"يا إلهي، لماذا خطبة الكاهن الأكبر طويلة جدًا؟"
قالت فلاريا وهي تتذمر، ثم أتبعتها بتثاؤب طويل.
كانت هذه أول مرة أحضر فيها جلسة صلاة، وكانت أكثر مللًا مما توقعت. بدأت الجلسة بكلمة ترحيبية ألقاها ولي العهد ممثلًا عن العائلة الإمبراطورية، ثم استمرت بخطبة طويلة من الكاهن الأكبر، تلتها صلاة أطول من الخطبة نفسها، وانتهت أخيرًا بعد أكثر من ساعتين.
عندما وقفنا بعد الجلسة، شعرت بتصلب في جسدي وكأنني كنت جالسة على مقعد خشبي طوال الوقت.
"أجل، هذا صحيح."
لحسن الحظ، غادر ترافيس لإجراء محادثة مع الكاهن الأكبر، مما أتاح لي بعض الراحة من إحراج النظر في وجهه. رفعت رأسي أخيرًا، وانضممت بثقة إلى فلاريا بينما نتحرك معًا خارج القاعة.
'يجب أن ألتقي بالكونت كيدني...'
فكرت وأنا ألتفت ببطء إلى الخلف.
كان الموعد الذي حددته معه ينتهي اليوم، وكان من المفترض أن أسمع جوابه.
لكن لم يظهر أي أثر للكونت. يبدو أنه لم يحضر جلسة الصلاة، أو ربما غادر قبل انتهائها.
"إسبين، لنذهب سريعًا لتناول بعض الحلوى. أنا جائعة."
أمسكت فلاريا بذراعي وهي تجرني نحو الحديقة.
عند وصولنا إلى الحديقة، وجدنا طاولات معدّة للحلوى والمشروبات، خصيصًا للضيوف الذين حضروا جلسة الصلاة.
"لنجلس هناك."
أشارت فلاريا إلى أقرب طاولة، وجلسنا معًا.
وما إن جلست، حتى بادرت فلاريا بطلب الحلوى.
"أحضِروا لنا الحلوى فورًا."
بينما كنت أراقب تصرفها، بدأ التساؤل يطرق عقلي.
"فلاريا، ولي العهد حضر هنا. ألا يفترض أن تذهبي لتحيته؟"
ما إن طرحتُ السؤال حتى تجمدت الابتسامة على وجه فلاريا، التي كانت حتى تلك اللحظة مشغولة بالتفكير في الحلوى.
"لماذا؟"
"لأنكِ..."
لأنكِ تكنين له مشاعر خاصة...
وفقًا لما ورد في الرواية، فإن فلاريا، باعتبارها الابنة الوحيدة للدوق، كانت دائمًا موضوع شائعات تربطها بولي العهد.
فلاريا، التي حصلت على كل شيء منذ صغرها، كانت تعتقد أن ولي العهد، ومعه لقب وليّة العهد، ملكها بلا منازع.
لكن ولي العهد لم يجد فيها أي جاذبية خاصة. وبدلاً من ذلك، وقع في حب كلوي، الابنة غير الشرعية لعائلة دوق أميرون، بمجرد أن رآها.
هذا الأمر أثار غضب فلاريا بشكل لا يوصف، مما دفعها إلى مضايقة البطلة، كلوي.
'لكن لماذا الآن؟ لماذا تبدو فلاريا وكأنها غير مهتمة بولي العهد على الإطلاق؟: