ودفع كتفه بدلًا من ذلك قائلاً بحدة: "كيف لك عين تطلع و انا امس مانعك انت صدق ما ينفع معك الأ الضرب؟"

عاد سلمان إلى خالد، الذي كان يقف بجانب الباب كمن ينتظر العقاب القادم. نظر إليه وسأله: طيب ما سألتوني قبل ما تطلعو و مشيناها بس وين كنتو جاوب؟" صرخ في آخر كلامه

ابتلع خالد ريقه وقال مترددًا: " كنا برا نتمشى شوي "

قاطعه سلمان: "تمشّون؟ و من مين اختوا الأذن قبل ما تطلعو محد؟"

توقف خالد عن الكلام، وحاول تجنب نظرات سلمان. رفع سلمان حاجبه وسأل بنبرة صارمة: "طالعين على كيفكم كأنه ما في حد تسألونه؟"

ظلال الاقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن