𝖺𝗍𝗌𝗎𝗆𝗎 𝖷 𝗋𝖾𝖺𝖽𝖾𝗋.

455 33 20
                                        


Don't forget to comment and vote please! It really motivates me❞.

⪻━━━━━━━━━━━━━━━⪼

⪻━━━━━━━━━━━━━━━⪼

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

⪻━━━━━━━━━━━━━━━⪼

لم يكن من السهل أن تُقنعي أتسومو ميّا بالتوقف.

لم يكن يتوقف عن اللعب، ولا عن التدريب، ولا عن إرهاق جسده حتى التهالك.

كان يضع نفسه في خطّ النار طواعية، وكأنّ الراحة نوعٌ من الضعف لا يليق به.

لطالما قال عبارته المألوفة، بابتسامة واثقة ونظرة مشاكسة.

"ألعب الآن، وأتعافى لاحقًا."

لكن هذه المرة، كانت مختلفة.

الحُمّى التي داهمته لم تكن كغيرها.

تسلّلت إلى جسده بثقلٍ، كسرت تلك الطاقة المجنونة التي كان يفيض بها، واستبدلتها بخمولٍ مدهش جعله بالكاد يرفع رأسه عن الوسادة.

حين وصلتِ إلى شقته، كانت رائحة السعال والأدوية تغلب على المكان.

دخلتِ بهدوء، تحملين في يديكِ وعاءً صغيرًا من الأوكايو الساخن، وكمادة باردة مغلّفة في منشفة ناعمة.

سمعتِ صوته، خافتًا ومبحوحًا، وهو يتمتم من بين الوسائد.

"لا حاجة لي بالراحة... جسمي يتحمّل."

اقتربتِ من السرير، وضعتِ الوعاء على المنضدة، ثم جلستِ على طرف الفراش، تنظرين إليه بعينين مملوءتين بالحنان والتعب معًا.

قلتِ له بنبرة هادئة، لكنها حاسمة.

"أتسومو، عنادك لن يُشفيك.
جسدك ليس آلة، بل إنسان... وأنت تتجاهله كأنه لا يستحق الرحمة."

أدار وجهه إلى الجانب الآخر، وغمغم بصوتٍ مكتوم.

"أنا أكره الشعور بالضعف."

اقتربتِ أكثر، ومددتِ يدكِ تلمسين جبينه، فشعرتِ بحرارة عالية كأنها جمرة.

وضعتِ الكمادة فوقه برفق، وأنتِ تهمسين.

"الضعف الحقيقي أن تتجاهل حاجتك للعناية.
أن تُنهك نفسك حتى لا يبقى شيء منها فيك."

ظلّ صامتًا، لم يُجادل.

كانت الملعقة الأولى صراعًا صغيرًا، لكنه تراجع حين تذوّق الطعم.

ابتلعها بتنهيدة صغيرة، ثم قال، وعيناه نصف مغلقتين.

"لم أكن أعلم أن هذا الطبق... يُشبه حضنكِ."

ضحكتِ بخفة، وجلستِ قربه، تتابعين ارتفاع وانخفاض أنفاسه.

بدا كطفلٍ كبير، أرهقته الحُمّى وأخمدت صوته العالي المعتاد.

"أخبريني، هل أبدو شاحبًا؟"

سأل، وهو ينظر إليكِ بنظرة مُتعبة.

"كأنكَ قمرٌ بعد خسوف.
هادئ، لكن ناقص بعض الضوء."

رددتِها بابتسامة، ومددتِ يدكِ تُبعدين خصلة شعر التصقت بجبهته.

"قمر، ها؟ أنا المريض الوحيد الذي يتلقّى مجازًا بدلاً من العلاج."

قال، وقد بدأ صوته يستعيد شيئًا من سخريته المعتادة.

"ومَن قال إن المجاز لا يُعالج؟ الحب، وحده، كافٍ ليُشفي أكثر من الحمى."

رفع عينيه إليكِ، يحدّق بكِ طويلاً، وكأن كلامكِ لم يكن مجرد كلمات، بل حقائق لم يكن يُدركها من قبل.

"أنتِ... لا تملّين مني؟"

سأل بصوتٍ خافت، كأنّه يخشى الإجابة.

أجبتِه دون تفكير.

"أنا أحبّك، حتى في أكثر نسخكِ إزعاجًا."

صمتَ قليلاً، ثم قال.

"أنا لا أستحقّ كل هذا، أتعلمين؟"

"بل أنتَ تستحقّ، حتى حين لا ترى ذلك.
وأنا هنا، لأذكّرك، كل مرة، أنك لست وحدك."

مدّ يده بصمت، فتقدّمتِ وأخذتها.

كانت دافئة، ثقيلة قليلًا، لكنها احتوت يدكِ كأنها عادت إلى موطنها.

ثم همس، بنبرة خافتة كأنه لا يريد لأحدٍ سواكِ أن يسمع.

"حين تمرّ هذه الحمى... سأجتهد لأكون أفضل، لا كرياضي، بل كحبيب."

رددتِ عليه بابتسامة، وضممتِ يده إلى صدركِ.

"لا حاجة لأن تُجتهد. يكفي أن تكون أنتَ، وأنا سأكمل الباقي."

في تلك الليلة، بقيتِ قربه، تُبدّلين الكمادات، تُعدّلين البطانية، وتُطعمينه بملعقة تلو الأخرى، بصبر الأمّ، ودفء العاشقة.

وبينما بدأ جسده يستجيب للعلاج، كان قلبه قد شُفي منذ اللحظة التي قرأتِ فيها ضعفَه دون أن تُدينينه، واحتضنتِه دون أن تُشعريه بأنه عبء.

كانت الحُمّى ستزول، أما امتنان أتسومو... فبقي محفورًا في كل نظرةٍ يوجّهها إليكِ، وكل لمسةٍ صغيرة يحملها إليكِ حين يتعافى، كما لو كان يقول.

"لقد كنتِ علاجي الحقيقي."

|| 𝐇𝐚𝐢𝐤𝐲𝐮𝐮 𝐱 𝐫𝐞𝐚𝐝𝐞𝐫 || 𝐎𝐍𝐄 𝐒𝐇𝐎𝐓𝐒. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن