25

115 9 0
                                    

- آسفة سيدي، لا يوجد شخص بهذا الاسم.
قالت الموظفة التي تعمل في البهو.

- هكذا اذا.. اعطاني عناوين خاطئة كما توقعت، لكن للأسف هو لم يتعلم درسه بعد، لا يعلم من هو بارك تشانيول، فعليا لا اظنه سيفعل.
قال تشانيول وهو يحدث نفسه بصوت مسموع.
اعطى ظهره للموظفة وسار ليخرج من مبنى الشركة.
شد بيديه على حواف معطفه وسحبه اكثر على جسده ليقيه المطر المتساقط من الغيوم السوداء المحملة بالمطر التي تملأ السماء، ثم وضع غطاء الرأس الذي كان جزءا من معطفه الاسود، ثم فتح مظلته و خرج.

كانت اجواء باريس مظلمة بسبب الغيوم السوداء، كان الجو سيكون مخيفا لشخص اخر فمنظر البرق والرعد يظهر كل ثانيتين و بأصوات مرعبة.
لكن بارك تشانيول من محبي هذه الاجواء بشدة.
كانت الناس تركض تحت المطر لتقي نفسها من البلل او الاصابة بالزكام، لكن تشانيول كان يسير بهدوء و يفكر بخطوته التالية.

كان يحدق بالارض ويرى انعكاس صورته على الارض التي تسقط عليها قطرات المطر بخفة.

- طالما ان عنوان والد الشاب المتوفي خطأ اذن باقي العناوين خاطئة كذلك.
قال تشانيول وهو يحدث نفسه ولا يزال يحدق بالارض.

- ما العمل؟
رفع تشانيول بصره ليرى نفسه قد سار بعيدا جدا عن الشركة حتى وصل الى جسر للمشاة فقط.

سار نحوه وتوقف عندما وصل الى منتصفه.
كان النهر يجري بسرعة اسفل الجسر وقطرات المطر تعكر شكل سطح الماء الصافي.

- كان يتوقع مني ان ازورهم، خطوة ذكية منه، لكن انا اذكى.
قال تشانيول بصوت مسموع ثم ابتسم ابتسامته الجانبية الساحرة التي تظهر غمازته الصغيرة في منتصف خده الناصع البياض كالدمية.

وضع مرفقيه على حافة الجسر الحديدة والمظلة بيده اليمنى لكنه ارجعها للخلف لكي تقيه المطر.
كان يشعر بالراحة في هذا الجو الكئيب.
قد يكون غير محبب لدى الباقين لكن بارك تشانيول يعشقه.

- لقد توفي ذاك الشاب في الرابع من فبراير قبل ثلاثة اعوام، واليوم هو الذكرى الرابعة على وفاته، اذا كان حدسي صحيحا، فأن والديه في البرج.. حيث سقط، لكن لربما يكونون في المقبرة، عند قبره.
قال تشانيول محدثا نفسه وهو يحدق بالنهر.

- عندي شعور بأن احدهم في البرج، و لن افوت فرصة كهذه.
قال تشانيول بصوت مسموع ثم انطلق للبرج بدون تردد.
كل ما كان يجول في خاطره هو شادو و مارك و خطيبها.

كان مخدوعا بمظهر مارك و ابتسامته البريئة كما الباقين.
في الوقت الذي كان يظنه الجميع بريئا هادئا، كان في الواقع قاتلا شرسا يتقمص دور الضحية الثانوية.. و الدليل الاخر هو يوم طردهم لي سومن من الشركة.

كان تشانيول يومها قد سمع ضوضاء في الخارج و اطل من نافذته عليهم.
كان مارك يقاتل بشراسة كما لو كان قائد عصابة.

Devil's Lover || عَشيقَةْ ألشَيّطآنْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن