استيقظت بتول في صبيحة ذلك اليوم بروحية عالية، شعور غريب ينتابها،طاقة وهمّة عالية رغم ما تعانيه من جراح روح وجسد، ولكن ثمة نداء داخلها يحاكيها:أنتِ متوجهة لباب الحوائج،لموسى الكاظم،وحفيده باب المراد الإمام الجواد،
هيأت نفسها على مهلٍ، تستند للجدار تارةً وللسرير تارةً أخرى، ولبست عبائتها، وحملت مسبحتها وكتاب مفاتيح الجنان الخاصّ بها والذي لا يبارحها،وهو هدية من علي إليها، وقد استرجعته حين عادت إليها حقيبتها المفقودة،وعادت إلى سريرها تنتظر سيارة الإسعاف، هاهي رحمة تصل إليها لتصاحبها إلى بغداد،فتستند بتول إليها لتجلسها في الكرسي المتحرك،
وتتجهان إلى حيث الأمل، تصل بتول برفقة رحمة وإذا بوفد من الحملة يستقبل بتول عند بوابة الحرم المطهر، فتلتحق بتول بهم حيث تدفع رحمة كرسيها، ويبدأ خطيب الحملة بقراءة أبيات تهيئة للزوار،
ومن ثم يقرأ استئذان الدخول، ويدخل الجميع بعد مرحلة التفتيش إلى الباحة الداخلية للحرم المطهر، فتتفاجيء بتول بمساحة الحرم الداخلية، فتجول بنظرها وكأنها كاميرا ترصد المكان من بدايته إلى نهايته، ترفع رأسها إلى السماء حيث كانت السحب تغطي أشعة الشمس، فكان المكان برداً وسلاما، دافيء بدفء من فيه، عيناها معلقتان بالسماء،حتى اختطفهما بريق الذهب"
: رحمة، يا لروعة المكان، يخطف القلب والروح، لقد انشرح صدري واشعر أنّ هماً يُزاح عنه، فتبتسم رحمة في وجهها،
وتقول: أسأل الله أن يشرح قلبك بنوره ويسعدك دوماً ويبشرك بكل ما هو جميل
"فتنكس بتول رأسها: رضاً بقضائك ربي" فتبادرها رحمة"بتول هل تفضلين الدخول مع الحملة إلى داخل الحضرة؟ فترد بتول: نعم سأصاحبهم فقد اشتقت لتلك الأجواء التي تذكرني بعلي"
انتهى الخطيب من قراءة الزيارة ومن ثم طلب منهم التوجه إلى داخل الضريح، فتوجهت النساء إلى الحضرة،وبتول معهن، دخلت بتول وقد أفسح إليها المجال، فرأت مرقدين وقبتين، فخاطبيتهما:سيديّ ومولاييّ، أيعقل أن أكون في ضيافتكما وترجعاني مكسورة خاطر،وإن كان ولابد، فامسحا على قلبي المحروق على فراق حبيبه، المتلهف شوقاً للقاءه، فإن مضى شهيداً فهنيئاً له، وأقسم عليكما إلا ما ألحقتماني به.مكثت بتول طويلاً في إحدى زوايا الحضرة،تعبدت بما شاءت، ومن ثم خرجت تصاحبها رحمة إلى حيث الصحن الخارجي، فطلبت منها بأدبٍ جم أن تتركها لوحدها،فامتثلت رحمة لطلب بتول، وتنحت جانباً،بعد برهة من الزمن جاءت مجموعة من الزوار الإيرانيين الشباب، وجلسوا على مسافة ليست ببعيدة عن بتول، وبدأ أحدهم بقراءة الزيارة الجامعة بصوتٍ شجي حزين، تأثرت بتول كثيراً بالخصوص حينما وصل إلى ( واشهد انّ محمّداً عبده المنتجب،واشهد انّكم الائمّة الرّاشدون،،#يتبع
أنت تقرأ
ولليل حكاية أخرى
Romanceعلي و بتول زوجان متحابين •••• فجأة تصبح حياتهم عبارة عن مشاكل وجفاء •••• ولكن ماذا تخبئ لهم الأيام .. ؟