يا لهذه الحياة .. تسحقك تقتلك تعذبك! ثم تطلب منك أن تكون بخير وأن تمارس حياتك بشكل طبيعي ، سحقاً .
لما لا تذهبوا جميعكم للجحيم؟ بلا استثناء بالطبع فأنا أرى أن لا أحد منكم يستحق الجنة والنعيم ما لم يكن في قلبك حجم ذرّة من الرحمة .
اقتلوا البشر ، جردوا الناس من ملابسهم ، فرقوا والد عن ولده ، احرقوا البيوت ، اغتصبوا النساء ، دمروا الشوارع .. ثم طالبوا بحقوقكم كـ بشر .
لا مكان في هذه الدنيا للضعيف ، إما أن تثبت وجودك على هذه الحياة وأن تناضل من اجل حريتك و حقوقك ، وإما أن تُسحق تحت اقدام سكان هذا الكوكب المشؤوم .
انا سلام ، جُبتُ المجرّات والكواكب والمدارات ، سحقت تحت تلك الاقدام .. نعم سُحقت ، لا أنكر أن الفشل هو بداية طريق النجاح ولكن في بعض الحالات يكون بداية شؤم لحياة جديدة .
كنتُ قد رأيت طفلاً يصارع الموت امام عينيّ ، ولم يكُن بوسعي أن أمُدّ له يد العون لأن مصيره كان محتماً بالموت ، فـ ظللت اراقبه لحين مفارقته الحياة .. وعندما تحريّت عن سبب وفاته ؛ كان بسبب أنه قد سقط عليه برميل الخمر عندما كان يلعب بالكره فـ اهتزت الطاولة وحدث ما حدث ، بالتأكيد لم يستطع جسده الضعيف والصغير تحمل ذلك الثقل الكبير فـ لقي حتفه جرّاء هذا الحادث .
لا أخفي عليكم ان كلّ من مَرّ بجانب هذا الصبي لم يلقي له بالاً ! بل سارعوا إلى حمل برميل الخمر ليجمعوا ما تبقى منه ، هذا مضحك .. يجدون أن الخمر الذي انسكب على جسد هذا الطفل ؛ أهم من روحه الضعيفه ، يا لكم من حثالة .
كُسرت الكؤوس ، سقط الرؤساء والمجوس ، و مُزّق فستان العروس ! ولا يزال ابناء هذا الكوكب يبحثون عن ايّ وسيلة تجعلهم يصلون لمرادهم دون أن يفكروا بالعوائق التي من الممكن أن تواجهم لا محالة .. يريدون من إنجازاتهم أن تُبنى على إنجازات غيرهم من الناس ، لا مشكلة لديهم البتّة في ذلك .. فـ هُم يفكرون بمصالحهم الشخصية .
اصدقني القول عزيزي القارئ .. عن اي بلد تتحدث عنه ؟ هل من الممكن انك تصف بلاد القيروان التي لا نسمع بها إلا في القصص الخيالية ؟ أم أنك تصف بلاد الأندلس قبل أن تُقسم ويصبح إسمها بين اوراق الكتب القديمة ؟
آه من الممكن أنك تفكر الآن و تقول أنه لا حق لي في أن أبدي رأيي في مواضيع كـ هذه ، ولكن هل ما قلته كذب ؟ أم تخفون من أن تُنشر الحقيقة و تُدنسون تحت طيات التاريخ ؟ أم أنكم لستم مستعجلين في أن تستلموا جائزة " افضل اسوء بلد في الكوكب " ؟
الرب لن يغفر أبداً لِما لا يحمل في قلبه مقدار ذرة من الرحمة ، كيف تريدون من الرب أن يغفر لكم وأنتم تحملون في قلوبكم " حُطام " الايام والسنين المُخبأ في قلوبكم ..؟