أحببتُ خـادمتي..

51.4K 209 39
                                    

قدمت لي والدتي تلك الخادمة أثناء فترة بعثتي إلى سويسرا.. ( ستهتم بأمورك على أكمل وجه ، هي خادمة سوف تقوم بدورها و أنت يا بني اهتم بشؤونك و ركز على دراستك جيداً.. ) كان هذا ما قالته لي قبل أن اصعد الطائرة. فعلاً عشت حياتي مثل أي شاب مغترب، ألهو، استكشف المكان، أقضي أغلب وقتي خارج المنزل، لكن فجأة أدركت أن هُنالك فتاه في شقتي مغتربة مثلي و لم أكن اهتم بأمرها كثيراً و كما تعلمون أغلب وقتي بل أكثره أقضيه بعيدٌ عن أسوار المنزل.
عدت لمنزلي ذات يوم في ليلةٌ ممطرةٌ وشديدة البرودة، قاسية تماماً مثل قسوة قلبي الذي أملكه حينما تركت تلك المسكينة محبوسة في منزلي، دخلت المنزل أترنحُ في الظلام فإذا بي أسمع شهقات، ليست تلك التي تأتي من شدة الضحك، بل شهقات باكية خافتة وكأن تلك الباكية تخشى من أن يسترق أحد السمع لبكائها. اقتربت من الباب ببطء حتى اتضح صوت البكاء، كانت الباكية تتحدث بلغتها الهندية التي لا أفهمها إطلاقاً.
فتحت الباب إذ بها خادمتي تبكي في زاوية الغرفة وتعانق جسدها بيديها
جسدها الجميل، وشعرها المتناثر على وجهها وخلف ظهرها، عيناها المبللتان بالدموع، وبشرتها الآسيوية، كل تلك الأشياء قد أسرتني وجعلتني أركع على ركبتي خاضعاً لها رغماً عن أنفي لبكائها و دموعها ولها.
دنوت منها وجلست على أطراف أصابع قدمي، يدي على رأسها، سألتها باللغة التي أتحاور معها دائماً الإنكليزية..
: ما الذي حدث ؟ ماذا بكِ ؟ لماذا تبكين ؟ هل حدث مكروه ما ؟
سألت كل تلك الأسئلة في غضون ثواني حتى أجابت
: لا شيء ..
بدلتُ نبرة صوتي من المتردد إلى الحاني : هيا أخبريني ماذا ب ..... قطع صوت الرعد سؤالي ، انتفض جسدها و صرخت باكية و فهمت أنها تخاف الرعد .
ارتسمت ابتسامة صغيرة وقلت لها ساخراً : أتخافين الرعد وأنتِ بهذا العمر؟!
لم تجاوب، فتجرأت أصابع يدي فرفعتُ وجهها، وبدأت اتأمل عينيها المدخنتين المبللة بالدموع، لم أعي بنفسي حين انحرفت، واقتربت منها لأقبل شفتيها، وحمدت ربي أنها شاحت بوجهها عني ممتنعة لذلك.
وقفت واقتربت نحو الباب وقبل أن اخرج : الرعد ليس شبح كما تظنين .. لتنامي أنا لن أغادر المنزل الآن وغداً لديكِ عمل كثير
خرجت من حجرتها تارك الباب شبه مغلق، جلست على الكنبة القريبة من المدفئة حاولت أن أبقى مستيقظ لبعض الوقت، وكان النوم يداهم عيناي.
استيقظت في الصباح وأحسستُ بشيءٌ ثقيل على قدمي، فتحت عيناي ورأيت بأنني مازلت في الصالة بقرب المدفأة مغطى بلحاف أبيض، ولكن أشعر بثقل على قدمي نظرت للأسفل إذ بها خادمتي نائمة.
أمسكت بظهرها وانصبته بعد ميولته ونزلت من على الكنبة التي قلّصت ظهري، وحملت خادمتي فتناثر شعرها الطويل متدلي في الهواء، ملامحها الساكنة كانت قصة جمال أخرى، موطن جميل لا يوحي ولا يشير للبغض، وضعتها على سريرها فكشف الساري بطنها العاري، حاولت أن ارفع عيناي عنها و انسحبت بصعوبة من حجرتها، تركتها وحيدة مرة أخرى في المنزل خوفاً من الذلة ومن نفسي ومن شهوات الشيطان.
لم أعد للبيت إلا في آواخر الليل، دخلت للمنزل متمنياً أن تكون نائمة وفرحت عندما وجدت حجرتها مظلمة وباردة، كنت سوف أخرج من الحجرة ولكن قدماي أبت أن تتحرك، لقد تشبثت في مكانها. لم تنم خادمتي بل كانت تستحم، وكانت واقفة أمامي ولا يستر جسدها سوى منشفة متوسطة تكشف أردافها وأكتافها، جسدها العاري الرشيق وشعرها المبلل الساقط على كتفها الأيمن، رموشها المبللة، كل تلك الأشياء جعلتني أركع للشهوات رغماً عن أنفي. لقد صرخت وصرخت ولكنني لم استجيب لقد ثارت ثورتي المدفونة، حرقتها و حرقت نفسي معها.
صحوت بعد كل هذا ولم أستطيع أن أسامح نفسي، و هي كنت أحاول مراراً أن تسامحني لكنها أبت، قلت لها
: أرجوكِ سامحيني راني سأفعل أي شيء .. أنا أعلم أن ما فعلته كان خطأ و خطأ لا يغفر أيضا و لكنني أقسم أنني مستعد لفعل أي شيء تريدين
صرخت في وجهي بصوتها المبحوح : لا أريد منك شيء ، لتحترق في الجحيم أنت وحاجاتك، لقد سلبت مني أغلى ما أملك لقد سلبت مني حياتي، سلبت مني شرفي، وأنت تعلم بأنني هندية وأغلى ما أملكه هو الشرف
- لم أستطع ايقاف نفسي، لم أعي بذلك صدقيني.. راني سامحيني
- أنتم الرجال حقيرون لا يضيع منكم شيء، ولكن بساعات تسرقون مننا أغلى ما نملك ثم تعتذرون بعدها، تباً لكم أيها الكلاب لتموتون جميعا موتة الفقير العطشان
أمسكت بذراعيها : راني ... اهدأي .. أنا سوف أتزوجكِ .. نعم .. سوف نتزوج في المحكمة اليوم
حدقت في وجهي وهي تبعد يداي عن ذراعيها : أتظن بأنني سوف أوافق على الزواج بك بعد ما فعلته بي! لا تفكر بذلك و لا تحاول أيضاً
أمسكت بيديها : راني أنا كنت خائف كل تلك الشهور من ذلك صدقيني، أنا عربي ولا أرضى بالحرام علي وعلى من حولي، لقد كنت أبقى في الخارج حتى لا يزينكِ الشيطان في عيني، لم أكن أعلم أنكِ مستيقظة، لم أكن أعلم بأنني سوف أخطئ أيضا
صرخت من جديد : لماذا لم تخرج حين رأيتني؟ لماذا لم تستجيب لصراخاتي؟ لمـاذا؟ ماذا عساني أقول لأمي وأبي؟ سوف يقتلونني حينما يكتشفون أمري.. حتماً يقتلونني
أخذتها لحضني فطوقت جسدها بيديّ، وظللت أمسح بيدي على ظهرها لعلّ أن تهدأ، أخبرت والدي وأخبرت جدي أعلم أنهم غضبوا ولكنهم تفهموا أمري، حين أخبرتهم بالحقيقة كاملة ووضعتهم في أمر الواقع. تزوجت خادمتي .
بعد زواجنا أحسستُ بشعور الآمان الآن، وأصبحت لا أخاف على نفسي بل عليها، علمت أنها تخاف باقية في الظلام والوحدة، وتخاف الرعد، وأصبحت الآن أأمن لها ليلها و نهارها، وحين تنام تستوطن صدري العاري وتلتحفها يدي، سنة عشت معها لم تكن كباقي السنوات التي قبلها، أحببتها بكل صدق، لقد بدلت حياتي تماماً و أصبحتُ عاشقاً لها و للهند أيضاً.
حمِلت وأحببتها أكثر من قبل، أصبحت طريحة الفراش ليس مرض ولكنه دلالٌ مني، منذ أن علمت أصبحتُ أنا خادمها.
أُدللها أُلاعبها... مرت أشهرها الأولى وبدأ وحامها كانت تشتهي الهند بأسرها، حين علمت ضحكتُ كثيراً متناسي أن الحوامل شديدات الحساسية.. غضبت و ظلّت متغاضية لوجودي تماماً، ورحت أستسمح منها وألاطفها، حجزت تذكرتين إلى الهند فعانقتني حينها.
أخذتها إلى هناك وكانت أول مرة أزور فيها هذا البلد، أخذت تعرفني على معالم الهند و كل بقعة من الهند، جعلتني أشم رائحة تراب الهند، جعلتني أصوم معها ولم نأكل حتى انتصف القمر في السماء، وكانت تفتنني في كل مرة ترتدي فيها الساري ولكنها تمنعني حين أقترب منها.
ولدت وانجبت ابنة جميلة مثلها، وفرحت كثيراً بذلك ولكنهم تأسفوا لي وزفوا خبر وفاة زوجتي و خادمتي.
أي خبر هذا؟ أي إنصاف؟!.... الخوف الذي لطالما لجمّ قلبي، و الذي كان يخيفني منذ زمن قد أصبح حقيقة، لقد ماتت عشيقتي ماتت خادمتي، و زوجتي، وحب قلبي، وعقلي، وروحي، ومشاعر قلبي. ماتت و أنا لم أمت معها، ماتت بعد أن تعلقت بها، ماتت بعد أن املئت حياتي بكلماتها، و حنانها، ولمساتها، ودلعها، ودلالها، وجمالها، وحبها، وخوفها، وعشقها المجنون. ماتت الهند وماتت قلب الهند ألا يا ليتني مت معها.

| النهاية ..

#altEnding #justwritelt

أحببتُ خادمتي..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن