بين جدران المعارك وصراعات القلوب، تواجه سارة ماضيها الغامض وقلبها الذي يخفق لقائد لم تعرف يومًا كيف تتجاوز جفائه. لكن هل يستطيع الحب أن يزهر وسط الرماد؟
رجعتلكم من جديد بجزء كلو اسرار و جزء لنهاية مرحلة و بداية مرحل مهمة
في غرفة من غرف القصر ، بعد يومين من حالة اغماء العملاق الذي رجع الى هيئته البشرية كان كاسبر، مستلقيًا على السرير في حالة هيسترية. كان جسده يرتجف من التعب، ووجهه شاحبًا، وعينيه شبه مغلقتين. من حين لآخر، كانت شفتيه تتحركان بصوت خافت وكأن الكلمات تتسلل من أعماق ذهنه، كأنها رغبات مكبوتة طالما كان يحاول كتمانها.
"جريشا... جريشا..." كانت الكلمات تتناثر من فمه، كما لو كان في عالم آخر. كان جسده يتشنج بين الحين والآخر وكأنه يقاوم العودة إلى الوعي. كانت يداه تتحركان بشدة على السرير، وكأنهما يحاولان الهروب من واقعٍ مرير.
نظر الجميع إلى بعضهم البعض بقلق، لكنهم لم يجرؤوا على الاقتراب. كانت لحظة غريبة، وحيرتهم تتزايد و خاصة ايرين و ميكاسا مع كل كلمة يرددها كاسبر.
ثم، في صمت مشحون بالتوتر، سمعوا كاسبر يعيد ذات الكلمة بصوت متقطع، وكأنها كانت تؤلمه أكثر من أي شيء آخر.
"خاننا زيك... خاننا زيك..." ترددت الكلمات في أرجاء الغرفة، وكان الصوت مثل الهمسات في عقول الجميع. وفي تلك اللحظة، التفتت الأنظار إلى إيرين. كانت عيناه مليئة بالدهشة والتساؤل، وكأن عقله لا يستطيع استيعاب ما يحدث.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"جريشا؟" همس إيرين بصوت منخفض، يتسائل عما إذا كان ما يسمعه صحيحًا. كان يراقب كاسبر بشدة، وفي عينيه خليط من القلق والشك.
لكن كاسبر لم يتوقف. بل استمر في الهذيان، وتسللت الكلمات من بين شفتيه وكأنها صرخات مكتومة.
"جريشا... جريشا اين انت..." كرر كاسبر، وجسده يرتجف كما لو كان يحاول الهروب من ذكرى مؤلمة. كانت عيون الحاضرين مليئة بالدهشة، لكنهم جميعًا شعروا بأنهم أمام حقيقة مظلمة، حقيقة مرتبطة بماضٍ طويل ومعقد.
"هل... هل تنادي باسم جريشا ييغر؟" سأل إيرين، وكأنه يحاول أن يفهم ما يقوله كاسبر. كانت عيناه تومضان، والدموع كانت على وشك السقوط. شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه، وكان الهمس الذي خرج من شفتيه يحمل معه مرارة عميقة.
بصوت ضعيف ومرهق، أكمل كاسبر قائلاً: "نعم... كنت معهم... في الخطة ضد مارلي..."
أخذت هانجي خطوة إلى الأمام، محاولة تهدئة الوضع. "نحن في جزيرة باراديس. أنت الآن في هيئة بشرية." قالت، صوتها هادئ لكنه مليء بالقلق.
"منذ متى وأنا في هيئة عملاق؟" سأل كاسبر، وعيناه مليئة بالحيرة، كما لو كان يحاول استرجاع شيء ضائع في ذاكرته. "كم استمر هذا؟"
كان الصوت الذي خرج من فمه ضعيفًا، لكن الألم كان واضحًا في نبرته.
هزّت هانجي رأسها، محاولةً تهدئته أكثر: "لقد كنت في هيئة عملاق لفترة طويلة. لكن الآن عدت إلى هيئتك البشرية." ثم أضافت بحزن: "جريشا... جريشا مات. هذا هو ابنه الثاني، إيرين." كاسبر : جريشا عنده طفل واحد و هو زيك الذي خاننا
في تلك اللحظة، تجمد إيرين في مكانه. قلبه ارتجف، وعينيه اتسعتا في دهشة عميقة. لم يكن يتوقع هذا، ولم يكن مستعدًا لمواجهة الحقيقة في هذا الشكل المؤلم.
"جريشا... كان أخًا لي... كان صديقًا لي..." همس كاسبر، وكأن الكلمات تخنقه. كانت عيونه مليئة بالحزن، كما لو كان يحمل ثقلاً عاطفيًا أكبر من أن يتحمله جسده.
عيني إيرين امتلأتا بالدموع، ولم يستطع التحكم في مشاعره. "جريشا... أخي..." همس كاسبر ، ثم انفجر بالبكاء. كانت دموعه تسقط بغزارة على خديه، وكأن كل لحظة مرت كانت تطعن قلبه. كان يشعر أنه فقد جزءًا من نفسه، وأن ذلك الحلم المشترك مع جريشا قد تبخر في لحظة واحدة.
بينما كان الجميع يتنفسون بصمت، انتقل الحديث إلى مكان آخر، حيث كان كاسبر يعود إلى حالة الهذيان. وبصوت مضطرب، تابع قوله: "جريشا... جلال..." ثم نظرت سارة إلى كاسبر بعينين ملؤها التساؤل و قال هل تعرف جلال ؟!؟!
وهنا قال كاسبر كان لدينا صديق عربي... خارج ثكنات إلديا... اسمه جلال... وهو عالم عربي
لم يكن هناك وقت للإستعداد لهذا الاكتشاف. كانت سارة تقف هناك، وعينيها مليئة بالدهشة والصدمة. عندما نطق كاسبر باسم والدها، شعرت كما لو أن الأرض سحبت من تحت قدميها.
"جلال..." همست، والدموع تغمر عينيها. كانت الكلمات تتعثر في حلقها، لم تستطع تصديق ما كان يحدث.
"أنا ابنته؟" قالت سارة كاسبر ابنته الكبرى ام الصغرى.
"أنا ابنته الكبرى..." أجابت سارة بصوت متحشرج، وكأنها تحاول تجميع شتات مشاعرها في تلك اللحظة. ثم أضافت، والدموع تتساقط بلا توقف: "أبي كان... كان جزءًا من الثورة ضد مارلي."
عيني كاسبر تغيرت. "نعم... كان معنا في الثورة... لكنهم قتلوه... لم يحولوه إلى عملاق... لأنه كان عربيًا... ليس من دماء إلديا...كان يريد مساعدتنا باستخدام دماء دينا و انهاء اطماع مارلي و لكنهم قتلوه
كلمات كاسبر كانت كالصاعقة. سارة شعرّت وكأن قلبها تمزق، وكأن والدها قد قتل في حرب لا رحمة فيها. كانت تعرف أن مارلي كان قاسيًا، لكن أن يقتلوا والدها فقط لأنه ساعد الديا.
في تلك اللحظة، كان ليفاي يقف إلى جانب سارة، وقد ألقى يده على كتفها بلطف، محاولًا أن يكون القوة التي تحتاجها. كان يراقب سارة بتعاطفٍ كبير، وفي عينيه كان الغضب يختلط بالحزن.
"لن تتركي هذا يؤلمك... سنقاتل من أجل كل الذين ضحوا." همس ليفاي بصوت هادئ، لكن كلماته كانت مثل النار التي تضيء في قلب سارة.
عندما نظرت إليه، كانت ترى فيه القوة التي تحتاجها في تلك اللحظة المظلمة. كانت دموعها تتساقط، لكن قلبها بدأ يشعر بالقوة. "سأكمل طريق أبي... سأحارب من أجل كل من قتلوا، حتى لا تضيع تضحياتهم هباء."
مالذي سيحدث ؟! هل هناك سر في دماء العربية؟! ماعي التطورات بعد هذه الاخبار ؟!