"هناك من استيقظ منذ الفجر يعمل بنشاط ولم ينم حتى الآن، بينما أنتِ تستمتعين بالنوم حتى وقت متأخر. إذا كنتِ من النبلاء حقاً، فيجب عليك الاستيقاظ مبكراً والاهتمام بنفسك. ما هذا المظهر؟"
عندما استيقظت صباحاً وتوجهت إلى غرفة الطعام لتناول الإفطار، وجدت هناك امرأتين غريبتين تجلسان على الطاولة. المرأة الأصغر سناً بدأت تفحصني بنظرات غير راضية من أعلى إلى أسفل، بينما كانت المرأة الأكبر سناً تشرب الشاي بهدوء.
'من تكونان؟'
من تصرفات السيدة والانسة بارتداء فساتين فاخرة منذ الصباح الباكر وتحركهما بحرية في المنزل، بدا أنهما ليستا من الخارج.
'إذاً، لا بد أنهما زوجة أب إسبين الجديدة وأختها غير الشقيقة.'
تذكرت حديث فلاريا بالأمس في المعبد، حين كانت تشتكي بعبارات حادة أن أخت إسبين الجديدة تأتي إلى هارين باستمرار وتسبب المشاكل، مما أظهر بوضوح أنهما كانتا تعاملان إسبين بشكل سيئ طوال الوقت.
كنت أظن أنهن ذهبن مع والدي إلى إقطاعية الكونت، ولكن بوجودهن هنا، يبدو أنهن قد عدن إلى العاصمة مع والدي.
"سمعت أنكِ قمتِ بطرد جميع الخدم في المنزل؟"
وجهت الكونتيسة كلامها نحوي وهي جالسة. كان في عينيها نظرات قاسية تكفي لتوضح لي مدى كرهها لي.
"نعم."
قالت بحدة.
"إسبين، كم مرة أخبرتكِ أن تصرفاتكِ المتهورة هذه لن تجعل أحداً يحبكِ؟ إذا استمريتِ في معاملة الخدم بهذه الطريقة وكأنكِ تنتقمين منهم، فمن من الخادم سيحبكِ أو يقبل العمل لديكِ مستقبلاً؟"
الكونتيسة رفعت صوتها متعمدة، بحيث تسمعها الخادمات الواقفات بجانب غرفة الطعام.
بدا أنها تريد أن ترسخ فكرة أنني قمت بطرد الخدم بدافع الغضب. كان واضحاً أن كلماتها أثرت على الخادمات، حيث ظهرت علامات التوتر والارتباك في نظراتهن.
لاحظت الكونتيسة ذلك بنظرة جانبية ثم وقفت من مكانها وتوجهت نحوي. تلمس كتفي ثوبي الداخلي وتعدل وضعه، بينما تهز رأسها بأسى مصطنع.
"لدى عائلة الكونت مكانة، يا إسبين. مهما كنتِ في الداخل، لا ينبغي أن ترتدي مثل هذا. اذهبي وغيّري ملابسكِ ثم عودي. كيف تتوقعين أن ينظر الناس إليكِ كابنة الكونت بهذا الشكل؟ الآن تبدين كأي شخص عادي لا فرق بينكِ وبين العامة."
نظرت إلى ملابسي بمجرد سماع كلماتها. كان ما أرتديه ثوباً داخلياً عادياً للغاية، مناسباً تماماً للصباح.
أما الملابس الغريبة حقاً، فهي تلك التي ترتديها الكونتيسة. من يرتدي فستاناً مغطى بالمجوهرات الثقيلة لحضور إفطار عائلي؟ الأمر بدا غير منطقي إطلاقاً.