الفصل الثامن

831 74 18
                                    


وجهة نظر ديرل:

استقر السهم في رأس السائر وهوى على الأرض، فهرعت نحو جينيفر التي صرخت مرعوبة، بينما اقترب شين منا ودخل الحظيرة ليتأكد من أنها خالية تمامًا من السائرين، ناح هيرشل باكيًا على فقدان عائلته، فاقترب ريك منه وربت على كتفه مواسيًا، وبعد ثواني خرج شين من الحظيرة وهو يتطلع إلى جينيفر متسائلاً:

- هل أنت بخير يا عزيزتي؟

قبض على ذراعها فصاحت به وهي تبتعد يده عنها:

- لا تلمسني، وإياك أن تناديني بذلك مرة أخرى! فأنا لست بحبيبتك ولن أكون أبدًا!

- ما هي مشكلتك؟ أريد فقط أن أطمئن عليك!

- لا أريدك أن تطمئن علي، ابتعد عني نهائيًا أيها الأحمق!

صرخ شين بوجهها بنبرة حادة:

- انتبهي لألفاظك يا فتاة!

أثار ذلك الأحمق غيظي فتقدمت منه، كنت أرغب أن ألكمه لكمة قوية، لولا لم تمسك جينيفر ذراعي وتبعدني عنه، همست متوسلة:

- أرجوك أتركه وشأنه!

لفظت كلماتي بحدة مهددًا شين:

- ابتعد عنها!

كانت أعين الجميع تحوم حولنا بنظرات مملوءة بالذهول، ابتعدت جينيفر عائدة إلى الخيمة، فلحقت بها لكنها رجتني أن تبقى وحدها لبعض الوقت، رأيت الحزن في عينيها وهي تخاطبني بنبرة شجن، كنت أتمعن النظر بها إلى أن دخلت الخيمة، التفت نحو كارول ثم تقدمت منها، حاولت أن أعتذر بأسلوب مهذب، لكن تاهت كلماتي وشغلت جينيفر تفكيري، وقفت بجوارها صامتًا وعيناي تحدقان بالخيمة، التفتت كارول نحوي متسائلة:

- هل أنت بخير؟

هززت رأسي وأجبتها مترددًا:

- نعم، كنت أريد أن أعتذر فقط!

أومأت برأسها وابتسمت ابتسامة صغيرة دون أن تنطق بشيء، وظلت عيناي تحدقان إلى الخيمة بقلق، قالت كارول:

- إنها مستاءة من تصرف شين!

التفت إليها مستغربًا فلم أفهم ما الذي قصدته بحديثها، فأردفت:

- أخبرنا أنها حبيبته!

قذفت أحرفي بعصبية:

- ماذا؟!

- ألم تخبرك جينيفر!؟ أنا آسفة كنت أعتقد...

اندفعت مسرعًا نحو شين دون أن أسمع أية كلمة أخرى، لكمته على ظهره، فالتفت نحوي متفاجئًا من تصرفي، صرخ بوجهي وهو يدفعني بكلتا يديه:

- ماذا؟!

صرخت به مهددًا:

- إن اقتربت من جينيفر سأقتلك! أتسمعني سأقتلك!

المستقبل المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن