"أتعلمين عن ذلك الشخص؟"
"نعم. الشخص الذي خدع الكونت كيدني السابق. أعرف عنه."
ضحك روبرت ضحكة قصيرة، وكأن الهواء قد تسرب من صدره.
كان والد روبرت، الكونت كيدني السابق، ضحية احتيال.
في أحد الأيام، ظهر محتال أمام الكونت كيدني السابق واقترح عليه استثمارًا غريبًا. وبسبب براءة والد روبرت، انخدع بكلام المحتال وسلَّمه كل ثروته.
بالطبع، ما إن استلم المحتال المال حتى هرب دون أن ينظر خلفه.
مرت فترة طويلة قبل أن يدرك الكونت أنه كان ضحية احتيال. حينها، لم يجد والد روبرت خيارًا غير إنهاء حياته، تاركًا رسالة اعتذار مختصرة، كتب فيها.
"أنا آسف لأنني وقعت ضحية احتيال. كل هذا كان بسببي."
منذ صغره، عاش روبرت بعزم وإصرار لا يلين، حيث تسلّم عبء العائلة منذ ذلك الحين.
بينما كان يتظاهر أمام الناس بكونه نبيلًا هادئًا، كان يدير في الخفاء أعمالًا غير متوقعة للنبلاء، مثل متجر الرهن وبيع المعلومات، ليعيد ببطء الثروة التي فقدها والده.
"كيف عرفتِ عن ذلك المحتال؟"
كانت تلك المعلومة عن المحتال، حتى لو كان روبرت، أعظم تاجر معلومات في الإمبراطورية، قد عجز عن اكتشافها. كان من غير المعقول أن تعرفها تلك الانسة البريئة من عائلة الكونت ليون.
"إنها من أسرار عملي."
ثم أضافت بابتسامة هادئة.
"إذاً، ستأتي إلى الحفل الذي سيُعقد غدًا في المعبد، أليس كذلك؟ سأنتظر إجابتك في ذلك الوقت."
ألقت إسبين نظرة أخيرة على روبرت المذهول، ثم نهضت من مكانها وخرجت من الغرفة.
"واو، كيف سأتمكن من النزول عبر هذه السلالم؟ ربما سيكون أسهل لو تدحرجت؟"
عند سماع صوت إسبين من وراء الباب، انفجر روبرت ضاحكًا بشكل غير معقول.
لم يكن يكفي أن تعرف هويته، بل قالت إنها تعرف هويّة ذلك الشخص أيضًا.
"هل يمكنني أن أصدق ذلك؟"
كانت المعلومات التي تمتلكها إسبين بلا مصدر، وهو ما جعله يتردد. كان روبرت، الذي يهتم بدقة المعلومات، يجد صعوبة في تصديق هذه القصّة بسهولة.
ومع ذلك...
"أوه، أوه، أوه! واو، كدت أموت."
لم يعرف لماذا، لكنه أراد أن يصدق تلك المرأة الغبية التي بالكاد تستطيع النزول من السلالم.
كيف يمكنه أن يثق بتلك المرأة التي تحدّثه بعينين ثابتتين وتقول إنها ستخدع المحتال؟ رغم كل شيء، كان يشعر بأن هناك شيئًا في كلامها يجذب ثقته.