بينما كانت هي تستمتع و تتجول في الأرجاء، لم تكن تعي تلك العيون السوداء المظلمة التي كانت تتبعها من الأعلى بنظرة راغبة...
كان عاجزًا عن رفع عينيه عن هيئتها الصغيرة الفرحة، و كان قلبه ينبض بسرعة بينما يراقبها تجلس على إحدى الكراسي في مطعم الفندق...
"...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
" توقفي عن قلقك... لا بد و أن هذا التأخير بسبب الهلع الذي تضعين نفسك به.."
" و هل هذا الهلع شيء انا قادرة على التحكم به أمّي؟!"
رفعت صوتها في نهاية كلامها، استمر التواصل البصري بينها و بين أمها لثوان حتى أخفضت عيونها بندم... كانت الأم ترمقها بنظرة مستغربة... من النادر أن ترفع ليان صوتها في المنزل... و خاصة بحضور والدها..
" آسفة..."
غمغمت... نظرت الأم إلى الأب الذي كانت حائرًا أيضا.. لم يعد يعرف كيف يتوجب عليه التعامل مع إبنته.. إنها تمر بوقت عصيب، تغرق في شكوك قد تكون أقرب إلى الواقع الذي قد لا تستطيع العائلة أن تتحمله. و في النهاية ترفض قطعا التأكد خوفا من النتائج...
زفر الأب ثم عاد للتحدث بهدوء...
" أولا.. إنتبهي إلى كلامك مع والدتك... لا أريد أن أسمع صوتك يعلو مجددا في وجهها..."
شعرت ليان بالغصة في حلقها... كانت تعرف أن ردة فعلها كانت عاقّة، و أنه لم يتوجب عليها أن ترفع صوتها في وجه أمها، خاصة أن تلك الأخيرة كانت تحاول التخفيف من قلقها المبالغ.. و لكن.. و لكن لا أحد يفهمها... لا أحد يستطيع إستيعاب الضغط الذي تعيش فيه، خاصة بعد تأخير خمسة عشر يوما!
هزت رأسها بطاعة بينما غرقت عينيها بالدموع، أرادت أن تعتذر، و لكن غصتها، حزنها، شعورها بالوحدة و أنه لا يوجد من يفهمها... كل تلك المشاعر كانت تمنعها من التحدث.. تمنعها من الحديث عما تشعر به و تمنعها من الإعتذار...
" حسنا.. أنا و أمك أعطيناك رأينا بالفعل.. إذا ما كان هناك حقا... إحتمال أن تكوني حاملا.. هذا قضاء و قدر من رب العالمين، إياك أن تحاولي الإعتراض على حكمة الخالق... إشكري ربك أيا كانت الظروف..."
اهتز جسد ليان بأكمله و هي تواجه الإحتمال الأسوء... كانت خائفة حقا... لقد تأخرت الدورة الشهرية خاصتها لخمسة عشر يوما... في البداية كانت تقنع نفسها بأنه لهو أمر معتاد، لربما من صدمتها اضطربت هرموناتها و تأخرت الدورة... تأخرت لعشرة أيام... بدأت تقلق اكثر، و لكنها صمدت متمسكة بحقيقة أنها كانت تأخذ دواء منع الحمل...