Part 1

85 3 12
                                    

في بيت العائلة الكبير، المجلس كان مليء بالناس المعزّين. الجو كان مشحون بالحزن على رحيل الأب حمد، ولكن خلف هذا الحزن كانت مسؤولية كبيرة تنتقل لابنه الأكبر سلمان. سلمان جلس في صدر المجلس، بوجه جامد لا يبان عليه شيء. هو معروف بهيبته بين العائلة، ولا أحد يستطيع ان يتكلم أو يعارضه في شيء ما .

'نورة' الأم الحنونة، كانت تجلس بجانب ابن زوجها تركي تحاول أن تطبطب عليه، وتخفف عنه لكن تركي كان في عالم ثانيٍ، يفكر في الذي حدث له . أباه كان غائب عنه أغلب حياته، وأخاه سلمان... لا يعرف عنه شيء سوا سمعته بسبب كلام خالد عنه ، لاكن الكل يقول إنه رجل قوي ولا يهاب احد . أجواء العزا كانت ثقيله مليئه بالطاقه السلبيه ، والكل ينتظر بصمت كلمه سلمان بعد أن تقرأ الوصيه ...

دخل الشيخ عبدالله، صديق العائلة ومحامي الوالد، وهو ماسك معه ملف الوصية. الكل هدأ وانتظر يسمع الكلام اللي بيحدد مصير العائلة. بدأ الشيخ يتكلم بصوت هادي لكنه واضح: "الله يغفر للمرحوم حمد، وصيته كانت واضحة جدًا. سلمان بحكم إنه الأخ الأكبر، هو ولي أمر تركي الرسمي الى ان يتم 25 سنه. كل أمور تركي تمر عن طريق سلمان، والباقي موزع حسب الشرع بين الورثة."

كان في صمت ثقيل بعد ما قال الشيخ عبدالله كلماته. الكل يناظر سلمان. في اللحظة هذي، خالد، الأخ الأوسط، اللي كان جالس جنب سلمان، ابتسم ابتسامة سخيفة وقال: "بتصير اب يحضك ."

سلمان سكت للحظة. ما رد مباشرة، كان مركز على الشيخ عبدالله. هز رأسه بإشارة فهم، ثم رد على خالد بطريقة باردة: "ليش انا كنت ام يعني انت من مربيك انا صح ولا بعدك قليل ادب ."

تركي رفع رأسه أخيرًا. كان واضح إنه مصدوم بالوضع الجديد. جلس يفكر في كيف بيكون عايش تحت ظل سلمان، اللي كل من حوله يتكلم عنه برهبة.

نورة التفتت لسلمان وقالت بهدوء: "يا ولدي، ترى تركي بعده صغير. أخوك وانت أدرى بمصلحته، بس لازم تكون لين معاه."

سلمان نظر لأمه بنظرة هادية لكنها قوية. "أمي، أنا فاهم، بس لازم يفهم إن الوضع تغيّر. تركي صار جزء من المسؤولية، ولازم يكون قدها."

في هاللحظة، خالد ضحك ضحكة خفيفة وقال بسخرية: "إيه سلمان دايمًا الجدي اللي ما يعرف يضحك. ما تبي تخلينا نطلع نتمشى أنا وتركي شوي؟ أعتقد يحتاج يغير جو."

سلمان سكت للحظة، ما قال شيء، بس بعدها مال على أذن خالد وهمس له بطريقة مخيفة: "إياك، يا خالد، تفكر تاخذ تركي بدون ما تستأذن مني. فهمت؟ و حركات المسخره الي قبل شوي بنتفاهم فيها بعدين" خالد تجمد في مكانه، كان يظن إنه يقدر يستفز سلمان، بس نبرته كانت كافية تخليه يرتعد من الداخل و يعرف انه حقيقي ف ورطه.

تركي، اللي كان يسمع الكلام، رفع رأسه وقال بتوتر: "سلمان... أقدر أطلع مع خالد شوي؟"

سلمان نظر له بنظرة ثابتة، ثم رد بهدوء: "إذا تبغى تطلع معه، مافيه مشكلة. بس تذكر، أي شيء يصير لازم تقولي. واضح؟"

ظلال الاقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن