التحقيق في الزنزانة: كلمات وحشية و ذكريات مؤلمة

83 7 2
                                    

                                         سلام جميعاً
سأحول قدر الامكان ان اكتب فصول جديدة
اتمنى مساعدتي بالتقييم الجيد و الكلمات المشجعة


كانت خطوات سارة ثقيلة، وكأن كل جزء من جسدها كان يرفض الاقتراب من المكان الذي سيغير مجرى حياتها. سُحبت بالقوة إلى السجن تحت الأرض، حيث الجدران الصخرية المظلمة تضيق عليها وتزيد من عزلتها. وبينما كان الجنود يحيطون بها، كانت تلاحظ تلك النظرات القاسية التي كان يرسلها إليها كل من فيلق الاستطلاع.

إيرين، الذي لا يملك صبرًا أو مبررًا للشخص الذي أتى من مارلي، كان أول من تحدث بلهجة قاسية. "أنتِ جاسوسة! ماذا تنتظرين هنا؟ هل ترين أن كل شيء يمكن أن يُغفر؟" هجم بكلماته عليها، وكانت تلك الكلمات كالسكاكين في قلبها. لكنها لم تتفوه بكلمة، فكلما حاولت التحدث كانت تتذكر صمت والدها في آخر لحظاته، وكانت الكلمات تتعثر في حلقها.

أرمين، الذي كان يراقب الموقف من بعيد، لم يستطع تحمل التوتر بينهما. كان لديه قناعة مختلفة، فلطالما كان يؤمن بقوة العلم وكان يعتقد أن سارة قد تحمل مفتاح حل اللغز المزعج الذي يحيط بالعمالقة وتصلبهم، خاصة فيما يتعلق بآني. "إيرين، توقف!" قال أرمين بصوت منخفض لكنه حازم، وهو يحاول تهدئة الموقف. "نحتاجها، لا نعلم ما الذي تعرفه عن التصلب. هذا قد يكون مفيدًا."

لكن إيرين لم يُبدِ أي اهتمام. كانت غضبه يتصاعد أكثر فأكثر، وظل يوجه الاتهامات القاسية لها. "كيف يمكن أن نثق بكِ؟ كل هذا مجرد خداع!"

ثم جاء أمر ليفاي، الذي كان واقفًا إلى جانبهم بصمت، شبيهًا بالظل الصامت الذي لا يتدخل إلا في اللحظات الحاسمة. "قيدوها من يديها"، قالها بنبرة خالية من أي تعاطف.

سارة شعرت بشد القيود على معصميها، وكأنها على وشك أن تنهار من شدة الرعب. جسدها بدأ يرتجف من الذكريات المؤلمة التي اجتاحت عقلها في تلك اللحظة. كانت تلك اللحظات مثل شريط سينمائي، مشاهد مريرة تظهر أمام عينيها.

عادت الذاكرة إلى أيام طفولتها المظلمة، حيث كانت برفقة شقيقتها ليلى في منزلهما، قبل أن يقتحم جنود مارلي منزلهم، يجرون والدها بعيدًا ثم يأخذونها هي وليلى بعيدًا، ليضعوهن في ميتم تابع للمارلي بعد موت والديها
كانت تلك الأيام مليئة بالألم والفقد، وكانت سارة تُجبر على العيش بعيدًا عن العالم الذي عرفته، تشاهد نفسها وهي تكبر في عالم مليء بالظلم والغربة.

كانت تلك الذكريات تشتعل في قلبها مع كل خطوة إلى الأسفل، إلى السجن الذي تنتظره، لكن شيئًا ما في داخلها كان يرفض الاستسلام. كانت تعرف أن هناك أملًا في المستقبل، وأن علمها قد يكون الطريق الوحيد للنجاة.

في زنازين السجن تحت الأرض، عم الصمت الثقيل بعد . تلك اللحظات المتوترة. كان الجميع يراقب كل منهم في حالة من الترقب، لكن لم يكن أحد منهم قادرًا على التعامل مع الأجواء المتوترة غير هانجي. ضحكت ضحكتها المعتادة، ضحكة تحمل في طياتها غموضا كما لو كانت تلك الضحكة قادرة على تفتيت هذا الجو المشحون.

"قلوب خلف الجدران: ليفاي وسارة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن