الفصل 17

14 2 0
                                    

"سيدي القائد، هل ستحضر  الحفل الامبراطوري القادم؟"

ظهر هارين فجأة أمام ترافيس الذي كان قد انتهى لتوه من حديثه مع الكاهن الأكبر وخرج من مبنى المعبد.

"الحفل؟"

"نعم، الحفل الامبراطوري الذي يُقام بمناسبة بدء موسم المناسبات الاجتماعية."

نظر ترافيس إلى هارين، الذي تحدث عن الحفل بطريقة عفوية وغير مبالية، وأطلق تنهيدة خفيفة.

كم من العمل لدينا الآن في الفيلق الامبراطوري لنفكر في حضور حفل كهذا؟

من وجهة نظر ترافيس، كان الحفل مجرد عبء إضافي. فهو ليس يوماً للاستمتاع، بل يوم مليء بالمزيد من المهام، مثل توفير الحراسة الأمنية للحفل وحل أي مشكلات قد تنشأ داخله.

ولهذا السبب كان ترافيس، يكتفي بحضور الحفل لتقديم التحية للإمبراطور، ثم يغادر دون أن يمضي فيه أي وقت يُذكر.

"عليّ الحضور لتقديم التحية."

"ولكن ألا يمكنك البقاء في الحفل هذه المرة؟"

"هارين، هل يبدو أن لديّ وقت للاستمتاع بالحفل؟"

هارين هزّ رأسه نفياً. فهو أكثر من يدرك مدى انشغال قائده، كونه الأقرب إليه في العمل.

"أعلم أن وقتك ضيق. لكن أرجوك، ساعد صديقتي هذه المرة فقط."

"صديقتك؟"

عند سماع كلمة صديقتي، خطر في بال ترافيس فوراً تلك الشابة ذات الشعر الوردي. الفتاة النقية البريئة التي يظهر على وجهها وكأنها لا تعلم شيئاً عن قسوة العالم.

الجميع يراها ضحية، لكن ترافيس كان يشعر بشيء من الشك تجاهها.

بحسب التحقيقات التي أجراها ترافيس، كان سيباستيان مجرد محتال وضيّع. صحيح أنه ليس مجرماً كبيراً، لكنه ارتكب العديد من الجرائم الصغيرة والمخادعات البسيطة.

سيباستيان، الذي يمكنه التخلي عن الحب والصداقة لأجل المال، كان من غير المعقول أن يلاحق أحداً كمعجب دون سبب مالي واضح.

"نعم، إنها إسبين من عائلة الكونت ليون، التي كانت جالسة خلفنا قبل قليل."

كما توقع، كانت هي الفتاة المعنية.

عندما أومأ ترافيس برأسه، بدأ هارين باستخدام أسلوبه المعتاد في استعطاف قائده، ذلك التعبير الذي يشبه طلب الإجازة.

"في الحقيقة، قد لا تعرف هذا، لكن عائلة صديقتي تعاني من مشاكل كثيرة، ولهذا هي تكره الذهاب إلى الحفلات مع عائلتها. كما أنها لا تملك شريكاً للحفل. أرجوك، سيدي، فكر في هذه الفتاة المسكينة واصبح شريكها في الحفل. سأكون ممتناً جداً لك!"

رغم ذلك، لم يبدُ على ترافيس أي تأثر بتوسلات هارين، إذ اعتاد على هذا الأسلوب منه.

"حسناً."

الشخصية الاضافية، محتالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن