إِســـمَّـعـنِــــي / HEAR ME

_02_

..الفصل الثاني ..

شروط الفصل القادم 50 تعليق + 50 تصويت

تنبيه : التعليقات تكون عبارة عن رأيكم و ردات فعلكم بالفقرات وليس مجرد نقاط و رموز تعبيرية

( الفصل طويل )

---------------------------------

" لقاء في صمت "

في الصباح الباكر وككل صباح
استيقظ ذلك الغرابي كعادته متثاقل الخطى، مثقلاً بأعباء الشهرة والآلام التي ترافقه.

فتح عينيه ببطء ليجد نفسه محاصراً في ظلام الوحدة

نظراته حادة وباردة، تنظر بلا اهتمام لكل شيء من حوله، وكأنه يهرب من واقع يزداد ثقلاً على صدره.

جلس على حافة السرير، يتأمل الجدار أمامه، شارد الذهن

ثم أخذ نفساً عميقاً، وكأنما يجمع شتات نفسه ليتمكن من بدء يوم آخر في هذا العالم المتعب.

وقف أمام المرآة في حمامه الخاص، يتأمل انعكاس وجهه بملامح غارقة في التعب والملل.

أخذ نفساً عميقاً، ثم فتح صنبور الماء البارد ليغمر وجهه، يحاول أن ينفض عن نفسه ذلك الشعور بالضياع الذي بات يلازمه

بعدها، دخل تحت دفق الماء الدافئ في الدُش، عابثاً بأفكاره، وكأن الماء ينزلق على جسده ويحمل معه بقايا تلك الأحاسيس الثقيلة.

عندما انتهى، جفّف نفسه ببطء، ثم اختار ملابس بسيطة
قميص أبيض ناعم وبنطال أسود مريح، وحذاء رياضي غير ملفت للنظر، كمن يسعى للتواري عن أعين الناس.

رفع قبعته فوق رأسه، وارتدى نظاراته الشمسية السوداء، فقد أصبح التمويه جزءاً من طقوسه اليومية عندما يرغب في الابتعاد عن أعين المعجبين والكاميرات.

في قصره الواسع الذي تملأه أصداء الصمت، سار بخطوات هادئة على الرخام البارد.

وقد كان نور النهار قد حل والأضواء الخافتة أعطت الممرات الطويلة هالةً من الغموض.

توقف أمام باب خشبي كبير، يختلف عن بقية الأبواب بزخارفه البسيطة وغير المتكلفة.

لحظة تردد قصيرة، ثم دفع الباب ببطء، كاشفًا عن غرفة صغيرة داخل هذا القصر المهيب.