بين جدران المعارك وصراعات القلوب، تواجه سارة ماضيها الغامض وقلبها الذي يخفق لقائد لم تعرف يومًا كيف تتجاوز جفائه. لكن هل يستطيع الحب أن يزهر وسط الرماد؟
بعد العشاء، امتلأت القاعة بألحان فرقة موسيقية كلاسيكية من العاصمة، تضفي على الأجواء طابعًا ساحرًا. توزّع الحضور في محادثات متفرقة، يتبادلون الابتسامات والضحكات تحت أضواء الشموع.
في زاوية القاعة، شعرت سارة بحاجة للخروج، فحملت كأسها وذهبت إلى الشرفة. كانت السماء صافية، والنجوم متلألئة وكأنها تنسج قصصًا قديمة في ظلام الليل. وقفت هناك، تستمع للصمت الممتزج بالموسيقى القادمة من الداخل، والنسيم البارد يلامس بشرتها.
سمعت خطوات خفيفة خلفها، التفتت قليلًا لتجد ليفاي يقترب. كان مختلفًا هذه الليلة، بملابسه الأنيقة التي تركت أثرًا خاصًا، بعيدًا عن صرامة زيه العسكري المعتاد. وقف بجانبها بهدوء وقال بنبرة منخفضة: "لم أتوقع أن تكوني هكذا هذه الليلة."
رفعت حاجبيها قليلاً بدهشة، ثم ابتسمت وقالت بصوت ناعم: "وهل هذا إطراء؟"
رد بهدوء، وعيناه تلتقطان بريق النجوم المنعكس في عينيها: "أكثر من مجرد إطراء... أنتِ تبدين وكأنكِ جزء من هذا المشهد. أنيقة، مختلفة... وساحرة."
شعرت بحرارة وجهها ترتفع، فتجنبت عينيه، ثم همست وهي تنظر إليه: "وأنت... تبدو فاتنًا للغاية الليلة. لم أتوقع أن أراك بهذا الشكل."
اقترب خطوة نحوها، ووقف بجانبها مباشرة، ينظر إلى السماء. الريح الباردة لعبت بشعره قليلاً، بينما تابع بصوتٍ أكثر دفئًا: "أردت أن أعطيكِ شيئًا هذه الليلة... هدية."
شعرت بنبضات قلبها تتسارع، نظرت إليه بصمت، لكن ملامحها لم تستطع إخفاء فضولها. سألته بهدوء: "هدية؟ لماذا الآن؟"
نظر إليها نظرة عميقة، كأنما يقرأ أفكارها، ثم قال: "لأنكِ قدمتِ لي هدية من قبل. عطرك... ورسالتك. شعرتُ أنني يجب أن أرد الجميل، على طريقتي."
أخرج من جيبه شيئًا صغيرًا وناعمًا، وعندما فتح يده، انعكس ضوء النجوم على قطعة فضية صغيرة. كان عقدًا بسيطًا ولكنه مليء بالتفاصيل، وكأنه صنع بحب. أمسكه برفق، ثم قال: "صنعته بنفسي... أردت أن يكون شيئًا يخصكِ وحدكِ."
تقدّم نحوها خطوة أخرى، وقبل أن تستوعب ما يحدث، رفع العقد ووضعه حول عنقها. أصابعه لامست بشرتها للحظات قصيرة لكنها كانت كافية لتجعل قشعريرة باردة تسري في جسدها.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لم تستطع الكلام، نظرت إلى العقد بأصابعها المرتعشة، ثم همست: "هذا... جميل للغاية."
ردّ بخفة، وعيناه تنظران إلى عينيها مباشرة: "جميل، لكنه لا يضاهي جمالك الليلة."
صمتت، لكن أنفاسها كانت ثقيلة، وكأنها تخشى أن تكسر هذا اللحظة السحرية بأي كلمة. الريح حملت خصلات من شعرها الكيرلي حول وجهها، فمدّ يده برفق لإعادتها خلف أذنها.
ثم قال بهدوء، وكأن كلماته تحمل وزن العالم: "سارة... لا تخاطرين فقط في المهمات. أنتِ تخاطرين بشيء أكثر قيمة... بشخصك. لا أريد أن أفقدكِ."
هذه الكلمات تركت أثرًا أعمق من أي شيء آخر. شعرت بشيء جديد، مختلف، ينمو بينهما. همست، بالكاد تسمع نفسها: "ولأول مرة... أشعر أنني لا أريد أن أخاطر."
ساد الصمت للحظة، قبل أن يبتسم ابتسامة صغيرة نادرة، ثم قال: "لنذهب... الجميع ينتظرون."
ابتعد بخطوات هادئة، بينما بقيت سارة واقفة للحظة، تلمس العقد حول عنقها، وكأنها تخشى أن يكون كل ذلك مجرد حلم.
هل ليفاي قام بالاعتراف؟! هل سيتردد مرة اخرى ؟! مالذي سيحدث؟!