part 6

128 8 13
                                    

عند دخول تركي إلى المنزل برفقة شلته، وجدوا سلمان واقفًا عند الباب بملامح صارمة ونظرات حادة، واضحة تعكس توتره وغضبه. توقف الشباب عند الباب وألقوا التحية، وكلهم ينظرون لسلمان بتوتر، بينما حاول تركي أن يبدو طبيعيًا، لكن ملامحه أظهرت بعض الارتباك.

بصوت جاف وعصبي، قال سلمان دون أن يرد التحية: "تركي، تعال معي لمكتبي. خلّص على الشباب وودّعهم."

تجمّد تركي للحظة، ثم نظر إلى أصدقائه وقال بصوت منخفض ومرتبك: "شباب، أشوفكم بعدين. مع السلامة."

رد بندر والأصدقاء بهدوء، وألقوا نظرة سريعة على سلمان قبل أن يغادروا المنزل و هم ينظرون لتركي
بنظرة مشجعه. بدا واضحًا أن أجواء التوتر قد زادت عليهم جميعًا، لكنهم قرروا المغادرة بدون أي تعليق خوفًا من تفاقم الوضع.

بعد أن ودع تركي شلته، التفت إلى سلمان وقال بصوت منخفض: "أبشر ."

تقدم سلمان إلى مكتبه بخطوات ثقيلة، وتركي خلفه، يعرف تمامًا أن هذا الحديث لن يكون سهلاً.

بمجرد أن أغلق سلمان الباب، وقبل أن يتمكن تركي من قول أي كلمة، اندفع سلمان وصفعه بقوة على وجهه، مما جعل تركي يتراجع بصدمة، واضعًا يده على خده الذي بدأ يحمر من شدة الكف.

نطق سلمان بنبرة حادة، وعيناه تقدحان بالغضب: "تذكر آخر مرة قلت لك إذا كلامي ما انسمع ما راح يكون بس كف؟ من جدك تفكرني أتكلم عشان أسمع صوتي؟ أنا ما أعطيك أوامر إلا لمصلحتك، ولا كأنك فهمت!"

نظر تركي إلى الأرض، لا يستطيع رفع عينيه لمواجهة غضب سلمان، وبدأت تتملكه مشاعر الخوف والخجل. حاول أن يتكلم، لكن سلمان قطع عليه بقسوة: "كنت واضح من البداية، إذا كملت بهالطريق بتلقى شي أكبر من كف، وأنت ماشي تعاندني كأنك ما تبي تستوعب! أنا تعبت يا تركي، تعبت وأنا أحاول أكون صبور معك صدقني بخليك تندم."

تردد تركي ثم قال بصوت مرتجف: "سلمان، والله ما كنت قاصد، بس ضاع الوقت وما حسينا..."

قاطعه سلمان بغضب أكبر: "مو على كيفك! كلكم لازم تعرفون إن عندكم حدود، وإنه ما أحد يلعب معي أو يتجاوز كلامي. واليوم راح تعض الأرض عشان تتذكر بأنك ما تكرر ذا الغلط مرة ثانية."

أمسك سلمان بالعقال، ورفع يده عالياً ليضرب تركي على ظهره بقوة، مما جعل تركي يتألم بشدة ويئن من الألم. العقال ارتطم على ظهره بشكل قاسي، مما دفعه للتراجع بضعة خطوات، بينما كانت آلام الضربة تتزايد في جسده.

"أنت ما عندك عقل !" قالها سلمان بنبرة قاسية، وهو يمسك بالعقال ليضربه مرة أخرى على ظهره. كانت الضربة هذه أشد، مما جعل تركي ينحني من الألم، يحاول أن يتنفس بصعوبة.

"كنت دايمًا أصبر عليك لكن اليوم راح تندم على كل لحظة ما سمعت فيها كلامي!" تابع سلمان، وهو يرفع العقال من جديد ويضربه هذه المرة على كتفه. تركي حاول أن يتماسك، لكن الألم كان يفوق قدرته على التحمل.

ظلال الاقدارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن