قلبى الصغير لا يتحمل هذا
كلمات أقولها كثيرا و لا أعلم معناها
تختلف طريقة قولها باختلاف الموقف الذى أتعرض له و المشاعر التى تراودنى فيه .قلبى الصغير لا يتحمل هذا
الآن عرفت ما تدل عليها تلك الخمس كلمات
كل حرف منها عرفت معناه حقا ، شعرت به و بأهميته
قلبى المسكين ، أعتذر لك بالنيابة عن الآخرين
هم لا يقدرون كم أنت - الآن - تعانى ، لا تستطيع التحمل بعد الآن ، لا يمكنك التحدث و إخراج ما تحمله من كلمات معبرة كما هو الحال مع فمى المغلق بستار حاجب كلماته .قلبى الصغير لا يتحمل هذا
آه يا قلبى المسكين جعلوك تتألم ، لا تعلم ما الذى يحدث من حولك
هل هو شئ ارتكبته ؟
هل اخطأت فى حق أحدهم ؟
لما يعاملوك بتلك القسوة و الأنانية ؟
لما يشعروك بالضعف فى أوقات قوتك ؟
لما يشعروك بالحزن فى أوقات سعادتك ؟
هل صعب عليهم إلى تلك الدرجة أن تكون مرتاحا أو سعيدا ؟
هل هم وحوش يرتدون أقنعة بشر ؟
أم هم بشر يخبئون وحشيتهم عنك ؟أسئلة كثيرة لا أجوبة لها ، أتمنى إذا كنت أعرف الجواب ﻷخبرك به يا قلبى الصغير حتى ترتاح و أرتاح أنا أيضا ، ﻷجفف دموعك الحارة بيداى ، لا تقلق على فقد فرغت دموعى من كثرة ما بكيت ، لا أملك من الدموع شيئا حتى أخرجه فى صورة ماء مالح نقى ، قرأت سابقا أن الدموع كائنات فضولية تخرج فقط لترى من المشاجرات ما يشبع فضولها ، و لكن أعتقد أن دموعى قد تخلت عن فضولها ﻷنها لا تخرج الآن ، إشتقت لرؤيتك تنسابين على وجنتاى الناعمتين ، تفيضين الدمعة تلو الأخرى تاركة وراءك آثار عبائتك الطاهرة .
قلبى الصغير لا يتحمل هذا ، أقولها كثيرا وقت الفرح ، الإثارة ، المغامرة ، الجنون ، مشاركة الأحداث الرائعة مع الأصدقاء و العائلة و لكن لم أعلم أنى سأقولها يوما فى أوقات حزنى ، قلبى الصغير المسكين لا يتحمل تلك الهموم و الأحزان التى تتوالى عليه فى دفعات قاتلة كأنها ( النصال التى تتعاقب خلف النصال ) كقول محمد إبراهيم أبو سنة من نص النسور ، أو كقول المتنبى
( و كنت إذا أصابتنى سهام....تكسرت النصال على النصال )
أو كأنها القذائف المدمرة وقت الحرب فتسفك بدماء الأبرياء .قلبى الصغير ، لما تسامح دائما ، لما تغفر لمن لا يستحقون مغفرتك ، هل تجدها تسلية فى تعذيب نفسك ، أخبرنى ، شريانك يخرج الآهات و وريدك يفتح باب قلبك للأحزان و الهموم ، و أنت أيها الصغير ترحب بهما بصدر رحب ، هل يعجبك نبضك الضعيف ؟ ، هل يعجبك انقباض ضلوع صدرى عليك لخنقك ؟ ، ألا تريد أن تتربع على عرشك فى أريحية و سلام دون أن تشغل نفسك بكلمات هذا اللاذعة ، و سخرية تلك الجارحة و تهكمات هذا و ذاك .
قلبى أتأسف لحالك و حالى ، الناس يلقوا بحجاراتهم علينا كأننا الشيطان العاصى ، لا يعلموا مدى طهارتك و نقاوتى ، نحن و أغلبهم من يعلموا بمدى انحطاطهم و مقدرتهم على أذيتنا ﻷنهم هم شياطين صغيرة حقيرة ، هرب من وجوهها الحياء ، لا يعرفوا الخجل أو الرحمة .
قلبى امتلئ بمسامحتكم ، حتى انقلبت تلك المسامحة آلاما و أوجاعا من مخادعتكم ، املئتم قلبى الصغير بالهموم التى كان لا يعرف أنها موجودة ، أنتم البؤساء لا تستحقونه ، خدعتوه بقناع البراءة المزيف الذى تضعوه ، لكن ما يسعد قلبى أنكم قلة لا تحسب لا يوجد الكثير من شياطينكم فى الكون لذا فأملى و مناجاتى لكم هى ( هلا تتوقفوا رجاء ) .
أتعجب منك أيها الصغير عندما تسامح ، و أسألك الجوابا لما تسامح ، قلبى المؤمن يخبرنى بأن الله يسامح إذا كيف لعبد فقير إلى الله لا يفعل ؟ ،
الحمد لله ، أشكرك يا ربى ﻷنك بجانبى ، جددت نقاوة قلبى برحمتك ، أشفقت عليه و على حاله ، قلبى يحبك بكل قطرة من قطرات الدم التى يضخها بجسدى الصغير ، أحمدك يارب و أشكر فضلك على ، فقد رأفت بحالى ، و أكرمتنى برحمتك الواسعة لترحم بها قلبى الصغير الباكى ، أخرجت همومه مع دموعه ليخلوا قلبى من الاحزان و يملؤه الاطمئنان و الراحة ، حققت لى ما كنت أتمناه و هو الشعور بالأمان أنك بجانبى و لن تدعنى ، استجبت لندائى و حررتنى من مخاوفى و همومى وفيت بعهدك لعبدك كما أخبرته فى كتابك الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
( ﻭ ﺇﺫﺍ ﺳﺄﻟﻚ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺮﻳﺐ ﺃﺟﻴﺐ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺪﺍﻉ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﺎﻥ ﻓﻠﻴﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﻟﻲ ﻭﻟﻴﺆﻣﻨﻮﺍ ﺑﻲ ﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺮﺷﺪﻭﻥ ) صدق الله العظيم ( 186 ) سورة البقرة
عندما تقبض الحياة بهمومها عليكم ، عندما تجدون الطريق مظلم ، عندما تسير الرياح بما لا تشتهى السفن فلا تحزن و لا تبتئس فإن الله بجانبك ، يمد لك يد المساعدة فتمسك بها و لا تتركها أبدا لتنجو من الغابة التى تعيش بها و ترى الحياة بنظرة صحيحة بحلوها و مرها و تأكد بما أن الله معك فستكثر الحياة بحلوها عليك .شكرا للمتابعة و شكرا لتعليقاتكم و دعمكم أتمنى أن أكون قد أحسنت فى كتاباتى و أفدتكم و تجدد الأمل لديكم ، فتذكروا أن بعد الهم فرج و بعد العسر يسر فلا تحزن و لا تبتئس فالله معك لن يتركك .
شكرا لكم
أنت تقرأ
خواطر
Romanceكل ثانية ، دقيقة ، ساعة ، يوم يمر من حياتنا تحدث مواقف نواجهها و نتعلم منها قد تغلبنا و قد نتغلب عليها تمر الأيام و السنين بسرعة ، لكن هل توقفت لحظة لتفكر ما الذى أنجزته ؟ ما الذى تريد تحقيقه ؟ ماذا تريد أن تصبح ؟ . . . . . . . . . . . . فى هذا...