الفصل 21

17 1 0
                                    

"إسبين؟ تفضلي بالدخول."

"آسفة على زيارتي المفاجئة دون إبلاغ مسبق. هل أزعجتكِ؟"

"بالطبع لا، بيننا ليس هناك حاجة للإبلاغ. في الواقع، كنت أشعر بالملل، وزيارتكِ جاءت في وقت مثالي."

استقبلت فلاريا، بابتسامة مشرقة، زيارة إسبين المفاجئة دون أي إبلاغ مسبق.

كانت أسرة دوق أمارون واحدة من العائلات الدوقية الثلاث الكبرى في الإمبراطورية. تُعرف هذه الأسرة بنفوذها الواسع وتمثيلها للفصيل المحايد، خاصة في علاقاتها الوثيقة مع النبلاء المركزيين. ونتيجة لذلك، كانت الأسرة من بين الكيانات التي يراقبها الإمبراطور عن كثب.

يظهر نفوذ عائلة أمارون من خلال امتلاكها لأكبر قصر في العاصمة الإمبراطورية، وهو قصر يلفت الأنظار بفخامته سواء من الداخل أو الخارج.

وأبرز ما كان يلفت الأنظار في القصر...

"تلك اللوحة رائعة."

كانت اللوحة تتوسط الجدار في مدخل القصر، حيث تم وضعها بعناية على حائط فارغ تمامًا. بدا أن الهدف من وضعها في ذلك المكان هو التباهي بها أمام كل زائر.

"اوه، هذهِ اللوحة اشترتها والدتي مؤخرًا. إنها من أعمال ذلك الرسام الشهير قديمًا... ما كان اسمه؟"

"ميلتشاسكي؟"

"نعم، ميلتشاسكي! أعماله اكتُشفت مؤخرًا، ووالدتي سارعت لشرائها."

ميلتشاسكي، العبقري المأساوي.

قبل 200 عام، في زمن كانت فيه اللوحات المائية الهادئة هي الأكثر رواجًا، ظهر ميلتشاسكي بأسلوبه الجريء وألوانه القوية. قُبلت أعماله آنذاك بالرفض والسخرية، ووصفت بأنها غير أنيقة ومبتذلة.

لم يجد ميلتشاسكي أي تقدير خلال حياته القصيرة، وانتهت حياته دون أن يحقق النجاح. لكن بعد وفاته، أعيد تقييم أعماله، وأصبح الناس يحتفون بتجربته الجريئة التي لم تكن مألوفة في زمانه.

ورغم ذلك، لم يكن هناك سوى خمس لوحات فقط تركها ميلتشاسكي خلال حياته القصيرة. تلك اللوحات الخمس اقتناها الإمبراطور آنذاك، وما زالت محفوظة في خزائن القصر الإمبراطوري.

سعياً وراء ما لا يمكن امتلاكه، بدأ الناس البحث عن أي لوحات أخرى قد يكون تركها هذا الرسام.

"لابد أنها كانت باهظة الثمن. كم كانت قيمتها؟"

"سمعت أنها بلغت مئتان ألف ليتا."

قالت فلاريا بلا مبالاة وهي تهز كتفيها.

"مئتان ألف ليتا؟!"

"نعم. قيل إنها وجدت بصعوبة في علية منزل ميلتشاسكي القديم."

"لكن... مئتات ألف ليتا؟ ألا يبدو المبلغ مبالغًا فيه؟"

الشخصية الاضافية، محتالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن