الفصل العاشر

817 70 19
                                    


ابتسم شين فور رؤيتي لكنني تحاشيته متجهة إلى مدخل الخيمة، لم أفهم ملامح وجهه الباسم، لم تكن ابتسامة مكر ولا سخرية، بدت مختلفة عما اعتدت عليه، اقترب مني فانتفضت مبتعدة، كدت أدخل الخيمة لولا لم يبدأ حديثه مترددًا بلباقة:

- أنا أسامحك.

التفت إليه دون أن أجيبه بحرف، فأردف قائلاً:

- جيني، أريد فقط أن أعتذر منك، ما رأيك أن نبدأ صفحة جديدة كأصدقاء فقط؟ لن أضايقك ولن أقترب منك إن كنت ترغبين بذلك، أنا موافق، لكننا مجموعة واحدة، ولكي نعيش سوية يجب أن نتصالح ونتسامح، كأصدقاء.

قبل أن أنطق بكلمة لمحت ديرل يهرول نحونا، صاح بشين منفعلاً:

- ما الذي تفعله هنا؟ ماذا تريد؟

- اهدأ يا ديرل، جئت في سلام.

نطقت كلماتي بصوت هادئ:

- لا بأس، لا تقلق أنا بخير.

ألقى ديرل كلماته في وجه شين مهددًا:

- من الأفضل لك أن تبتعد عنا، لأنك إذا لم تبتعد-

قاطعته بنبرة هادئة:

- توقف، أنا بخير، لا داعي لكل ذلك.

هز شين رأسه، ابتسم بوجهي ثم ابتعد عنا، التفت ديرل نحوي متسائلاً:

- حقًا؟ أستعفين عنه الآن؟!

- لا أعلم.

دخلت الخيمة ثم استلقيت فوق كيس النوم، لحق ديرل بي قائلاً:

- لا يمكنك أن تكوني جادة!

- لم أقرر بعد، لست متأكدة، جاء يعتذر ويريد أن يبدأ صفحة جديدة كصديق فقط.

جثا بجواري متسائلاً:

- وهل تصدقينه؟

- قلت لك لم أقرر بعد.

استلقى بجانبي واضعًا كفيه تحت رأسه، فدنوت منه أكثر، همست بأذنه متسائلة:

- وهل يهمك أمره لهذه الدرجة؟

- أنتِ من يهمني وليس هو! سيزعجك، وقد يلحق الضرر بك.

- وهل ستسمح له بذلك؟

- سأقتله قبل أن يفكر بذلك!

أسندت رأسي على ذراعه قائلة:

- لا أريدك أن تقتل، لست بمجرم، نستطيع أن نعيش بسلام.

- من الصعب أن نعيش بسلام في زمن تكثر فيه الوحوش البشرية.

عم الصمت بيننا لفترة من الزمن، سرحت فيها بأفكاري بعيدًا، لكن سؤال ديرل أثار ذهولي:

- ماذا حدث بينك وبين ميرل؟

نهضت عن مكاني متسائلة:

- ماذا تقصد؟

المستقبل المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن