فتحت بتول عينيها وهي تستعيد ذاكرتها وتكمل الأبيات: وكم أمر تساء به صباحاً وتأتيك المسرّة بالعشي، إذا ضاقت بك الأحوال يوماً فثق بالواحد الفرد العليّ" ثم ترمي بالغطاء الذي كان عليها وتلتفت يميناً ويسارا وهي تنادي:عليّ عليّ، أين أنت يا حبيبي؟ في هذه اللحظة تدرك بتول أنّها كانت تحلُم، فترمي بجسدها الذي هدّه التعب والمرض والإعياء والجوع، وتحولق ودمعة تترقرق في عينيها:لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" كان الوقت حينها منتصف الليل، وقد خيّم الظلام على المكان، واشتدّ البرد، والغرفة التي سجنت فيها بتول معتمة مظلمة ورطبة، ورائحة الموت تفوح منها حينها تخاطب بتول نفسها: هل أستسلم للموت؟ أم أجازف من أجل النجاة؟ أنا ميتة ميتة والمحاولة لن تخسرني شيئا، لقد جاء عليّ ليذكرني بهذه الأبيات التي تعلمناها سويا، وما خاب من تمسك بهم و أمن من لجأ إليهم، سلام الله عليكم يا آل بيت محمد (ص) تستجمعُ بتول قواها، وتبدأ بالتحرك ببطء بعد أن تتأكد من أنّ المراة الصماء في سبات عميق، تتحرك بخطوات ثابتة وبطيئة جداً ناحية الباب وهي ترتجف من شدة الخوف، فهي تعلم لو انّ أحداً من هؤلاء الظلمة يمسك بها ما سيحدث، ومع ذلك تصرّ على المجازفة، وتمضي في طريقها، بدأ العرق يتصبب من جبينها رغم شدة البرد، هاهي بضع خطوات وتصلُ إلى مقبض الباب، مدت بتول يدها لتمسك بالمقبض،
وإذا بيدٍ تمسك بكتفها والأخرى يكمم بها فمها،
تكاد بتول أن تصرخ وإذا بالمرأة الصماء،
هي من تمسك بها،و تشيرُ إليها بأن تصمت، فتهدا بتول وهي تلهث وترتجف، فتشير المرأة بيديها ببضع حركات تفهم منها بتول انها ستساعدها،
ولكن عليها أن تتريث لتراقب لها الوضع في الخارج، وبالفعل تتسلل المرأة إلى الخارج وتترك بتول تنتظر خلف الباب،
هنا يبدأ الوسواس يدبّ إلى بتول، فلربما خرجت المرأة لتشي بها، والآن هم في طريقهم لذبحها،
أو أنّهم سيقبضون على المرأة، أو...وفي تلك الأثناء تعود المرأة وتشير إلى بتول أن عجلي، فتنظر إليها بتول بتعجب واستغراب، وتسألها بهمس: لمَ تساعدينني، لمَ؟ فتقوم المرأة باحتضانها وتبكي بصمت، وتضعُ كفها بكفّ بتول، ويتسللان خارج الغرفة، حيث كان الحارس نائماً، والمجموعة الأخرى على بعد أمتار يتسامرون، تسللتا ببطء في تلك الصحراء المنبسطة الممتدة، وما إن ابتعدتا قليلاً حتى صارتا تركضان دون توقف، ركضتا وركضتا، وفجأة لا تستطع بتول ان تكمل فتسقط على الأرض وقد بدأت تنزف بشدّة، نظرت إليها المرأة جلست على الأرض معها، وأشارت إليها بإشارات بأنّ عليها أن تعود من حيث هربت، فتعجبت بتول من موقفها، ترى كيف تواجه بتول مصيرها#يتبع
أنت تقرأ
ولليل حكاية أخرى
Romanceعلي و بتول زوجان متحابين •••• فجأة تصبح حياتهم عبارة عن مشاكل وجفاء •••• ولكن ماذا تخبئ لهم الأيام .. ؟