آهه .. وأخيراً استعدت روحي من جديد ..
فالحقيقة في كلّ ليلةٍ من كل شهر .. تصعد روحي للسماء ، فـ تجول وتطوف في أنحاء المجرّات ، خارج درب التبّانةِ بالطبع .. لإكتشف الكون الذي نعيش فيه نحنُ .. ليس أنتم البشر ، لا .. أعني من بني جنسي ، وما رأيته إلى الآن ليس سوى جزءً لا يتجزأ من ربع الكوْن وأقصد بذلك المجرّات والبحيْرات والجبال وما الى ذلك ، راودتني الكثير من الأسئلة اللا معنى لها مثل : لِمَ خُلقت ؟ لا يعقل أنّي خُلقت فقط للعبادة وأن اعيش ك أيِّ مخلوقٍ أياً كان جنسه .. وكثير من هذه الأسئلة تجول في خاطري ولكن بالنهاية أنا لست من جنسكم لِذا هذا لا يهُم .
كثيرٌ من بنو البشر يعتقدون أنّ حياتهم مُجرّد حبة ٍ من " توت العليّق " ؛ تحوم في الفضاء الواسع ولا تعرف وجهتها ولـِ إيْن سـَ تذهب وكيف وماذا و لِمَا -.
أعتقد أنّي مثل حبةِ التوتِ هذه ، لا اعرف من أيْن أتيْت ولِما أنا خاصةً قد أُخترت و .. أعتقد أن هذا ليس جديراً بالذِّكر ، فـَ في النهاية بطلة القصة ليس أنا بل لورا .
آوه ! كيف أنسى لورا من ذِكرِها لكم ؟
يكفيني بأن أقول لكم أنها بـِ خير والحمد لله .
بالأمس فتحت مذكّراتي ، لا أعلم أين كانت طول هذه السنين لكنّها كانت ضائعة ووجدتها في البارحة .. أخذتني بعضٌ من الذكريات للماضي البعيد ، والبعضُ منها استوجب منّي أن أذرف دمعتين على الأكثر ! ..
والبعض الآخر ؟ لم تكُن ذكريات ؛ بل معاتبة أو مثل ماتريدون تسميتها أنتم أحرار .. وكنت قد رأيت في آخر صفحة المذكّرات ؛ كلاماً مكتوباً بخط الدمع قبل اليد ..
كانت كالتّالي :
_________________________
" سئمتُ العيْش بين مجموعةٍ من البشريُّون المتعطشون للدماء ، لا يعرفون أيّ معنىً للرحمة أو الحنيّة " .
_________________________
" اليوم السادس عَشر من مكوثي في الملجأ ، ليس لي القدرة على أن أقول أنه ملجأ بل إنّه مجرّد بوابّةٍ للجحيم المؤبد الذي اذا دخلت منه لن تضمن من حياتك الاّ بضعُ ساعات ".
_________________________
" اليوم العشرون من شهر تشرين ، أنا إلى الآن لا أزال صامدة .. صحيحٌ أنّي لَم أشرب الماء منذ أيّام .. و لَم يدخل شيءٌ في فمي تقريباً مُنذ خمسة أيّام ، وكان جُلَّ ما اكلتهُ رغيفَ خُبزٍ قد ظهرت عليه آثارُ التعفُّن والبكتيريا بدأت في الظهور عليه " .
_________________________
" اليوم الحادي عَشر من تشرين الثاني - اكتوبر - ، أمّي أبي .. أرجوكما عودا إليّ لا أستطيع أن استحمل أكثر من هذا .. السيّد والسيّدة - - لا يملكان ادنى مستويات الرحمة أو حتّى شفقة .. قاموا بتجويع كلٌ من في الملجأ لأيام إلى أن يأخذ الله أمانته .." .
_________________________
" السيّدة دروزيلا و زوجها السيّد موناريه .. هُما مالكيْن هذا الملجأ ، وايضاً هُما يقومان بتعذيب من في الملجأ فقط لـِ يُشفى غليلهم ! فـَ هُم لا يملكان المال الّا لإشباع رغباتهما اللامتناهية ، و يقصّون على النّاس المتبرعين قصصاً لا أساس لها من الصحة فقط كي يتعاطفوا معهم ويأخذون مالاً أكثر .. حقاً جشعيْن .. ".
_________________________
- يبدو أنكم إنغمستم في هذه المذكّرة اللعينة ، أعتقد أنّ هذا يكفي .. إلّا إذا كُنتم تريدون المزيد لـِ معرفة قصتي كاملة .. حسناً يبدو أنّ هذا يعتمد على رغبة القارئ في معرفة البقيّة .
س أبدو مثل " نجمٍ " أسود لعين .. يخترق المجرّات والأقمار لـِ يدمّرها إن لَم أستجب لـِ مطالبكم في معرفة القصة ..".