المستقبل المجهول

الفصل السابع

ارتبك الجميع عندما أطلق غلين قنبلته الموقوتة، توقفنا عن الطعام محدقين إليه بذهول، حمل شين سلاحه وأسرع متوجهًا نحو الحظيرة، ولحقنا جميعًا به، حاول ريك منعه فهذا الأمر يخص هيرشل وحده، فالحظيرة ملكه وهي محكمة الإغلاق بسلاسل حديدية، لن يتمكن السائرون من الخروج منها أبدًا، لكن شين اعترض مصرًا على الرحيل من المكان فمازال هناك خيار آخر (فورت بينينج)، صاحت كارول به معترضة:

- لا لن أرحل من هنا دون ابنتي!

صرخ شين بها:

- صوفيا لن تعود أبدًا، إنها في عداد الموتى الآن يا كارول!

صرخت بشين الذي أغاظني بكلماته، فكيف له أن يلقيها دون مراعاة لمشاعر كارول:

- لا، صوفيا لا تزال على قيد الحياة ولن نرحل دون أن نعثر عليها.

أجابني شين بحدة:

- إذًا إما أن نقتلهم أو نرحل من هنا!

- لا، ريك محق، يجب أن يتعامل هيرشل مع الأمر، المزرعة ملكه ونحن مجرد ضيوف هنا.

علق ديل:

- تحدثت مع هيرشل البارحة، يعتقد أنهم مجرد مرضى، وقد حبسهم في الحظيرة أملاً في العثور على علاج لهم!

سكت برهة ثم أردف بنبرة حزينة:

- هؤلاء هم عائلته، زوجته وابنه، وبعض الأصدقاء والجيران.

تقدم شين نحو ديل منفعلاً:

- أكنت تعرف ذلك منذ البارحة ولم تخبرنا؟

- نعم، مررت من هنا مع غلين وسمعنا أصواتهم...

بدأت أصوات السائرين تتعالى إلى مسامعنا، حاولوا دفع باب الحظيرة، فخطى ديرل نحو الباب منفعلاً:

- هؤلاء ليسوا بمرضى! أنهم أموات، لا علاج لهم كما قال الدكتور جينير، يجب أن ننهي هذا الأمر والآن!

وقفت أمام ديرل محدقة بعينيه:

- لا، القرار ليس لنا، إنهم عائلته!

أجابني هامسًا:

- نحن لسنا بأمان بوجودهم.

رفع كفه اليمنى ومسد وجنتي قائلاً:

لقد فقدت أخي ولن أتحمل أن أفقدك أنت أيضًا!

حركت تلك الكلمات مشاعري، واضطربت نبضات قلبي، رفعت بصري إليه متوسلة:

- أرجوك، أعط ريك فرصة، سيتحدث إلى هيرشل ويقوم بتسوية الأمر.

هز ديرل رأسه وهو يحدق بعيني، انفض الاجتماع وكل منهم انشغل بشيء ما إلا شين ظل واقفًا يحدق بباب الحظيرة، اقترب منه وأخذ يتفحصه، ثم ابتعدت عن مبنى الحظيرة متوجهة إلى منزل هيرشل، كنت أرغب بالحديث مع ابنته ماجي.