وصل ابي و نور القلوب الى حدود مملكة الشمال، و قد اخذا معهما كل ما يحتاجانه من مؤن تمكنهم من السفر الى مملكة الغرب
قابلهما عند الحدود، رجل ذو شعر اسود خفيف، و ذو ملامح تؤشر انه في الاربعين من العمر، يرتدي حصانا بني، يجر عربة خشبية مغطاة بسقف، حيث اذا ركبها احد، لا يتمكن من رؤية اي شئ بالخارج
نزل الرجل من على فرسه، ثم تقدم نحو ابي و نور القلوب، رافعا يده نحو ابي ليسلم عليه، ثم سأل في نبرة روتينية:
"ءأنت ابي؟"
فرد عليه ابي، قائلا: "اجل، و من انت؟"
فاجابه الرجل: "انا صالح، و قد امرتني الكاهنة العجوز، التي تسكن الارض السوداء، ان انتظرك هنا، لأوصلك الى مملكة الغرب"
صافحه ابي، ثم تبعه و نور القلوب الى العربة، حيث ركبا هما فيها، و امتطى صالح جواده
شد صالح الحزام على فرسه، لتنطلق العربة نحو هدفها، مملكة الغرب، على صوت صهيل الخيل الصاخب، و على خلفية تراب الصحراء المتناثر في الهواء، من قوة ضرب حوافر الجواد عليها
و اثناء الرحلة
ملأت نار المصباح، الذي ينير العربة من الداخل، عيني ابي، بعد ان زادت شعلته، و اصبحت داكنة، تحرق الهواء بلا رحمة، و هو يقول:
"أتعتقد يا نور القلوب اننا سننجح في الحصول على الاربعة وصايا، و الوصول الى العرش كما زعمت الكاهنة؟"
"ان اراد الله ذلك، سخر لنا الاقدار لتصحبنا الى مصائرنا، و ايضا حتى نمنع الظلم، الاطفال يحرقون و هم احياء ..."
قاطع كلامهما وقوف العربة فجأة، فنزل ابي من العربة، حتى يعلم السبب. فلما نزل، وجد صالح قد نزل من فوق حصانه، و راح يقلب كفيه، فسأله ابي عن السبب، فرد قائلا:
"ان الطريق البحري الى مملكة الغرب، قد قطعته الذئاب، و هذا لم يحدث من قبل!"
فرد ابي، و عيناه تملأهما زرقة بحر الطريق، و مشهد الذئاب و هي تعوي يكاد لا يفارق عقله، قائلا: "الا يوجد طريق اخر، اي طريق!"
فاجابه صالح، و قد بدى الخوف ظاهرا عليه، يجعل عيناه تلمعان ككوكب دري في سماء الليل الصافية، قائلا:
"هناك طريق واحد اخر، طريق "غابة المرايا" و لكن لم يتجرأ بشر على دخوله، و من دخله لم يخرج ابدا"
حتى بعد ان نزل من العربة، لم تترك السنة النيران عينا ابي ابدا، معلنة عن اصرار عظيم، و عزيمة لا تتوانى. كل ذلك اعطى له الشجاعة الكافية لكي يقول:
"فليكن اذن ..... فلنسلك ذلك الطريق ..."
لقد شددت الكاهنة العجوز على صالح ان يطيع ابي في كل امر يقوله، فهو حسبما قالت ... المنتظر ....
![](https://img.wattpad.com/cover/48359673-288-k852386.jpg)
أنت تقرأ
وصايا الدراويش
Исторические романыفي قديم الزمان حكم الارض قوم عاثوا فيها فسادا، حتى جرى الدم تحت ارجلهم كالشلال، و ما شجعهم على ذلك، هو نعم الله التي لا تحصى عليهم ...... او هكذا ظنوها على الاقل ..... و لكن كيف اذا كان الهدوء يسبق العاصفة ..... و ما بالهم اذا كانت العاصفة من ظهورهم...