الفصل الثالث عشر

829 67 31
                                    




  القوا بالفتى راندال في حظيرة صغيرة وهو مقيد بالحبال، أي إنسانية تبقت لهم ليلقوا بفتى في الثامنة عشر من عمره في الحظيرة مقيدًا كالحيوانات، راندال ليس بحيوان وحشي ولا كلب مسعور ليتعاملوا معه بهذه الطريقة العنيفة، حضرت الطعام له وكأسًا مملوءً بالماء، وتوجهت نحو الحظيرة، التقيت دَيل في طريقي، ابتسم فور رؤيتي أمامه وبيدي صحن صغير ببعض الفاكهة وكأسًا من الماء، بدأ حديثه سعيدًا:

- من الجميل أن أرى بعض الأمل.

- ماذا تقصد؟

- حضرت الطعام للفتى.

أومأت برأسي مبتسمة ابتسامة صغيرة، وقلت:

- نحن لا زلنا كائنات بشرية، أليس كذلك؟

هز رأسه بأسى:

- نعم، لكن هناك للأسف من تجرد من انسانيته، هل أنت موافقة على قرار إعدامه؟

- لا، لا أعتقد أن الفتى خطير إلى هذه الدرجة، يمكننا أن نراقب تصرفاته ونحكم، أعتقد أنه يجب أن نمنحه فرصة.

  كانت أندريا تجلس بجوار باب الحظيرة، رمقتني بنظرة متفحصة، ثم وقفت واقتربت مني متسائلة:

- طعام؟

أجبتها بنبرة باردة:

- إنه للفتى.

- لا يمكن أن تكوني جادة يا جينيفر، لقد طلبوا منا عدم الدخول إليه.

- هل ستمنعينني من الدخول؟

  تنحت أندريا من أمامي لتسمح لي بالدخول، فتحت باب الحظيرة ودخلت، وقفت بذهول من هول المشهد، كانت الدماء تنضح من أنحاء متفرقة من جسده، كدمات حمراء تملأ وجهه، فصرخت بذهول:

- يا إلهي!

  دخل دَيل وتبعته أندريا، واقترب ديل من الفتى متسائلاً:

- من فعل ذلك به؟

  وضعت طبق الفاكهة وكأس الماء بجانبه، فوقع نظري على سهم مغروز في ساق الفتى المصابة، تمتمت أندريا بصوت هامس:

- ديرل!

  كان الفتى يئن متألمًا، ودموعه تملأ عينيه، صاح قائلاً:

- أنا لست سيئًا، صدقوني، لست مثل جماعتي، فقط جربوني، أرجوكم، ساعدوني، لا تقتلوني، لا أريد أن أموت!

التفت إلى دَيل قائلة:

- أحضر هيرشل الآن!

هز ديل رأسه وخرج مسرعًا من الحظيرة، ثم التفت إلى أندريا آمرة:

- ابقي هنا، سأذهب للتحدث مع ديرل!


  خرجت من الحظيرة والغضب يملأ قلبي، لم أستوعب أن ديرل قام بتعذيب هذا الفتى ليعترف أمامه ويدلي بالمعلومات التي كشفت لنا مدى سوء مجموعته، انطلقت إلى الخيمة، لكن لفت كارل نظري، كان يقف بجوار الدراجة النارية وما إن رآني أخفى شيئًا خلف ظهره، اقتربت منه مبتسمة، وتساءلت:

المستقبل المجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن