(21)

1.2K 20 0
                                    

رسالة علي!!هكذا أبدت رحمة تعجبها،فتنهدت بتول وقالت ودمعة تترقرق في عينيها:نعم رسالة علي حبيب قلبي، ونور حياتي، وتوأم روحي"
وبدأت بتول في سرد حكايتها مع علي، إلى حين أعطاها الرسالة، ووقوع الحادثة قبل أن تقرأها،
فتحمست رحمة التي ارتبطت ببتول بشكل كبير خلال فترة وجيزة،لما رأته من طهارة روحها ودماثة أخلاقها،وصلابة إيمانها،هنا بدأت بتول تبحث عن الرسالة في جيوب الحقيبة، وقد لاحظت غياب محفظتها،
وجواز سفرها، ماعدا بطاقة هويتها التي كانت في أحد الجيوب الجانبية في الحقيبة، بحثت عن تلك الرسالة التي كانت لها بمثابة أمل في هذه الحياة التي لا تعلم ماذا تخبيء لها بعد،

"وجدتُها،رحمة وجت الرسالة"

هكذا صرخت بتول وهي تمسك برسالة حبيب عمرها، ورفيق دربها الذي طالما كان لها الأب الحنون والصديق الوفي والسند والمأوى،احتضنتها رحمة حينما شعرت أنّ بتول ترتعش ما إن مسكت بتلك الورقة، احتضنتها بقوة، ومن ثم أحضرت لها كوب ماء، أمسكت بذقنها ورفعت رأسها ونظرت في عينيها وقالت: تذكري يا صديقتي، أنتِ بعين الله، فأنتِ من زوار الغريب،سأترككِ الآن لتقرأي رسالة عليّ،سأكون قريبة من غرفتكِ، إن احتجتني، نادني، ومضت. بقيت بتول ممسكة بالرسالة وهي ترتعد، وأسئلة تدور في مخيلتها، ترى ماهي آخر الكلمات التي خطّها لي علي؟ ترى لمّ كان غاضباً مني؟ ترى هل لا زال يحبني؟
وغيرها الكثير الكثير من الأسئلة ولكنها قطعت حبل أفكارها حينما خاطبت نفسها بصوتٍ مسموع: بتول أنتِ تحبين عليّ وتثقين به تماماً، ثقتكِ به لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة العديد من المواقف، عليّ رجل مؤمن وشهم وغيور،عليّ قبل كل شيء إنسان، فمهما كتب من كلمات في تلك الرسالة فاعلمي أن منبعها حبٌ في الله" أخذت نفساً عميقاً وشرعت في فتح الرسالة، وإذا بعبق عليّ يفوح منها،وقعت عيناها على أولى الكلمات"حبيبتي.. فكانت هذه الكلمة كماءٍ بارد نزل على قلب بتول فشهقت شهقة ترافقها دمعةٌ حرّى من أعماق قلبها،واحتضنت الرسالة لفترة وهي تبكي بحرقة، وعادت لتقرأها:حبيبتي وحياتي ونور قلبي وروحي التي بين جنبيّ بتول، أو تظنين يوماً أن يتوقف قلبي عن حبكِ، كلا وألفُ كلا، تلك زلة لسان مني حين قلت: تسريح بإحسان، حبيبتي.. أو تصدقين أنني أستطيع العيش لحظة دونكِ هيهات، نعم لربما تضايقت من بعض طباعكِ التي تسببت في الكثير من المشاكل في حياتنا،غيرتكِ المفرطة، تسرعكِ في الحكم على الأمور قبل التأكد منها،عدم مراعاتكِ في مواقف كثيرة لغيرتي كرجل، نور عيني بتول: أنا حين أغار عليكِ منبع غيرتي خوفي على عفافك وستركِ وحجابكِ، خاصة وأنكِ تعملين في محيط مختلط، ويعلم الله أنني أثق بكِ ثقةٌ عمياء

#يتبع

ولليل حكاية أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن