|| مارينا ||
استيقظت وانا على السرير .. لا اعلم كم نمت ولكن اشعر ان جسدي متعب للغاية .. شعرت بالغثيان فجأة نهضت وانا اجر جسدي ودخلت للحمام بسرعة تقيأت ...
اشعر ان روحي تخرج !..
غسلت وجهي ونظرت لنفسي في المراة !.. وجهي شاحب للغاية .. خرجت من الحمام رأيت ميس وزارا تنامان على الاريكة ... جلست بهدوء على سرير فنظرت للوسادة !!.. صرخت !... : ااااااااااااه .
استيقظتا بفزع .. سألتني ميس : شبيج !!.
اشرت على الوسادة حيث كان عليها خصلة من شعري !.. امسكت زارا بمنديل واخذتها بها .. فتحت الباب غادة وصبا ودخلتا بفزع .. احتضنتني صبا : شبيج حبي !.
زارا : شعرها .
غادة : عادي عادي .. عطيني الخصلة !.
زارا : شتسوين بيها !.
غادة : بعدين تعرفين .
ميس : خبلة شبيج عادي اني شقد شعري يوقع يبوو من امش كومة عادي عادي .
صبا : عود انتي طيبي واني اطيج من كفشتي تعبتني من التمشيك خلي تتعبج شوية .
ضحكت وانا ابكي : هههههه .
احتضضنتني ميس : هبلة كافي اهم شي تقومين بالسلامة .
.......
|| علي ||
اتجهت الى المشفى بعد ان اخذت الاذن من الطبيب بأن تخرج مارينا من المشفى ... دخلت لغرفتها وانا احمل باقة الزهور ... كانت هي مستعدة للخروج معي .. ناولتها الزهور وقلت : الورد للورد.
- يجنن تسلملي .
امسكت بيدها وقلت : جاهزة !.
- اي .. بس وين حنروح !.
- مفاجأة .
اتجهنا للمكان الذي اجهزه لها ... اوقفت سيارتي امام احدى المباني .. ترجلت هي ورفعت رأسها لتنظر للمبنى متسائلة : وين جايين ؟.
- انتي معندكيش صبر !.
- ههههه لا .
- دلوقتي هتعرفي .
اتجهنا عبر المصعد الى الطابق الخامس .. اخرجت مفتاحي وفتحت باب احدى الشقق .. لوحت بيدي : تفضلي ياستي .
دخلت وهي تنظر للمكان به ادوات رسم جاهزة .. لوحات فارغة تنتظرها .. واريكة امامها تلفاز .. وثلاجة .. نظرت الي وهي تبتسم قائلة : واااااو المكان روعة .
اقتربت منها وقبل رأسها قائلا : المكان ده هيكون المرسم بتاعك .. انتي هتقعدي هناك ترسمي وانا هقعد ع الكنبة دي اتفرج عليكي .
بدأت عيناها تمتلئان بالدموع .. رفعت يدي ومسحت دموعها قائلا : اشش هتخفي وهترسمي في المكان ده لوحات كتير .
ابتسمت وقالت : ونسوي معرض .
- ماشي نعمل معرض وانا هوقف جنبك عشان لو في معجب يخاف ويمشي لما يعرف انك مراتي .
- هههههههه .. احبك .
- وانا بموت فيكي .
....
|| مارينا ||
عدت من الى المشفى وانا اشعر ان طاقتي اصبحت محدودة والتعب يسيطر على جسدي ... دخلت لغرفتي فتفاجأت بالفتيات وهن يقولن : مفاجأة .
نظرت لهن بتركيز !... قصصن شعرهن ( كاريه ) .. وضعت يداي على فمي وقلت : مخابيل شسويتوا !.
احتضنني وقالن : طز بالشعر يطول من جديد .
قالت غادة وهي تناولني صندوق متوسط الحجم : هاي شي بينا بيدوم للابد .
فتحته كان به خصل شعر كل واحد منهم ومن ضمنهن خصلة شعري .. كل خصلة ملفوفة بشريط بلون كتب عليها اسمها !..
بدأت دموعي تذرف لا يمكنني ان اصف شعوري تجاههن ...
..
الاصدقاء فقط يحملون الشحنات الايجابية والسلبية معا !..
صديقك الحقيقي هو من يسعدك بكلمة ايجابية !..
ويكتم المه وسلبيته بداخل قلبه !..
...
في اليوم التالي كنت متعبة جدا .. بت اخاف ان انام كلما وضعت رأسي على الوسادة اجد شعري بدأت يتساقط عليه .. اكره النوم .. حتى انني اخاف ان المس شعري فأجد به خصلات قليلة !.. كنت ارطبه فقط !.. طوال الليل استمريت بالقئ والالام تنهش جسدي ...
كانت غادة تجلس على طرف السرير وتضع صينية الطعام على فخذيها تمد بالملعقة امام فمي وتقول : يلا حياتي لازم تاكلين .
- ماقدر والله ماشتهي .
ضحكت صبا قائلة : اذا ماكلتي اني حاكله تعرفيني احب الاكل .
غادة : جب انتي هي بتاكله ... صح مارينا حياتي !.
فتحت الباب فجأة رأيت امي !.. توقفت عند الباب تنظر لي بصدمة وحزن .. الدموع كانت تتجمع في عينيها وفي عيني ايضا !.. امي !.. لا اريد ان اموت وادعك تتلوعين بالفراق بعدي !.. حاولت ان انهض من السرير لأحتضنها .. اقتربت هي ببطئ صدرها يعلو ويهبط وهي تتنفس بعمق محاولة ان تكتم شهقاتها ... اقتربت مني واحتضنتني بقوة .. بدأت ابكي وهي ايضا .. اسمع صوت قلبها وهو يعانق قلبي !.. صوت بكائنا ملأ الغرفة !.. ابتعدت عني وقبلت وجنتاي ورأسي ويدي وهي ترتعش .. قالت : لتخافين مستحيل اعوفج بعد .. مرح تموتين لازم اشوفج عروسة واشوف احفادي سامعة .
هززت رأسي وانا ابكي ...
....
مضت اسابيع !.. وكل يوم شعري يتساقط .. المشبك المطاطي الذي كنت اشبك به شعري استغنيت عنه لأنه بدا كبيرا على خصلات شعري التي بدأت تقل يوما بعد يوم !... ارتديت الحجاب ولكن حتى منظر الحجاب مقرف علي وهو لا يغطي شيئا بل يلامس قشرة شعري فقط !... اشتقت لأن استخدم المشط وامشط شعري !.. اشتقت لأن ارتدي ثياب جميلة واضع مستحضرات تجميل واخرج ولا يوجد احد ينظر الي !.. حتى انني اشتقت لاستخدام ( الشامبو ) .. شعر جسدي كله بدأ يتساقد !.. انظر لبقية الفتيات اشعر انني كنت نعمة عندما كنت امتلك شعرا !... ابسط حقوقي كفتاة فقتدها !.. ليتني مت بسرعة او فجأة دون ان اعاني من هذا العذاب !.. مت وانا غير متحسرة على كل مافقدته !.. اردت ان احافظ على مظهري كما هو قبل ان اموت .. ولكن !..
....
|| غادة ||
طلب الطبيب رؤيتنا جمعيا .. انا والفتيات وعلي ووالدي مارينا .. اخفض رأسه وقال : لا اعلم كيف اخبركم بهذا .. ولكن يجب ان تتمسكوا .. العلاج لم يجدي نفعا لذا يجب ان تكونوا بجانبها في اخر فترة .
!... مستحيل ستموت !.. نهضت ونظرت له بغضب .. قلت بالعربية : انت مب قلت انها بتعيش !.
جرتني ميس وهي تبكي قائلة : غادة هاهية .
دفعتها وصرخت : هو قال بتعيش !.. شحقه قال تاخذ الكيماوي لو انها فالنهاية بتموت !.. كانت بتموت فشعرها احسن ماتتعذب جذي !.. ليش !.
الجميع بدأ يبكي في الغرفة .. اصواتهم بدأت تقتلني .. خرجت من الغرفة وانا اركض .. اوقفت سيارة اجرة واتجهت لشقة مالك رغم ماحدث بيننا الا انني حقا احتاجه ... وصلت الى العمار جريت الى الشقة بدأت اطرق الباب بقوة .. لم يفتح لي فجلست على الارض ابكي واضرب الباب : مالك اهئ اهئ .. مالك .
فتحت باب المصعد وخرج منه صدم عندما راني .. انحني الي ونظر لي بصدمة قائلا : شفيج !.
احتضنته وبدأت ابكي بصوت عالي ...
- بتموت خلاص .. مانفع الي سويته .
مسح على ظهري وانهضني .. فتح باب الشقة ودخلنا معا .. جلست على الاريكة وبدأت امسح دموعي .. جلس بجانبي ومد يده ليمسك يدي قائلا : وحشتيني وايد .
سحبت يدي بعد ان تذكرت انني لايجب ان اقترب منه .. نظر لي باستنكار عقد حاجبيه وقال : شفيج ؟.
- انا لما تضايقت ماعرفت وين اروح بس عندك .
- الواحد لما يضايق وين يروح بس عند الي يحبه !.
سالته : مالك انت رديت لحياتك القديمة !.
ابتسم وقال : تصدقين لا !.
- تقنعني انك تغيرت !.
- لأني كنت جدي لما قلت لج بنتزوج .
- انا تغيرت .. تصدق حتى صرت اصلي !.. بس فكل صلاة ادعي الله يهديك .
- بحاول اصلح من نفسي عشانج .
ابتسمت ونهضت وانا امسح دموعي : انا بروح .. بس صج ابي اشوفك تغيريت .
- انا موجود لو احتجتي لي .
كنت ارغب باحتضانه .. بتقبيله .. ولكنني لن اخلف وعدي لنفسي ولله ...
...
اجتمعت انا والفتيات في الشقة .. جميعنا محطمات يائسات ... نهضت انا وقلت لهن : خلاص هاي قدرنا ولازم نعيشه .. بس مايصير نقعد جذي ؟.
ميس : لعد شنسوي !.
قلت : نعيش !.. نعيش مع مارينا اخر ايامها بدون دموع وحزن .. مارينا ماتستحق تعيش الا سعيدة .
صبا : شنسوي يعني !.
قلت : اي شي هي تحبه بنسويه .. ممم ايوة ويت .. ونروح نشتري فساتين حق حفلة خطوبتها الي كانت بتسويها قبل ماتمرض .. بنسويلها الحفلة الي كانت تحلم فيها .
زارا : شلون نضحك ونحتفل وهي هيج !.
نظرت لها وقلت : اضحكي قدامها احسن ماتصيحين ندم وتقولين ياليتني خليتها سعيدة !.
نهضت صبا وقالت : ماشي هسة نطلع نختارلها فستان يخبل ونسوي حفلة خرافية .
...
|| علي ||
طرقت الباب ودخلت كانت هي تجلس على الكرسي وترسم لوحة .. لم يخبرها احد بما حدث فلا نمتلك الشجاعة جميعنا !.. وقفت خلفها انظر للوحة كانت عبارة عن فتاة بدون شعر تبتسم !.. ابتسامتها عريضة عينيها جملتان ...
ابتسمت مارينا والتفت الي قائلة : حلوة !.
- مفيش احلى من كدة .
نهضت وجلست على الاريكة جلست بجانبها .. قلت لها : عايزك ترتاحي عشان بكرة عندي مفاجأة ليكي .
- شنو ؟.
- مينفعش اسمها مفاجأة .
- تعرف لما جنت تجي محل ابوك قبل تزوره اشغل اغنية فيروز نحنا والقمر جيران .. اقعد اسمعها وابتسم .
- انا اسف ع كل حاجة عملتها معاكي .
- بالعكس .. بس جنت اتمنى انك تحبني بس هسة بعد ماعرفت اني حموت قلت الحمد الله انك ماحبيتني حتى لتتعذب ورا ماموت .
نزلت دموعي واحتضنتها بقوة : انا اسف .. بس انا بجد حبيتك .
- ماريد تحبني .. ماريدك تتعذب .. علي عيش حياتك حب من جديد وجيب اطفال انت تستاهل .. الدنيا بعمرها مارح توقف ع احد مرح توقف علية وع اي شخص .. كمل حياتك .
ابتسمت لها بحزن وقلت : لو اتجوزت فيوم وخلفت هسمي بنتي ع اسمك .
- ههههههه ياريت .
امسكت بيدها وقبلتها قائلا : بحبك بجد .. بس مفيش وقت اعبرلك عن حبي .
- الي شايفته بعيونك هسة اكبر من الحب .. كأنه عمر كامل .
....
|| مارينا ||
في اليوم التالي امي كانت معي هي من اجبرتني على تناول الفطور .. لأول مرة تتأخر الفتيات هكذا !..
انهيت تناول الفطور فتحت باب الغرفة كانت صبا تحمل صندوق كبير والفتيات معها .. قالت زارا : قومي قومي .
قلت : شكو ؟.
ضحكت امي وقالت : اليوم عرسج .
نظرت لهم بصدمة : شنووووو !.
وضعت صبا الصندوق على الطاولة وفتحته كان به فستان زفاف !.. كان رائع للغاية .. قالت ميس : مال محجبات يموت يطلع عليج واني حسويلج الحجاب .
ارتديت الفستان وبدأنا انا والفتيات نجهز .. الفتيات ارتدين جميعهن فساتين متشابهة لونها زهري لأنني احب هذا اللون .. وقفت امي امامي وهي تبتسم ولكن عيناها مليئتان بالدموع قالت : احلى عروسة .
احتضنتها بقوة كدت ان ابكي قالت غادة : لا لا الميك اب يخترب ممنوع الصياح اليوم فاهمين !.
مسحت دمعتي وقلت : اي اي هاهية .
خرجنا واتجهنا الى احد الحدائق .. كانت في بداية الحديقة قوس زهري والممشى ملئ باوراق الزهور .. طاولات وكراسي لونها بيضاء .. وطاولة كبيرة يجلس عليها القاضي وعلي !.. وابي !.. بدأت عيناي تمتلئ بالدموع انا الان في اقصى لحظات السعادة !..
جلست على الكرسي الفتيات خلفي .. سألني القاضي : مارينا عصام هل انتي موافقة على الزواج بعلي احمد !.
ابتسمت وقلت : نعم .
صفقن الفتيات : هوووووووووووووو .
نظر لعلي وساله : علي احمد هل انت موافق على الزواج بمارينا عصام ؟.
ابتسم علي لي قائلا : طبعا .
وقعنا على عقد الزواج نهض وهو يبتسم قائلا : مبروك .
صفق الجميع فاقترب علي وقبل رأسي قائلا : مبروك علينا .
بدأت ارقص انا وهو وكأنني في حلم !..
بعد الزفاف لأنني تعبت قليلا قضيت الليلة مع الفتيات .. جلسن جميعهن حولي قالت صبا : ترا هاي اني حاطة عيني عليج قلت اليوم مارينا تنحرف .
ميس : يبووو محد عم علينا غير عيونج .
صبا : ولكم الجفاف يقرا الف وانوبة ع حظي غادة تابت .
غادة : ههههههههههه جب جب .
زارا : صبا اموتج اذا عميتي علية .
صبا : ع شرط انج تحجيلي .
زارا : ماحجي عيب .
....
اغمضت عيني .. ربما انا محظوظة لأنني علمت موعد رحيلي .. اخبرت من احبهم انني احبهم .. عبر لي الجميع عن حبه ..
انا محظوظة لأنني قضيت اخر لحظاتي في هذه الحياة معهن !..
هن لسن صديقاتي !.. بل اخوات من اب وام اخرين !..
قلناها كثيرا منذ ان كنا صغار .. اننا سنبقى معا الى الابد !..
وها تحقق ماحلمت به !.. لفظت اخر انفاس لي وهن حولي يثرثرن ويضحكن !..
لتبقى صورتنا ونحن مجتمعات دائما في ذهني .. ان احبك الله سيرزقك بحسن الخاتمة !.. وربما احبني الله لأنه اخذ روحي وانا ابتسم مع من احب !..
الموت ليس النهاية !.. بل بداية لي في حياة اخرى في عالم اخر .. وبداية لصديقاتي من جديد !..
الموت مدة مهما طالت فبالتالي ستنتهي ونلتقي من جديد !..
تغرب الشمس اليوم لتشرق غدا !..
رايت روحي تترك جسدي وترتفع عن المكان .. وهن مازلن يثرثرن !.. ويضحكن !.. ابتسمت وانا اراهن هكذا !.. طافت روحي لتخرج من الغرفة للمكان الذي به امي وابي في غرفة الانتظار ابي يمسك بيد امي ويواسيها !.. سأشتاق اليكما ولكننا سنلتقي غدا !...
...
ان دخلت للجنة ساجد صديقاتي هناك .. ربما ميس من تدخلنا الجنة .. او صبا .. او زارا وربما غادة ...
ميس كانت تنهرنا لننهض للصلاة معا كجماعة لأنها مؤمنة بما قاله الرسول عن ان الصحبة الذين يجتمعون على الصلاة او ذكر الله لن يفرقهم الله في الاخرة !.. ان دخل احدهم للجنة سيفقتد اصدقائه ويناجي ربه ليجمعه بهم من جديد !..
مهما طال الفراق .. فمصير الارواح ان تلتقي في يوم ..
|| زارا ||
صمتنا قالت ميس لنا : ششششش كافي شكلها نامت .
نهضت ميس وغطتها انحنت لتقبلها ولكن !.. التفت ونظرت لنا بصدمة .. نهضت صبا وقالت : شبيج !.
لم تنطق ميس بكلمة نهضت ودفعتها لأقترب منها .. قلت لها بصوت عالي : مارينا !!.. مارينا !!.. شنو نمتي !!.
صبا : مارينا قومي لتسوين هيج بينا !.. شنو نومج صاير ثقيل !.
بدأت اهزها بقوة واصرخ : مارينا !!... مارينا !!!!!!!!!... مارينا لا لا لتموت !.
دفعتني صبا وقالت : وخري شنو تموت !... لا لا مارينا بعد وكت لا موبهالسرعة بعد !.. لج قومي .
احتضنتها صبا بقوة وبدأت تصرخ بصوت عالي ... دفعتها : وخري هي متحاجيج تحاجيني اني .
التفت الى غادة !.. كانت تجلس على الارض تثني ساقيها لصدرها وتضع يديها على اذنيها .. سرت اليها وقلت : غادة .. قوميها غادة موبالسرعة ترا !.
كانت تبكي وتغلق اذنيها لا تريد سماعنا ... قالت ميس وهي تمسح دموعها : شوفوا شفايفها مبتسمة لتبجون هي جانت فرحانة .
دخل والديها للغرفة وهما فزعان .. جرت والدتها لسريرها وبدأت تصرخ وتهزها ... !..
|| علي ||
في الصباح حملت باقة الزهور وانا ابتسم بعد ان دسست بطاقات السفر الى فرنسا في البااقة للذهاب الى شهر العسل معها ... وصلت للغرفة كانت الباب مفتوحة بلعت ريقي ودخلت كانت صديقاتها يجلسن بجانب السرير يبكين بصمت !.. وهي مغطاة بالفراش !.. سقطت باقة الزهور مني على الارض .. اقتربت من سرير وانا اشعر ان خطواتي تثقل !.. رفعت عنها الغطاء كانت مبتسمة !.. لم اتوقع ان اخسرها بهذه السرعة !.. انحنيت وقبلت جبينها .. بدأت ابكي واقول : مارينا ليه مشيتي بسرعة !.. مش اتفقنا نعمل المعرض بتاعك الاول !.. مش اتفقنا نسافر مع بعض !.. مارينا ردي علية وحشني صوتك !..
...
|| ميس ||
مضى شهر ونصف على وفاة مارينا !.. اتخيلها نائمة على السرير الذي بجانبي .. اتخيل ان ادخل للغرفة اجدها ترسم والوانها مبعثرة في كل مكان فأصرخ متذمرة منها !...
في الصباح جهزت لهم الفطور ... تناولناه وخرجنا للجامعة كعادتي اخر من اخرج من الشقة .. اقفلت باب الشقة ففتحت باب شقة ادم وخرج .. ابتسم الي وقال : صباح الخير .
- صباح النور .
- شلونج ؟.
- بخير الحمد الله .
- ممم شوكت محاضرتج ؟.
- بعد ساعة .
- شنو رأيج نقعد بمكان نحجي قبل ماتروحين !.. اكو كافيه قريب من هنانة ومتتأخرين ع الجامعة .
- ممم ماشي .
سرنا على اقدامنا متجهين لللمقهى القريب من الجامعة ... دلخناه وجلسنا على احدى الطاولات التي تجاور النافذة ..
قال لي : الظروف الفاتت ماصادف نقدر نحجي .. عن الي صار بينا .. بس هسة احس احسن وقت .
اكتفيت بهز رأسي .. قال لي : شوفي اني قتلج جذبت عليج .. بس قلت اعرفج ع شخصيتي الحقيقة حتى نبدي بدون جذب .
- الي هي صايع .
- ههههه اوكيه جنت صايع .
- وشدراني انك صدق موجذاب ؟.
- اثبتلج .
- شلون ؟.
- ننخطب !.
نظرت له بصدمة !!.. قلت له : وهاي جذبة نفس الجذبة الفاتت .
- لا هالمرة مو جذبة هالمرة صدق .. يعني باعي اني ماحب اتزوج وحدة موزينة فقبل ماخليج موزينة بعلاقة وياي الحق اخطبج احسن .
- مادري .. بصراحة بعد الي صار وبعد كل شي احس قلبي مابيه مكان ينجرح ويحزن اكثر .. اني اخاف منك .
- ترا ماعض .
- بس تغدر .
- ترا صايرة كئيبة كلش شبيج علية مشحونة !.
نظرت له بغضب وقلت : ممشحونة بس الدنيا مفارقة وياي ومتسوى .
نهض وقال : اني غلطان .
- هاي طريقة نقاشك عود تغيرت !.
- شسويلج انتي الي مدتصدقين شسوي اكثر !.
- لتسوي روح وعوفني .
- عايفج ماريدج ابقي هيج كئيبة .
!!!...