33:اسف......

33 4 1
                                    




---

لا تكن خروفًا بين ذئاب لتنال رحمتها، ولا تكن ذئبًا بين خراف لتنال خوفهم. هذا المنطق جعل الخراف طعامًا والذئاب ضِربانًا.

---

وصلت السفينة إلى ميناء أمريكا الشمالية في تمام الساعة الثامنة صباحًا. استنشقت أندريا نسيم البرّ بتنهيدة حمد وشكر، بعدما انقشعت دوخة البحر وتوقفت الأرض عن التأرجح. أخرجت هاتفها واتصلت بالرقم المجهول الذي يلاحقها كظل ثقيل.

ردّ الصوت من الطرف الآخر بنبرة مقيتة:
"نعم، أعلم لماذا تتصلين. لقد وصلتِ إلى الوجهة، أليس كذلك؟"

أجابت ببرود مميت:
"أين إيفا؟"

ضحك بسخرية متعمدة وقال:
"آه... لما كل هذه العجلة؟ وصلتِ إلى المكان، لكنك لم تصلي إلى الهدف."

صمتت أندريا، ثم تذكرت تلك النبرة التي لا يمكن أن تخطئها. كان هذا الأسلوب الساخر الذي اعتادت أن تواجهه من لوكاس. فقالت بحدة:
"لوكاس، انزع مغير الصوت."

حلّ الصمت للحظات، ثم جاء الصوت الحقيقي:
"لن أقول حاضر كالعادة، سيدتي أندريا."

تنهدت بعمق، ثم أجابت بحزن خافت:
"لوكاس، أعلم أنك تحمل حقدًا... لكنني لا أعرف السبب. ما حدث لوالدي حدث لي أيضًا. هو مع إيفيان، وأنا معك. ألا تتذكر السبب؟"

صرخ لوكاس فجأة، مما جعل صدى صوته الحقيقي يملأ الهاتف:
"أنتِ وأمثالك لا تشعرون ولن تشعروا أبدًا! أنتم أبطال القصة بنهايات سعيدة على حساب نهاياتنا الكئيبة. دائمًا نحن الأشرار في حكايتكم. أنتم الخير، ونحن الظلام!"

ردت أندريا بنبرة هادئة رغم سخونة كلماته:
"لوكاس، نهايتك بيدك، لا بيدي. أنا أخطط وأنت تُفشل خططي، ولهذا يتم تهميشك."

صرخ من جديد:
"سترين النهاية الحقيقية يا أندريا."

ردت بحدة:
"بالطبع سأراها، فأنا لست عمياء مثلك. الآن، أين هي إيفا؟"

ضحك ساخرًا وقال:
"تظنين أنني سأخبرك بهذه السهولة؟ لا، عليكِ أن تبحثي عنها شبرًا شبرًا."

وأغلق الخط في وجهها.

---

التفتت إلى ألكسندر، الذي كان يراقب المحادثة بصمت، وقال مطمئنًا:
"لا تهتمي لكلامه؛ الحقد أعمى قلبه."

ردت بمرارة:
"لو كنتُ أهتم، لكنت انتحرت منذ سنوات."

ربت على كتفها وقال:
"هذه هي أندريا التي أعرفها. لكن عليّ العودة إلى البحر. بالمناسبة، سيذهب معك ابني هارون."

Darkside♕ جانبي المظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن