هدايا غير متوقعة و اعترافات صامتة

62 3 2
                                    

هدايا غير متوقعة واعترافات صامتة

قرار على مائدة الإفطار
كان الصباح هادئًا في قصر الملكة. أشعة الشمس تسللت عبر النوافذ الكبيرة، لتضيء طاولة الإفطار التي اجتمع ، برفقة الملكة هيستوريا وبعض الضباط. أمامهم وُضعت فناجين الشاي وأطباق صغيرة من الكعك، لكن الأنظار كانت مركزة على سارة التي جلست بجانب هانجي.

بدت سارة واثقة لكنها مترددة في الوقت ذاته، وكأنها كانت تخوض صراعًا داخليًا. أخذت رشفة من الشاي، ثم وضعت الكوب جانبًا وقالت:
"أريد أن أوضح موقفي. لقد قررت البقاء والعمل معكم."

الجميع نظروا إليها بصمت، ينتظرون منها المزيد. أخرجت سارة مذكرات جلدية قديمة ووضعتها على الطاولة، ثم قالت:
"هذه مذكرات والدي. تحتوي على أبحاثه الأخيرة حول علاج العمالقة. هذا الكتاب قد يكون المفتاح لإنهاء هذه المأساة، لكن هناك مشكلة."

فتحت الكتاب وأشارت إلى صفحة ممزقة في نهايته.
"الصفحات الأخيرة مفقودة، وهي تحتوي على الطريقة النهائية. لهذا السبب، سأحتاج إلى الوقت لإعادة التجارب من البداية. سأحتاج إلى مختبر وفئران مخبرية لإجراء التجارب الضرورية قبل اختبار العلاج على العمالقة."

صمتت للحظة ثم أكملت:
"هذا يعني أنني سأبقى في العاصمة لبعض الوقت، وأحتاج دعمكم الكامل لتحقيق ذلك."

هانجي، التي كانت مستغرقة في قراءة المذكرات، رفعت رأسها بحماس:
"مختبر؟ بالطبع! سنوفر كل ما تحتاجينه. لكن في الوقت ذاته، أرمين، أريدك أن تعود إلى أصدقائك في المقر وتخبرهم بما حدث هنا."

سوق العاصمة: هدايا بلا مقابل
قبل مغادرة أرمين، طلبت سارة مرافقته إلى سوق العاصمة. كان الجو نابضًا بالحياة، والباعة ينادون على بضاعتهم في كل مكان. الألوان الزاهية للمنسوجات والعطور والتوابل أغرقت المكان بسحره الخاص.

توقفت سارة عند متجر مجوهرات، وأخرجت خاتمًا بسيطًا كانت ترتديه. تأمله البائع ثم قال:
"إنه جميل. سأعطيكِ هذا المبلغ مقابل بيعه."

أخذت المال دون تردد، وأرمين، الذي كان يراقب بصمت، سألها:
"لماذا بعتِ الخاتم؟ هل أنتِ بحاجة إلى المال لهذه الدرجة؟"

ابتسمت بخفة وقالت:
"ليس للمال. أردت شراء شيء مميز."

اتجهت إلى متجر للحلوى واشترت علبة من الحلوى النادرة، ثم إلى متجر آخر واختارت بعناية قبعة لجان، ودفتر ملاحظات لكوني، وقلادة أنيقة لميكاسا، وساعة رملية لإرين.

أرمين (مندهشًا): "كل هذه الهدايا؟ ما الهدف منها؟"

سارة (بابتسامة دافئة): "لكل شخص شيء يُسعده. الحلوى لساشا لأنها تستحق السعادة. القبعة لجان لأنني أظن أنها ستناسبه. كوني دائمًا ينسى أشياءه، لذا أعطيه دفترًا. أما ميكاسا... فهي تستحق قلادة تعكس قوتها وجمالها. وإرين يحتاج إلى تذكير بأن المستقبل يمكن أن يكون أجمل من الماضي."

"قلوب خلف الجدران: ليفاي وسارة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن