بين جدران المعارك وصراعات القلوب، تواجه سارة ماضيها الغامض وقلبها الذي يخفق لقائد لم تعرف يومًا كيف تتجاوز جفائه. لكن هل يستطيع الحب أن يزهر وسط الرماد؟
في قاعة الاجتماعات الهادئة داخل القصر، حيث النوافذ الكبيرة تطل على الحدائق التي يغمرها ضوء الشمس الخافت، كانت الأجواء تسودها السكينة، لكن القلوب كانت مليئة بالتوتر. الجميع جلسوا حول الطاولة الخشبية، يراقبون هانجي التي دخلت بصمت، تحمل رسالة مغلقة بإحكام. لحظة من الترقب قبل أن تضعها على الطاولة.
هانجي: "رسالة من زيك! يبدو أنه علم بكل ما يجري هنا."
الجميع تراقبها، تنتقل الأنظار إليها بسرعة. سارة، التي كانت تتنقل بين الجالسين بعيون مشتتة، تقدمت ببطء، بينما يدها ترتجف وهي تلتقط الرسالة. فكَّت الأختام ببطء، ثم بدأت بقراءة محتواها بصوت مسموع، رغم التوتر الذي بدأ يملأ المكان.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
سارة (بصوت مرتعش): "إلى سارة والفريق في جزيرة باراديس، علمتُ بكل ما حدث. التجارب التي أجريتها على الأمصال، نجاحك في السيطرة على التحولات... كل ذلك وصلني. لدي خطة لإنقاذ ليلى. رغم كل شيء، فساد مارلي سيصبح مفتاحنا. المال والرشاوي هما الطريق الوحيد لتحريرها. لا تخافوا، سأعمل على تهريبها وإبعاد الشبهات عنكم. علينا التعاون. تذكروا دائمًا، كل خطوة نأخذها تُقرّبنا من إنهاء هذه المأساة."
أصوات الهمسات تعالت فور قراءة الرسالة، بينما الجميع يفكر في محتواها.
إيرين (معبّرًا عن قلقه، صوته قاسيًا): "هل يمكن الوثوق به؟ زيك ليس غريبًا عن الخيانة. حتى لو بدا أنه يساعدنا الآن."
سارة (تلتفت إليه، عيناها تحملان مزيجًا من الأمل والخوف): "لكنه يتحدث عن إنقاذ ليلى. إذا كانت هناك فرصة... لا أستطيع تجاهلها."
ليفاي (يظل واقفًا في الزاوية، صوته خافت، ولكن حاد): "لا يمكننا المراهنة على خطط غير محكمة. إذا كان زيك سيتصرف، دعوه يفعل ذلك وحده. نحن لا نحتاج إلى أن نكون جزءًا من أي لعبة خداع."
أرمين (يحرك رأسه، ينظر إلى سارة ثم إلى إيرين): "ربما هذه فرصتنا الوحيدة. زيك لديه نفوذ في مارلي، وإذا كان يريد استخدام فسادهم، فنحن بحاجة لفهم طريقته. قد تكون مخاطرة، لكنها مدروسة أكثر مما تبدو."
سارة (تنظر في أعينهم، ابتسامتها تتسع ولكن لا تخلو من الحيرة): "أنا... أريد إنقاذها. ليلى هي كل ما تبقى لي. إذا كان هناك بصيص أمل، حتى لو كان على يد زيك، فلا يمكنني التراجع. ألا نقاتل جميعًا لأن هناك من نحبهم؟"
كوني (تنفسه ثقيل، وهو ينظر إلى سارة وكأنما يدرك تمامًا ما تمر به): "أفهمك، سارة. أفهم تمامًا. أحيانًا، الخوف من فقدان الشخص الوحيد الذي يعني كل شيء يمكن أن يجعلك تأخذ أي طريق، مهما بدا مستحيلاً. وأنا معك في كل خطوة."
أرمين (يضع يده على الطاولة، يبدو وكأنه يستعرض الأفكار): "نحن نعيش في عالم حيث الخير والشر يتشابكان بشكل معقد. زيك قد يكون خائنًا، ولكن في هذه اللحظة، قد يكون ما يفعله هو الخيار الوحيد لإحداث تغيير. الأمر لا يتعلق به كشخص، بل بما يمكن تحقيقه."
إيرين (ينفعل فجأة، صوته يعلو بما فيه من استياء): "ولكن كيف يمكننا الاعتماد على من دمر عائلتي؟ على من كذب واستغلنا؟ كيف نفرق بين زيك الخائن وزيك الذي يحاول المساعدة؟"
ليفاي (يقترب من الطاولة، ويصوّب نظرته القوية تجاه سارة): "الأمر بسيط. لا نثق بأحد. نراقب كل شيء ونتأكد أننا من يتحكم في مجريات الأمور. إذا أردتِ الوثوق به، فهذا قرارك، لكنك لن تعرضي الآخرين للخطر."
سارة (تنهدت، تنظر إلى الرسالة مجددًا، ثم ترفع رأسها بهدوء، عيونها مليئة بالتصميم): "أنا لا أثق بزيك... ولكن أثق بقدرتنا على استخدام أي فرصة تأتي في طريقنا. ليلى ليست مجرد أخت، إنها دليل على أننا نقاتل من أجل أكثر من مجرد البقاء."
تسود القاعة لحظات من الصمت العميق، ينظر كل منهم إلى الآخر وكأنما يحاولون فهم عمق كلمات سارة. لكن، بدا أن القرار قد اتخذ. لا أحد يستطيع العودة الآن.
أرمين (يبتسم بحذر، وكأنما يحاول تهدئة الأجواء): "علينا مناقشة كيفية استخدام خطة زيك لصالحنا، مع الحفاظ على سلامة الجميع."
هانجي (ابتسامة مشرقة على وجهها، تغير الأجواء تمامًا): "حسنًا، هذا سيكون ممتعا
بعد أن قرأ الجميع رسالة زيك، بدأ كل واحد منهم في الانسحاب ببطء، إلا أن كوني بقي بالقرب من سارة. كانت نظراته مليئة بالحاجة، وكأن صمته يكشف عن آلاف الكلمات التي لا يستطيع أن ينطقها.
كوني (بصوت منخفض، مفعم بالأمل): "سارة... أنتِ الوحيدة التي يمكنها مساعدتي. أمي... أحتاجكِ، أنا أعلم أنكِ قادرة على إنقاذها."
تأملته سارة للحظة، وتفاصيل وجهه المليء بالتحدي والحزن، فشعرت بثقل المهمة التي تحملها، قلبها ينبض بشدة. لكن كان لديها جواب واحد فقط.
سارة (بصوت عميق، مستجمعًا لكل عزيمتها): "لا يمكنني أن أتحرك دون أن أخبر الفيلق. يجب أن أخبرهم أولاً، هذه ليست خطوة يمكنني اتخاذها بمفردي."
في صباح اليوم التالي، بعد أن أخبرت سارة الجميع بمخططها، كان رد فعل ليفاي قاسيًا كالعاصفة. وجهه المكفهر يشي بما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه.
هل ستسمع كلام ليفاي ؟! هل ستقوم بعناده ؟! هل تستطيع انقاذ والدة كوني ؟!