(18)

1.2K 24 0
                                    

تشرح الممرضة الوضع للطبيب ،بأنّ إحدى النزيلات أخبرتها بأنّ الأوغاد حين هجموا على الأبرياء في حادثة المشايّة ذبحوا كل من كانوا في الخيمتين من النساء والرجال، ويبدو أن زوجها من ضمنهم، وذلك ما شكّل صدمةً لها،
فغضب الطبيب حيث انّ حالة بتول كانت تستدعي مراقبة دائمة ولم يكن يجب ان تترك أبداً، ومن ثم طلب من الممرضة المسؤولة، تخصيص ممرضة لا تفارقها للعناية بها،
فوضعها النفسي والجسدي سيء جداً، وعليه يأمر الطبيبب بنقل بتول إلى غرفة خاصّة،
مع متابعة حالتها من قبل الطاقم الطبي.في اليوم الثاني تدخل الممرضة المناوبة وتفتح ستارة الغرفة لتتسلل أشعة الشمس بخجل إلى غرفة بتول، وكأنها تتحاشى التصبيح عليها،
فتفتح بتول عينيها ببطء وقد عشى عينيها الضوء
وتردد:أين أنا، أين أنا؟ أين عليّ، أريد عليّ،
تقترب منها الممرضة وتمسك بكفها فتجدها باردة تطمئنها بكلمات تخترق قلبها: أختي العزيزة،هوني عليكِ، أنا لا أعرفكِ وانتِ لا تعرفيني،جمعتنا الظروف هنا لغايةٍ لا يعلمها إلا الله،ولكنني أعلم أنكِ زائرة الغريب،المظلوم، العطشان، سيد شباب أهل الجنة،وأعلم أنّ الله يعتني بزوار حبيبه الحسين عناية خاصة، فسلمي أمركِ إلى الله وقولي كما قال الحسين(ع) هوّن ما نزل بي أنه بعين الله، وقولي كما قالت سيدة العفاف زينب:ما رأيت إلا جميلا، فرفعت بتول نظرها إليها وقالت: من أنتِ،
فردت: أنا رحمة الممرضة المختصة بالعناية بكِ ( وهي تبتسم)، فقالت بتول: رحمة،اسمٌ على مسمى، شكراً لكِ،
فترد رحمة: الشكر لله، واجبنا عزيزتي، كيف تشعرين الآن،
فقالت بتول: أشعر بآلام في كلّ أنحاء جسدي، ولكنني لا أفهم شيئاً، هل كنتُّ أحلم، أنا كنت هناك" ثم تسرح فتتلقف رحمة خيط الحديث: كنتّ يا عزيزتي رهينة في يد أعداء محمد وآل محمد، وقد أنجاكِ الله بأعجوبة، تلقى الجيش العراقي بلاغاً بوجودك في الصحراء بين كربلاء والنجف، وقد كنتِ غائبة عن الوعي، و في حالة نزف شديد، وصلتِّ إلى هنا بين الحياة والموت،وسعى الفريق الطبي لإنقاذ حياتكِ وحياة الجنين،
ولكن للأسف كان وضعكِ خطير،
والضرب الذي تعرضت له شديد وقد أثر بشكل كبير على حملكِ" تفاجئت بتول لما سمعته من رحمة وبدت مذهولة: حامل،حامل، هل كنتُ حاملاً؟
فتتعجب الممرضة: أولم تكوني تعلمين؟ فترد بتول: حامل!! وفقدتُّ جنيني، فقدتُ ابننا يا عليّ" فتسارع رحمة لتهدئتها:عزيزتي أنتِ على خطى زينب تذكري، فتنهدت بتول ودموعها لا تتوقف ورددت: إنا لله وإنّا إليه راجعون، رفعت رأسها للسماء وقالت:رباه إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى، ولو قطعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين، روحي وروح جنيني ومن أحب فداء لشسع نعل سبط المصطفى واحسيناه

#يتبع

ولليل حكاية أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن