بارت 3

441 45 14
                                    

#جيسيكا
إلتفت نحوي لأرى من المتكلم...يا للهول!! أنا مرعوبة حاليا.. و قلبي يخفق بشدة...أرى فتاة تشبهني كثيرا... بل هذه أنا بثياب أخرى و كأني أرى نفسي في المرآة...لاحظت الفتاة مدى إرتعابي و خوفي لذا حاولت أن تتقدم نحوي لكني تراجعت و أنا أنظر إليها غير مصدقة ما أراه...نفس العيون...نفس لون البشرة...نفس الشعر و شكل الأنف...
الفتاة: رجاء لا تخافي، لدي نفس إحساسك الآن...أنت تشبيهنني فعلا.
أنا: من أنت؟
الفتاة: أنا آشلي يا جيسيكا.
أنا: كيف تعرفين إسمي؟ هل أنت إنسان أم جني؟!
ضحكت ثم قالت: إنسان بالطبع، لا تخافي مني يا أختي.
أنا: أختك؟! ماذا تقصدين؟
آشلي: أ لا ترين كم أنا و أنت متشابهتان؟! هذا لأننا توأم.
ما الذي تقوله هذه الفتاة؟! أنا و هي توأم؟! إنها تشبهني كثيرا... لكن لا أفهم...كيف هذا.
آشلي: قولي شيئا، رجاء....أعلم أنك مصدومة و لم تعرفي يوما بوجودي لكن أنا لطالما عرفت بوجودك و تمنيت أن ألقاك.

جيسيكا: أنا لا أصدق هذا الأمر.. هل أنا في حلم غريب أم ماذا؟!
آشلي: كلا يا جيسيكا، هذا هو الواقع.
ثم إقتربت نحوي و حضنتني باكية أما أنا بقيت ساكنة بلا حراك... لكن فجأة شعرت بإحساس غريب..شعرت أنني أحبها و إشتقت لها مع أنني لم أعرفها يوما... شعور غريب قد يكون شعور الاخوة الذي لم أجربه في حياتي لذا رفعت يداي لأحضنها... لوهلة شعرت بالشفقة عليها و لم أصدق أن أمي و أبي تخليا عنها...لذا قلت لها بلطف:
تعالي، لتقابلي أبويك.
نظرت إلي مستغربة و شعرت أنها تريد أن تقول كلاما لكنها تخشى شيئا ما، مسكت بيدها و أنا أبتسم قائلة: لا تخافي، كلاهما لطيفين جدا...قد لا تودي مقابلتهما الآن لكن...
قاطعتني : أخشى أنك أسأت الفهم.
أنا: ماذا تقصدين؟
آشلي: أنت من عليها أن تقابل أبويها،..أقصد أمها لأن أبي مات قبل ولادتنا.
أنا: لحظة! لحظة! هل تعنين أن أمي تخلت عني و من أحسبهم أهلي ليسوا كذلك؟!
آشلي: أنا آسفة لأنك تلقيت الخبر بهذه الطريقة.
أشعر أنه سيغمى علي...كلا، لا يمكن لهذا أن يكون حقيقي...ساعدني يا الله...راحت الدموع تنزل من عيوني بدون أن أشعر بها... أنا مصدومة فعلا...وضعت آشلي يدها على خدي لتمسح دمعتي لكني دفعتها بعيدا عني و صرخت: لا تلمسيني...إبتعدي.
آشلي: إهدأي رجاء.
أنا: أهدأ؟! كيف أهدأ بعد أن عرفت كل هذا؟! ....آخخ.. لماذا يحصل هذا معي؟
آشلي: أشعر بالندم لأني جئت لزيارتك و أخبرتك،صدقيني لم أكن أقصد أن أجعلك في هذه الحالة.
أنا: عليك أن ترافيقيني حالا.
آشلي: إلى أين؟!
أنا: يجب أن أكلم أمي و أبي حالا، تعالي هيا.
بدت مترددة لكني مثل المجنونة أخذت بيدها بقوة و سحبتها نحوي لترافقني إلى البيت.
آشلي: رجاء لا تفعلي بي هذا.
لم أكثرت لكلامها بل أجبرتها على المشي معي... حتى وصلنا إلى غرفة والدي... طرقت الباب بقوة ففتحت أمي.
لويس : ما الأمر يا جيسي؟!
لم أجبها بل سحبت آشلي أمامي... حين رأتها تغيرت ملامح وجهها بالكامل و كأنها رأت شبحا ما.... جاء أبي ليرى ماذا يحدث و فجأة وقف هو الآخر مندهشا بدون حراك،دخلت الغرفة أنا و آشلي و أغلقت الباب حتى لا يسمع أحد من ضيوفي عما يجري...فيما كان الصمت يعم المكان و الكل مرتبك... قررت أن أتكلم.
أنا: ليشرح لي أحدكم الأمر، أخبريني يا أمي من أكون؟! هل أنا فعلا إبنتك يا أبي؟!
لويس: عزيزتي... أنا آسفة حقا..هذا ما كنت أخشى حدوثه منذ فترة.
أنا : إذا ما قالته صحيح...لستما والداي الحقيقيان.
جون: أنت إبنتنا و فلذة كبدنا يا جيسيكا.
أنا: لا أريد سماع هذا الكلام الآن.
ثم أضفت و الدموع تنهمر من عيوني: لما أخفيتما أمرا كهذا عني؟.
وضعت أمي يدها على كتفي لتواسيني و قالت: لم نتمكن من فعل ذلك...خفنا عليك كثيرا.
جون: لا تغضبي منا يا جيسي....لن ألومك مهما كانت ردة فعلك لكن أرجو أن لا تجرحيننا أو تهجريننا... تعرفين كم نحبك يا حبيبتي.
لويس: أبوك محق، أنت غالية علينا و كل ما نملك...لا تقسي علينا.
لا أعرف كيف أتصرف الآن...أشعر بالصدمة و الغضب و الحزن و مشاعر مختلطة...حياتي كلها كانت مجرد كذبة جميلة....أنا لا أعرف شيئا عني و لا عن أهلي الحقيقيون.
مرحبا! رجاء كل من يقرأ هذا البارت ليصوت و يبدي رأيه في القصة.

التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن