بارت 8

281 23 4
                                    

# جيسيكا
سلمت أمري و قررت ان اتبع آشلي إلى البيت لمواجهة ديانا أخيرا....قلبي يخفق بقوة و أنا أشعر بالقلق..... فتحت آشلي باب المنزل و أشارت لي بالدخول...كان المنزل شبه فارغ و الأثاث فيه قديم جدا و يوجد بساط على الأرض ألوانه كلها مضمحلة و زالت تقريبا.... راحت تنادي : أمي، يا أمي.
لم تجبها و أنا لا زلت أنتظر في وسط غرفة الجلوس...صارت آشلي تدق باب غرفة أمها قائلة:
إفتحي يا أمي، لقد جاءت جيسيكا لتكلمك.
هذا غريب لما لا تجيبها، معقول! لا تريد مقابلتي؟ هذا ممكن...ليس لديها ما تقوله لذا تختبئ......ما زالت شاردة في أفكاري حتى سمعت آشلي تصرخ:
يا إلهي! أمي!!.....النجدة يا جيسي.
ركضت بسرعة إلى الغرفة حتى أعرف ما الذي يحدث و فجاة رأيت ديانا ملقية على الأرض لا تتحرك و آشلي تحاول إيقاظها مثل المجنونة....كان وجهها أزرق اللون و كأنها ميتة...هذا مخيف حقا....
قالت لي آشلي و هي تبكي: إتصلي بالإسعاف رجاء....أسرعي.
فعلت ما طلبته مني و ناديت على الإسعاف و بعد دقائق قليلة كانوا قد وصلوا.... وضعوا ديانا في السرير المتحرك و هي لا تزال فاقدة لوعيها و وضعوها في سيارة الإسعاف...أرادت آشلي أن تركب معهم لكن الممرض منعها....  توجهت نحوها و أنا أضع يدي على كتفها قائلة:
تعالى معي، سنلحقها بالسيارة.
ركبت معي و لحقنا سيارة الإسعاف... كنت لا أزال مصدومة مما حدث بينما كانت آشلي تبكي و تتمتم :
أنا السبب، أنا السبب فيما حصل لها.
أنا: لما تقولين هذا يا آشلي؟
آشلي: ما كان يجب أن أعرضها لهذا الضغط الشديد...كل ما كانت تتمناه هو رؤيتك لا أكثر..أردت أن أحقق لها ذلك و قلت في نفسي إحتمال أن تساعدها مقابلتك و تتعافى لكن أنظري إلى حالها الآن.
أنا: ماذا تقصدين بتتعافى؟! هل هي مصابة بمرض ما؟!
و هنا صمتت آشلي و إكتفت بالبكاء لكن هذا جعلني أشعر بالقلق لذا كررت سؤالي:
ما خطبها؟ هل هي بخير؟
آشلي: أنا.....لا أريد التكلم في الأمر.
أنا: لكن يا آشلي أريد أن أعرف، هذا مهم بالنسبة لي.
آشلي: آسفة يا جيسي،  أمي معها حق لقد قمت بتعكير حياتك.
أنا: رجاء لا تكرري هذا الكلام مجددا و أخبريني ما خطب السيدة ديانا.
آشلي: حسنا....هي مريضة.
أنا: لا تخفي شيئا عني يا آشلي، يمكنك الوثوق بي أخبريني ما بها و أعدك أنني سأفعل المستحيل لأساعدها.
ردت آشلي بنبرة حزينة و هي تحاول منع دموعها من النزول مما جعل منظرها أكثر حزنا و تمزيقا للقلب:
أمي مصابة ب...بورم في المخ.
حين سمعت كلامها هذا بغير وعي أوقفت السيارة بشكل مفاجئ و نظرت إلى آشلي التي كانت تبدو جدية فعلا في كلامها...يا إلهي! يا للمسكينة! لما يحصل كل هذا معي؟
أنا: لكن هناك أمل، صحيح؟! لا يزال بإمكانها أن تتعافى.
آشلي: لا، للأسف لا... وصلت للمرحلة الأخيرة من مرضها و هذا لأننا لم نملك المال الكافي لإجراء عمليتها التي كانت من المفروض أن تجريها قبل شهرين.
صارت الدموع تنزل من عيناي بدون توقف....كل الغضب و الحقد الذي كان في قلبي نحو ديانا تحول فجأة إلى شفقة و تعاطف و حزن....أشعر حقا بالأسى على حالها و على حال أختي آشلي.
آشلي: هل أنت بخير يا جيسي؟
مسحت دموعي و أنا أجيبها : أجل.
ثم واصلت قيادة السيارة و بقت كل منا صامتة طول مسافة الطريق إلى أن وصلنا إلى المستشفى.....نزلت آشلي ركضا لتلحق بأمها و لحقتها بدوري أيضا..
توجهنا إلى الغرفة التي يتم فيها إسعاف ديانا و سألت آشلي أول ممرضة قابلتها في طريقها:
عفوا، أخبريني كيف حال المريضة هنا؟
الممرضة: لا تقلقي، الطبيب بالداخل و هو يهتم بأمرها.
آشلي: لكن أريد أن أعرف إن كان كل شيء بخير معها.
الممرضة: آسفة، وحده الطبيب يمكنه الإجابة عن سؤالك.
ردت ٱشلي بغضب: و ما دورك أنت؟
كان علي أن أتدخل ...حضنت آشلي و أنا أقول للممرضة: أعتذر عن ما صدر الآن و شكرا لك.
الممرضة: لا بأس.
ثم رحلت و بقت آشلي تبكي بحضني.
أنا: لا تبكي رجاء، ستكون بخير.
آشلي: أتمنى ذلك، لا يمكنني العيش بدونها هي كل ما أملك في هذه الحياة.
أنا: إسمعي، حين تصحو سنقوم بنقلها إلى مستشفى أفضل من هذا.
بعد لحظات خرج الطبيب من الغرفة و توجهت كلتانا نحوه.
آشلي: كيف حالها،دكتور؟
الطبيب: وضعها لا يبعث بالطمأنينة أبدا، أنا آسف لكن الورم زاد حجمه كثيرا و أخشى أننا لن نتمكن من فعل شيء لمساعدتها.
للمرة الثانية تنزل الدموع من عيوني و أشعر كأن خنجر دخل قلبي ليمزقه.... من غير ما أدرك.... فقدت آشلي وعيها مما دفع الطبيب و الممرضة إلى حملها بينما لا أزال أنا مصدومة في مكاني.

التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن