(3) ^_^

1.7K 37 50
                                    

فى هذا الفصل سأكتب بعض الأفكار -التى أعجبتى و ستساهم فى فهم هذا الفصل و الذى يسبقه- من كتاب ( أدب الحوار فى الإسلام ) ، و هو من الكتب الرائعة التى قرأتها و درستها ، ليس من العيب تطبيق ما ندرسه فى حياتنا ليسهل فهمه و حفظه علينا ، و موضوع فصلنا اليوم هو ( اختلاف الناس و أسبابه ) أحب توضيح أن ليس كل ما هو مكتوب فى هذا الفصل مأخوذ من الكتاب بل بعض الكلام فقط و بقية الأفكار من ذهنى و تأليفى .
___________________________________
لنبدأ الآن فى موضوعنا :-

الاختلاف بين الناس فى شئون دينهم و فى شئون دنياهم ، أمر قديم ، و سيبقى هذا الاختلاف بينهم إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .

و لو شاء ربك أن يجعل الناس جميعا أمة واحدة مجتمعة على الدين الحق و متشابهين جميعا بنفس الصفات الحميدة ، فإن مشيئته ﻻ يمنعها مانع ، و لكنه لم يشأ ذلك ، ليتميز الخبيث من الطيب ، و ﻻ يزال الناس ما بقيت الدنيا مختلفين فى أفكارهم ، و اتجهاتهم ، و مقاصدهم و آمالهم.......

أسباب الاختلاف:-

الاختلاف بين الناس له أسباب متعددة ، و بواعث متنوعة ، و منها : الظاهر الجلى ، و منها الباطن الخفى ، و منها : ما يكون الدافع إليه :-
1- معرفة الحقيقة على الوجه الأكمل و الأوفق .
2- إقامة الأدلة و البراهين على ذلك و هذا ما يسمى ( المناظرة أو الجدل ) .
3- و منها ما يكون الدافع إليه سوء النية ، و اللجاج ، و الغرور ، و التباهى ، و هذا ما يسمى ) المكابرة و المعاندة ) .

و من أسباب الاختلاف بين الناس :-

1) عدم وضوح الرؤية للموضوع من كل جوانبه .
و قد قال الحكماء قديما : إن الحق لم يصبه الناس من كل وجوهه ، و لم يخطئوه من كل وجوهه ، بل أصاب بعضهم جهة منه ، و أصاب الآخرون جهة أخرى .
لنشرح مثال صغير ليبسط لنا الأمور قليلا .
و قد مثلوا لذلك بجماعة من العميان ، انطلقوا نحو فيل ضخم ، فوضع كل واحد منهم يده على قطعة من جسد هذا الفيل ، ووصفه بالصورة التى تصورها ، فقال الذى وضع يده على رجل الفيل :
- إن هذا الحيوان هيئته كالنخلة الطويلة المستديرة .
و قال الذى وضع يده على ظهر هذا الفيل :
- إن هذا الحيوان أشبه ما تكون بالهضبة العالية ، و الأرض المرتفعة .....
و هذا وصف كل واحد منهم وصف الفيل بالوصف الذى مسته يده ، و هو من هذه الناحية صادق ، و لكنه من ناحية تكذيبه لغيره مخطئ .

لذا قالوا : إذا عرف موضع النزاع بطل كل خلاف .

و أيضا قالوا : لا تحكم على الكتاب من عنوانه ، فقد يكون عنوانه سئ و محتواه رائع ، و قد يكون عنوانه ملفت للانتباه و جذاب و تخدع فيما يحتويه من تفاهات لذلك تمهل فى الحكم ، و تحكم فى ردود أفعالك فبسبب كلمة واحدة أثناء لحظة غضب قد تخسر الكثيرين من حولك ، و هذا ما تفرضه عليك شخصيتك و المواقف التى توضع بها .

و أيضا شارك أفكارك و احلامك مع الغير ، ابدع ، و اظهر مواهبك للعالم ، عبر عن رأيك بكل حرية و لكن فى حدود الأدب ، إذا كنت لا تريد أن تهان لا تهين .

إلى هنا ننتهى من الجزء الأول فى موضوع ( اختلاف الناس و أسبابه ) .
إلى اللقاء فى جزء جديد .
_________________________________

بتمنى أن يكون الموضوع مفيد و جيد ليعجب قرائى الأعزاء .
ملحوظة :-
كما قلت فى بداية الفصل أن محتوى هذا الفصل بعضه و ليس كله مأخوذ من كتاب ( أدب الحوار فى الإسلام ) بعضه و ليس كله ، فالأفكار كلها مستوحاة أفكارى و آرائى الخاصة و لكن ليدعم موضوعى احتجت لنقل بعض الأجزاء فقط للدعم و ﻷن محتواها جميل .

شكرا لكل متابعينى ، أتمنى أنكم استمتعتم و استفدتم ، إذا أردتم مناقشة موضوع معين ، و طرح أفكاركم الخاصة بمشاركتها معى و مع بقية القراء سيكون إضافة جميلة ، و تذكروا كلنا هنا أصدقاء و نعبر عما بداخلنا بحرية و بمصداقية من خلال كتابتنا .

شكرا

خواطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن