أخذ تركي نفسًا عميقًا، محاولًا أن يبدو طبيعيًا، لكنه كان متوترًا للغاية. عندما فتح الباب، وجد خالد واقفًا أمامه، وجهه مليء بالقلق.
خالد نظر إلى تركي بنظرة حذرة وقال: "تركي، فيك شيء؟ شكلك ما يطمن. شفيك قاعد بروحك كذا؟"
تركي حاول يظهر ابتسامة خفيفة وقال بارتباك: "لا، مافي شي، بس تعبان شوي... اليوم كان طويل."
خالد رفع حاجبه وقال بنبرة مشككة: "تركي اسمع انا معاك اذا فيك شي تكلم انت تدري شكثر احبك."
تردد تركي لثواني، كان يعرف أن خالد قريب منه، لكنه خاف من ردة فعله إذا عرف الحقيقة. قال بصوت خافت: "يعني، أحس إني تعبت من كل شيء، من كل القوانين والتحكمات... وكأن حياتي مو ملكي."
ابتسم خالد ابتسامة صغيرة وحاول يطبطب عليه وقال: "تدري؟ أفهمك، وأنا مرّيت بنفس الشعور مع سلمان، لكن صدقني الوقت يخليك تتعود. حاول تشوف الموضوع بطريقة ثانية."
قبل ما يرد تركي، سمع صوت رنة هاتفه مرة ثانية. شحب وجهه ونظر لهاتفه بسرعة، تردد قبل ما يفتحه، لكنه أدرك إن خالد لاحظ التوتر اللي في عينيه.
خالد حط يده على كتف تركي وقال بجدية: "هاه، شفيك؟ من اللي يرسل لك ويخليك متوتر كذا؟"
تركي حاول يبتسم ويصرف الموضوع وقال: "لا، ما في شيء مهم. اكيد محمد."
خالد قال بأستغراب:"من محمد"
تركي ابتسم بتوتر محاولا إن يختلق كذبه:"صديقي"
خالد ضغط على كتفه وقال بصوت يشوبه القلق: "تركي، أعرفك، وإنت مو طبيعي. إذا في شيء خطير قولي وأنا معك، حتى لو كان يعني الوقوف ضد سلمان."
تركي شعر بثقل في صدره، لكنه خاف من أن تتفاقم الأمور لو اعترف. مع ذلك، لم يستطع إخفاء قلقه تمامًا، فهز رأسه وقال: "أنا... ما أدري يا خالد، في أشياء تحس إنها قاعدة تتراكم، وأنا حاسس إني ما أقدر أتحملها لحالي."
خالد احتضنه برفق وقال: "تركي، مهما كان، إحنا إخوة، ولازم نساعد بعض. قولي، حتى لو صعب، أنا معك وما راح أتركك."
تركي:"خالد شكرا لأنك جنبي بس صدقني ما فيني شي
كانت تلك اللحظة ملأى بالمشاعر المتضاربة؛ تركي كان يفكر إذا كان بإمكانه الاعتماد على خالد، وإنهاء هذه المشكلة قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة
خالد قال بشك:"طيب اذا ما في شي مين اللي يرسلك الحين؟ شكل الرسالة هذي هي اللي مضايقتك. خلني أشوف."
تركي ارتبك وقال بسرعة: "لا، لا، مافي شي مهم... مجرد رسالة عادية."
لكن خالد ما اقتنع، مد يده وقال: "تركي، أقول لك خلني أشوف. إذا كان الموضوع بسيط، ما بتتردد بهالشكل."