الفصل 15

33 3 0
                                    

"أين كبير الخدم؟"

بعد أن غادر هارين وترافيس، لم أجد أثرًا لكبير الخدم.

"كبير الخدم؟ هل هناك ما تودين أن تطلبي منه؟ لقد جاءه ضيف قبل قليل، ويبدو أنه ذهب ليتحدث معه. أعتقد أنه موجود عند الدرج الجانبي، حيث يتحدثون عادة عند السلم المؤدي إلى القبو. هل تودين أن أناديه لكِ؟"

"لا، لا داعي. سأذهب إليه بنفسي."

توجهت بصعوبة نحو الدرج الغربي على ساقيّ المرهقتين بعد أن نزلت عن السلالم في وقت سابق.

بدأت أسمع صوت الحديث قادمًا من الأسفل.

"إذن، كيف تسير حياتكِ مع الفرقة هذه الأيام؟ سمعتُ في المرة الماضية أنكِ كُنتِ تخضعين لتجارب الأداء لدور البطولة."

"لم أتمكن من حضور التجارب...".

"لماذا؟ لقد كان ذلك حلمكِ منذ الصِغر. هل حدث شيء ما؟"

"الأمر هو... لقد جاء المدينون يلاحقونني."

"المدينون؟ ماذا تقصدين؟ وما هذا الدين؟"

"لقد قام والدي..."

انهمرت دمعة واحدة من عيني الفتاة التي كانت تتحدث مع كبير الخدم. دمعة واحدة فقط، لكنها حملت في طياتها كل المعاناة التي مرت بها.

رمشت الفتاة محاولةً حبس دموعها، ثم تابعت حديثها بهدوء.

"قام والدي بالاقتراض غير القانوني... بفوائد عالية جدًا. والبيت قد اخذوهُ منذ زمن."

علا صوت بكائها قليلاً، وكأن حزنها استحضر لي ذكرى سابقة لي حين بكيت بعد أن تعرضت للخداع. شعرت بألم تلك اللحظة، كم هو قاسٍ أن تشعر بانسداد الأفق.

"نعم. بسبب هؤلاء الأشقياء الذين يأتون لأخذ أموالهم، تم طردي من الفرقة المسرحية، وأنا الآن أعمل في مطعم قريب. لذلك، يا عمي..."

ترددت الفتاة، عضت شفتيها كأنها تخجل مما ستقوله، لكنها جمعت شجاعتها وسألت بصوت حذر.

"هل يمكن أن تقرضني بعض المال؟"

أومأ كبير الخدم برأسه.

"حسنًا. كم تبقّى من الدين؟"

"خمسة آلاف ليتا."

اتسعت عينا كبير الخدم لمبلغ كبير كهذا.

"لا أملك هذا المبلغ الكبير. لقد أنفقت الكثير مؤخرًا لشراء منزل في الريف. لدي فقط خمسمائة ليتا حاليًا، سأعطيكِ إياها. أنا آسف."

"لا بأس، أنا آسفة لطلبي."

"انتظري هنا قليلًا. المال في خزانتي الخاصة في القبو. سأحضرهُ حالًا."

"شكرًا، عمي."

"لا عليكِ، آسف لأنني لم أستطع مساعدتكِ أكثر."

الشخصية الاضافية، محتالة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن