رواية
نحنا والقمر جيران
بدأ ينبعث صوت فيروز في المكان ... ومع صوتها الدافئ .. مع الحان هذه الاغنية .. تسرد حكاياتنا ..
حكاية حب ..
صداقة ..
الم .. خذلان !..
وامل !..
(( الفصل الاول ... ))
|| مارينا ||
قمت بتشغيل اغنية فيروز ( نحنا والقمر جيران ) في هاتفي فبدأ صوتها يملا ارجاء الشقة .. بل الحلم الذي لطالما حلمنا به ان نجتمع جميعنا في مكان واحد لنعيش به .. ربما هو ليس حلما خاص بنا فقط بل يخص اي مجموعة صديقات ...
قبل ان اتحدث عن نفسي سأتحدث عن عالمي ( صديقاتي ) ...
لنبدأ بامنا .. او كما نسميها .. لأنها دائما تفكر بنا كثيرا وتعتني بنا .. ( ميس ) .. مجتهدة جدا في دراستها من اجل ذلك هي اتت معنا لتدرس الطب .. هادئة .. خجولة .. والاهم من ذلك طباخة ماهرة للغاية ..
...
عكسها تماما هي ( صبا ) .. صبا تعني العشوائية .. الفوضى .. الصخب والجنون .. والاهم انها خبيرة في العلاقات العاطفية رغما انها لم تدخل بأي علاقة من قبل !... وايضا هي المتحدثة الرسمية عنا في حال حدوث اي مشكلة ... صبا تكره الدراسة ولكنها اقنعت والديها على السفر معنا لنحقق حلمنا ... تدرس تغذية ..
...
واخيرا وليس اخرا ( زارا ) .. اوفى صديقاتنا .. على الرغم من انها قد سافرت الى دبي في الصف الثامن الا انها استمرت على تواصلها معنا طوال تلك الفترة ... وحرصت على ان تبذل كل جهدها لتحصل على منحة لتأتي معنا .. زارا تحب ( المكياج ) الذي يخص صناعة الافلام ولاسيما الرعب منها ... تدرس زارا هندسة بترول .. قد يعتبرونها الناس غريبة الاطوار ربما لأنها لاتخالط اي احد ولكنها معنا تختلف تماما ...
...
واخيرا انا .. احم احم .. وافق والداي على الدراسة في لندن بعد ان اقنعهم خالي الذي يعيش في اوكسفورد على ذلك وبأنني سأكون قريبة منه ... اما بخصوص ما ادرس .. فهو القانون !..
جميعنا ندرس في ( London University ) .. ولكننا في كليات متفرقة ..
.. وصلنا الى هنا منذ ثلاث اسابيع .. في الاسبوع الماضي بدأت الدراسة ..
...
منذ عشرة ايام تقريبا لفت انتباهي متجر لبيع ادوات الرسم .. اووه نسيت ان اخبركم انني رسامة .. عندما ذهبت الى هناك مرة تلو الاخرى اخبرتني السيدة المسنة صاحبة المتجر انها تريد عاملة لتعمل به .. فاتفقت معها على ان اعمل في المتجر من الساعة الرابعة عصر الى التاسعة مساءا ..
..
كانت الساعة تشير للخامسة عصرا .. قلت وانا انظر اليها : باجر ابلش شغل ويكون الي راتب خاص .
علقت صبا التي كانت تشاهد التلفاز وتمد رجليها على الطاولة التي امامها : اهم شي حصتي .
ضربتها بالوسادة الصغيرة وقلت : ليش عيني ؟.
- اني ادعيلج دائما .
- هههههههههههههههه لا بربج .
- وحياة عيالي .
- امشي ولي ماطيج فلس واحد كلهم اطيهم الا انتي .
اشارت بتهديد : ترا ادعي عليج !.
- ادعي .
- هههههه اني الج .
خرجت زارا من غرفتها او بالاحرى الغرفة المشتركة بينها وبين صبا .. كانت تضع ( مكياج ) وتبدو كالزومبي ... قالت لنا : حلو !.
صرخت صبا : ااااااااااااه خوفتيني شنو هاي ؟.
نظرت اليها زارا بعدم اهتمام وقالت : ولي ممحتاجة رأيج .
قلت انا : هههههههههه معجبني .
- انجبوا موصوجكم محد طلب رأيكم .
ودخلت مرة اخرى للغرفة ... بينما خرجت ميس من غرفتي وغرفتها وهي ترتدي حجابها وتستعد للخروج .. قالت لنا : حروح السوبر ماركت اجيب كم شغلة تريدون شي ؟.
بسرعة اشارت صبا : اي اي اريد جبس .
ميس : يسمن موزين هالاشياء ممنوع تطب البيت .
صبا : هفففففففففف امي احسن منكم شجابني هنا انوبة حتى الجامعة فريتها اسبوع كامل مابيها احد حلو بس بكليتج مارينا شهالحظ !.
علقت قائلة : ههههههههههههه ع نياتكم ترزقون .
.....
|| مالك ||
كانت تثرثر امامي وتتحرك بعصيبة .. اما انا فادخن بكل برود وانا ابتسم لغبائها .. قالت بعصبية : مالك لا تستفزني ببرودك .
ضحكت قائلا : هههههههههههه شدعوة مسوية كل هاي ترا ماله داعي !.
قالت نور : شلون ماعصب وانت تقولي ان في بنت يديدة بتسكن معاك في البيت .
رفعت سبابتي وقلت : انا قلت انها بتسكن في البيت الي انا ساكن في بعدين شدخلني الناس نفس ماتسكني يسكنون ناس ثانين !.
جلست على الكرسي الذي بجانبي وقالت : انزين حبيبي هدهم واجر لك شقة يعني الحمد الله حالتك وايد زينة شحقه تسكن فبيت ناس بريطانين !.
- تعودت كم مرة اقولها متعود عليهم .. بعدين اتملل اسكن بروحي .
- اسكن مع ربعك اي شي !.
- خلااااص نور مالي خلقج .
- هفففففف بطلب لي عصير يمكن اهدى .
غبية تظن انني قد اخونها !.. لا تعلم بأنني حقا افعل هذا .. بل ربما في كل ليلة اقضيها مع احداهن !.. تظن انها الوحيدة او ربما تكذب على نفسها بذلك .. مايهمها ان تحافظ على مابيننا كي لايقال ان مالك اوسم شاب في الكلية قد تركها .. وجودها يعني انها مميزة لأنني اخترت ان تكون حبيبتي بدلا من الكثيرات !..
.. وغبية ايضا لأنها تسمي مابيننا حب .. وهي من الاساس لا تعرفه .. وانا ايضا لم اعرفه من قبل !..
...
|| غادة ||
عقدت اصابع يديها وابتسمت الي .. قالت السيدة العجوز ( السيدة اوليفيا ) : ساخبرك بقوانين هذا المنزل ..
* اولا انتي المسؤولة عن نظافة غرفتك وحمامك وثيابك ايضا تغسلينها في الة غسل الثياب التي توجد في القبو .
* ثانيا سنقدم فقط وجبة العشاء التي ستكون في تمام الساعة التاسعة مساءا .
* تستطيعين احضار اي طعام ترغبين بيه من الخارج .
* يمكنك مشاركتنا في مشاهدة التلفاز .
وختمت كلامها وهي تقول : هناك طالب ايضا عربي مثلك ستكونين جارته لأنك في الغرفة المجاورة لغرفته ... اسمه مالك هو لطيف للغاية يسكن معنا منذ اربعة سنوات .
نهضت معها واتجهت برفقتها الى غرفتي .. دخلت الغرفة وادخلت معي حقائبي .. ناولتني مفتاح الغرفة وخرجت لأقوم بأقفال الباب خلفها ..
سرت باتجاه النافذة الكبيرة .. فتحتها وسمحت لأشعة الشمس بالتسرب للداخل .. زفرت وجلست على سريري .. اخيرا حياة جديدة ابدأوها بمفردي .. بدون مضايقات احد .. بدون قوانين .. ممنوعات .. هنا سأعيش بدون حواجز سأتمتع بالحرية !..
ابتسمت بسخرية وانا اتذكر ابي كيف طلب مني ان ابقى مرتدية للحجاب الى حين وصولي للطائرة خوفا من ان يراني احد معارفه .. الاغرب انه لم يتصل ليطمئن علي !.. فقط اتصل بالمندوب الذي وكله لانهاء تسجيلي في الجامعة وبحثي عن سكن !.. لينتهي بي المكان بالسكن مع عائلة بريطانية غريبين عني !..
هنا لا احد سيجبرني على شئ ... هنا لا احد سيخبرني ان هناك شئ اسمه ممنوع لايجب ان اقوم بها ...
بعيدا عنهم وعن تخلفهم !.. فحتى عمتي التي قضت حياتها وهي توبخني قائلة هذا حرام وهذا لايجوز وتصرخ باسم الدين تنزع الحجاب هي وبناتها عندما يتخطون اسوار الوطن !...