بارت 9

312 25 2
                                    

#جيسيكا
انا متواجدة حاليا بالغرفة التي تنام فيها آشلي بعد ان اغمي عليها...بدأت تفتح عينيها شيئا فشيئا إلى أن فتحتهما كليا و نظرت إلي و هي تقول بصوت متعب:
هل من أخبار جديدة عن حالة أمي؟
أنا: ليس فعلا لكن الطبيب أخبرني أنه بإمكاننا زيارتها.
آشلي: اوه جيد، ساعدني على النهوض.
أنا: لا يا آشلي، يجب أن ترتاحي.
آشلي: سأرتاح حين أرى أمي.
نزعت السيروم من يدها و أمسكت بيدي كي أساعدها على النهوض من سريرها...
أنا: احذري، توشكين على السقوط.
آشلي: أشعر بالدوران لذا أمسكي بيدي و لنذهب سويا لرؤيتي أمي.
أنا: ماذا؟ تريدينني أن أذهب معك؟
آشلي: أ لا تريدين ذلك؟
أنا: أخشى أن يزيد حضوري الطين بلة.
آشلي: لا تقلقي، أظن أن أمي بحاجة لرؤيتك الآن أكثر من أي وقت مضى.
لم أستطع الرفض أو التراجع لذا توجهت معها إلى غرفة ديانا، فتحت آشلي الباب و دخلت بينما أنا بقيت وراءه أراقب ما يحدث...ركضت آشلي و حضنت أمها المستلقية في السرير و قبلت يدها قائلة:
خفت عليك كثيرا يا أمي.
وضعت ديانا ذراعها حول آشلي و قالت مبتسمة: لا تبكي يا عزيزتي، أنا بخير.
آشلي: أنا آسفة حقا.
كل تلك الدموع التي تنهمر من عيونهما تؤلم قلبي.. كنت أنظر إلى المرأة التي أنجبتي و أتأملها..سيدة جميلة رغم مرضها و سنها..و تبدو شجاعة أيضا كونها تبتسم و تواسي إبنتها و هي في وضعها السيء هذا...كنت لا أزال أنظر حتى سمعتها نطقت بإسمي.
ديانا: ماذا حدث مع جيسيكا يا آشلي؟ أرجو أنها بخير.
إستدارت آشلي و هي تتفحص الغرفة بنظرها و لاحظت أنني غير متواجدة فيها، فقالت متأسفة:
لقد جاءت معي للإطمئنان عليك لكن... رحلت منذ قليل.
ديانا( و هي تبكي): يا لطيبة قلبها! تمنيت أن أراها قبل أن أغادر هذه الحياة..
و هنا لم أتحمل رؤية الألم و الحزن يغطيان ملامح وجهها أكثر لذا دفعت الباب و دخلت إلى الغرفة قائلة:
أنا هنا، لم أرحل بعد.
حين رأتني ديانا صارت الدموع تنهمر على خديها بدون توقف و مع ذلك رسمت إبتسامة عريضة من وجهها.. حاولت أن تقوم من مكانها بكل ما أوتيت من قوة لكنها لم تقدر على ذلك لذا تقدمت نحوها.... مدت ذراعها لتلمس وجهي.
ديانا: جيسيكا! يا ملاكي، أنا سعيدة جدا برؤيتك...يا إلهي...تعالي إلى حضني يا صغيرتي.
ضعفت فجأة و إرتميت في حضنها باكية أما هي راحت تمسح دموعي بيدها المترجفة و تقلبني ثم تعانقني مجددا بلهفة.
ديانا: لقد إشتقت إليك كثيرا، إفتقدتك بشدة طوال السنين التي مضت و أنت بعيدة عني يا فلذة كبدي.
و هنا إبتعدت عن حضنها لكني بقيت جالسة بجانبها.
أنا: لا أعرف إن كنت إشتقت لك أم لا، فأنا لم أعرف بوجودك قط.
ديانا: أنا آسفة يا عزيزتي، أعتذر منك بشدة حتى و إن كان إعتذاري لن يغير شيئا إلا أنني مصرة على التعبير عن أسفي الشديد لك...صدقيني من يوم ما فارقتني و قلبي و بالي معك، لم أنساك أبدا و كأنك لم تفارفيني يوما....أحبك أحبك كثيرا يا جيسيكا.
كل هذا الكلام أثر فيي بشدة لذا رحت أبكي و أستمع بصمت، جلست آشلي بقربي و وضعت ذراعها حولي.
أنا: لكن لماذا؟ لماذا  تخليت عني؟ بسبب الفقر؟
ديانا: قد لا يبدو كلامي منطقيا يا جيسيكا لكن صدقيني أنا فعلت ذلك لمصلحتك...لم يكن بوسعي رعايتكما لذا قمت ب.....
لم تكمل كلامها و أجهشت بالبكاء أكثر ثم قالت و هي تضع يدها على يدي:
أرجو أن تسامحيني يوما ما...و أشكرك لأنك دست على ألمك و جئت لزيارتي فهذا يعني لي الكثير...رؤيتك مجددا و إحتضانك هو حلم يتحقق اليوم بالنسبة لي.
أنا: رجاء لا تبكي أنت مريضة و هذا يضر بصحتك...و لا تقلقي بشأني فأنا بخير و تسعدني رؤيتك أيضا.
ديانا: لم أشأ أن تريني في هذه الحالة المزرية.
أنا: اوه هذا غير مهم بتاتا، أتمنى لك الشفاء العاجل.
دقت الممرضة على الباب و قالت مقاطعة إياي:
عفوا، لقد إنتهى وقت الزيارة، غادرا الغرفة رجاء.
آشلي: هل يمكننا أن نبقى 5 دقائق إضافية؟
الممرضة: آسفة لكن المريضة متعبة و يجب أن ترتاح.
ديانا: إنهما إبنتاي و أنا مرتاحة بتواجدهما معي.
الممرضة: بإمكانهما زيارتك في وقت لاحق، لو سمحتما هيا...لا يجب مخالفة أوامر الطبيب.
أنا: حسنا، سنغادر.
قبلت آشلي جبين أمها ثم يدها ثم قالت: إلى اللقاء يا أمي، حاولي أن ترتاحي.
ديانا: أكيد سأفعل.
قررت أن أكون لطيفة معها بالرغم من عتابي عليها لأنها تخلت عني لذا قبلت جبينها أنا أيضا ثم قلت مبتسمة: إعتني بنفسك.
إبتسمت بدورها و ردت: شكرا مجددا يا جيسيكا، قبل أن أنسى... أريدكما أن تبقيا هكذا مع بعض إلى الأبد و لا تفترقا مجددا مهما كان السبب.
آشلي: لا تقلقي بهذا الشأن يا أمي..ستساند إحدانا الأخرى دوما، أ ليس كذلك يا جيسي؟
أنا: طبعا، لن أسمح لأحد أن يفرقني عن أختي مجددا.
ديانا: كم أرحتما قلبي بهذا الكلام! ليحفظكما الله.
الممرضة: آحم آحم، وقت المغادرة.
قبلت آشلي ديانا مجددا ثم ودعناها و غادرنا الغرفة....ما عشناه للتو جعل علاقتي بآشلي تصبح أقوى و قد يكون محى نوعا ما الحقد الذي كان بقلبي تجاه أمي....أنا حزينة فعلا لمرضها و أتمنى أن تشفى لذا سأحاول جاهدة لنقلها إلى مستشفى أفضل.

التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن