" عُمق "

64 3 0
                                    


كثيرٌ من الألم و الحُب امتزجا و اصبحت ضحية لهما كأي خرقاء ..
تمطر على قلبي حلماً و نوراً و على قلبها بؤساً .. و ألماً
تكاد تلك النظرة تخترق قرنيتي ، و يا لها من نظرة ! خليط من الابتسامة الدافئة و اللمسات الغير مقصودة بدافع القصد .. تجعلني اتسائل هل هي متعمدة أم أنها تتملص التعمد ؟
اخذتني لروحها و فرعتني في ارجائها كالضياء .. و تفرعت بي كالبريق .
تطربني موسيقاها العذبة .. ليست كالنهر بل اعذب ، ليست كالسكر بل أحلى و ليست كالغروب بل أنها ... تُثير المُخيلة و أكثر .
عندما يتدفق الماء من عينيّ لا أكاد اصف رقتها عندما تراها ، تهلع إلي مسرعة لتوقف ذلك التدفق الغَرير..لا أعلم لماذا حتى لا تأذن لي دموعي بأن تهطل !! أليس من حقي أن اعرف على الاقل متى سوف اصبح طفلة و اغرق المكان بتلك الدموع الفائضة ؟ هي حتى تعلم متى سوف تفيض و فجأة يظهر لي من عدم مهرج ، نعم إنها هي .. حقاً تقوم بإضحاكي حتى الموت إلى أن تتحول انهاري الفائضة الى ارض نائية غير مأهولة بالحزن و البؤس و كل ما هو سبب في ذلك الفيضان المُشيم ..
هل هي تحب كوني زئبقاً ؟ اتمنى انها لا لأنني حقاً اشعر بالاشمئزاز من أن اكون فائضة طوال الوقت !!

تلك الدموع .. لما هي تهطل كالذهب على وادٍ ليس به تراب ؟
يا الهي ، مستعدة لترسيخ يداي المجردتين لمسح هذه الدموع .. لم اتوقعها ابداً بهذا الجمال البديع ! و كيف لها اصلاً أن تصبح بتلك الطريقة السوّيه ؟

"لا اكتفي منكِ و لكنِّ اكتفي بكِ " ..

كتبتها قبل اسبوع فقط و لكن كيف تنبأت بأن هذا ما سأشعر به خلال الأيام القادمة ؟ حقاً منبهرة بقدرتي اللعينة !
انا بحاجة إلى وصف هذا الشعور ، لا أعلم حتى كيف اصف لكم لأصف لكم ما أشعر به يا لهذا الغباء .. افتقدكِ منذ ٤ أيام و اليوم هو الخامس و الاسوء بالطبع ؛ لماذا يحصل هذا ؟ هل هو صعب أن ابقى بقربكِ دائماً دون أن يحول بيننا وقتٌ و أشخاص .. و ربما حتى الحياة ؟ لم اطلب شيئاً غير أن ابقى معكِ إلى أن آخذ كفايتي منك ، بالتأكيد أعني إلى أن يأتيني يقينُ الإله .. هل هو صعبٌ عليكِ أن تكوني سبباً في تشنج عضلات قلبي من الارتياح بـوجودك جانبي ؟ ليس صعباً أن تجعلي عضلات فكّي تنهار من ثقل الابتسامة التي على ثغري الضعيف .. هل هو صعب لهذه الدرجة ؟
رخص في الكلام و الشعور و لكن يبقى السؤال .. إلى متى هذا " العُمق " في الأحساسيس الدفينة دون أي إشباعٍ لها ؟
كأن باقي الغيوم تواسيني ، و كأن لسان حالها يقول : نحن معكِ و إن لم تكن غيمتك معك .. حتى لو لم تهطل عليك بغيثها ، نحن معكِ ... سنكون قوتكِ التي تتوقين إليها دائماً ، سنكون دموعكِ التي لم تقدري على التفكير حتى بإنزالها .. و يا لها من دموع ، لا يشفي " عمق " نشوز قلبي إلا هي ...

نجحتي يا غيومي في جعلي اشعر بتحسن عظيم ، شكراً للرب على وجود غيوم اخرى لا اشعر بها حين اكون سارحة في رُواءِ غيمتي الوحيدة ..
أدام الرب غيمتي .. و باقي الغيوم بعدها .

يا لكِ من غيمه ، تحبين جعلي أُمطر بدلاً عنك دائماً ..

هل هذا ممتع ؟ هل حقاً تستمتعين بتعذيبي بهذه الطريقة ؟ هل خيار ابتعادكِ عني و ذهابكِ إلى سماءٍ اخرى مختلفة تماماً عن سمائي هو الأفضل لكِ ؟
هل كنت سماء سيئة لك ؟ اصدقيني القول .. لم اكن متسعاً كافٍ لكِ حتى تغيثي ؟ كنتي تريدين الاغاثة لا أن تغيثي أليس كذلك ؟

غيمتي ؟ ابقي في سمائي الموحلة و لا استطيع أن اعدكِ سوى أن اجعل سمائنا زرقاء ناصعة .. آسفه على كل ما بدر مني من حبٍ للنفس اللعينة و لم أكن أعي ابداً انكِ تحتاجين إلى إغاثتي و حالاً ، لماذا اوهمتني حتى ؟ يا لها من دعابة لا يمكنني أن اضحك عليها حتى .. بخير ؟ أرى الخير جيداً في دموعكِ .. حقاً !

لنتمنى سوياً فقط الراحة لغيمتي الوحيدة .. في نومها الطويل .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 25, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Stay.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن