11

1.2K 90 208
                                    









محد سعيد في حياته،

أبعد البطانية عن عيونه،

الفقير محبط، يبحث عن لقمة العيش،

والغني محبط، امتلاك كل شيء أصبح روتين ممل،

أخذ نفس ومسّج راسه يخلل أصابعه في شعره الخفيف،

الصحيح يبحث عن مأساة يبكي عليها، حتى وان كانت سخيفة مثل سيارة فارهة لم يستطع امتلاكها

والمريض يبكي ألمه كل يوم، وفيه أيام يحاول يضحك فيها، يبحث عن ضمادة الأمل، وسط دماء جروح اليأس،

انقلب ع ظهره، يطالع في السقف، اللي يعكس ضوء الانارات بالشارع حيث انه تسلل من النافذة الزجاجية،

اللي عنده أطفال يتذمر منهم، ومن مطالبهم، بل قد يفرّط بهم

والمحروم، يشوف كل الأطفال أمنيته، ويبحث فيهم عن طريق ضالته، يربت فوق رؤوسهم وكأن هذي اللمسة قد تخفف شوقه

ارمش عدة مرات وشرد في الفراغ،
أطرافه متجمدة من البرد حتى وهي تحت البطانية الثقيلة

اللي أمه وأبوه أحياء، يتأفأف بوجيههم، ويكره اسألتهم الملحّة واهتمامهم الزائد

واليتيم تمر عليه سنين ما أحد يهتم إذا في يوم نام جوعان أو لا ..

البشر غريبين صح؟

ميّل شفايفه بتساؤل

صح ..



7:22 مساءً،

قفل باب غرفته،
ونزل من الدرج وعيونه تتفحص البيت بحذر، لحاجة في نفسه لم يعترف بها لأن كبرياءه يمنعه ..

التقطت نظراته الأجساد القابعة أمام التفزيون،
وعض باطن خده قبل يسرع في الاستدارة ويعود من حيث اتى

لولا صوت جده

"عناد ! .. انت ذهنت (صحيت) يا ولدي .. تعال وانا ابوك تعال"

غمض عيونه بقوة وأخرج نفس من فمه،
قبل يرجع مرة ثانية وينزل الدرج،
نظراته عليها .. هي اللي ما تطالعه كأنه غير موجود

يبدو انه فعلا غير موجود بالنسبة لها،
ممحي، ميت
يتساءل،
كان كذا الوضع في طفولته؟ أم انها كانت جدة حنونة،
فرحت بولادته وأغرقته بالاحضان والحب والهدايا ..

ما يدري،
هل كرهها كان متأصل وله جذور،
أو انه ردة فعل على فعلته الشنيعة، جريمته اللاإنسانية،

يا عمري اللي ضاع نهب وغبينةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن