بارت 10

294 17 4
                                    

#جيسيكا
بعد ان غادرت  المستشفى أنا و آشلي قمت بإيصالها إلى بيتها ثم عدت إلى المنزل و أنا في غاية التعب...فتحت الباب و أول ما دخلت و إذ بستيفاني تواجهني غاضبة:
أين كنت يا جيسيكا؟ لقد إتصلت بك كثيرا...أ لم تتمكني من تكليف نفسك بمجرد إتصال لتعطيني خبرا عنك؟
أنا: أنا آسفة يا ستيفاني، رجاء لا تغضبي.
ستيفاني: و كيف لا أغضب و صديقتي المقربة لم تبحث عني طوال ثلاث أيام متتالية، ما الذي أشغلك لهذه الدرجة؟
أنا: إنها قصة طويلة،  سأخبرك لاحقا أما الآن فأنا أريد أن أرتاح.
ستيفاني: يا إلهي!  أنظري إلى حالك...هالات سوداء تحت عينيك و لا تضعين أية ماكياج أما شعرك..آخخ حالته مزرية....و التعب بادي عليك، أنا قلقة فعلا.
أنا: ستيفاني أقدر لك فعلا قلقك علي و أشكرك لمجيئك لكن الآن أريد أن أبقى بمفردي قليلا لو سمحت.
ستيفاني: لكن أخبريني على الأقل ما الذي يحصل معك، أنا صديقتك يا جيسي و من واجبي الوقوف إلى جانبك في وقت الشدة.
أنا: أعلم لكن لا أعرف كيف سأخبرك بكل هذا.
و ما أن أنهيت جملتي هذه حتى أجهشت بالبكاء...حضنتني ستيفاني و هي تقول:
ما بك يا عزيزتي؟ علمت أن أحوالك ليست بخير، هل يمكنني مساعدتك؟
أنا: لا،  لا يمكنك مساعدتي و لا أحد يمكنه ذلك.
ستيفاني: ماذا تعنين؟  هل أنت مريضة أم شيء من هذا النوع؟ أخبريني رجاء.
أنا: حسنا، اتبعيني إلى غرفتي.
ستيفاني: هيا،  و كفي عن البكاء رجاء إنه يورم عينيك.
أنا: هل هذا كل ما يهم؟
ستيفاني: بالطبع لا، ظننت أن مزاحي قد يجعلك تبتسمين.
إبتسمت لها و حاولت أن أهدأ قليلا...دخلت إلى غرفتي و جلست على السرير و بجانبي ستيفاني.
ستيفاني: إذا هل ستخبريني ما الأمر أم ماذا؟
أنا: أجل، هذا صعب قليلا لكن...
ستيفاني: لا تخافي يا جيسي، أنا هنا لمساندتك لذا أفرغي ما في قلبك لترتاحي.
أنا: لقد إكتشفت ليلة عيد ميلادي شيء جنوني فعلا... كدت أن أفقد صوابي.
ستيفاني: منذ تلك الليلة و أنت لست على ما يرام، ماذا اكتشفت؟
أنا: أن لويس و جون ليس والداي الحقيقيين.
وضعت ستيفاني يدها على فمها من شدة الدهشة و انفتحت عيناها بشكل واسع...و قالت :
ماذا؟ هل أنت جدية؟ لكن...كيف؟
أنا:و لدي أخت توأم و هي من أخبرتني بالأمر.
ستيفاني: يا إلهي! لديك أخت توأم! هذا جنون...اوه! لا بد أن هذا كثير عليك يا جيسي...أنا آسفة حقا على ما حدث.
أنا: لا بأس، بدأت أتجاوز الأمر.
ستيفاني: أنا حقا مصدومة و لا أعرف كيف أواسيك، من كان ليتوقع ذلك!.
أنا: أجل، لم أتصور أبدا أن أمرا كهذا قد يحصل معي..أعني لطالما شعرت و كأنني البنت الحقيقية لهذه العائلة.
ستيفاني: لقد إعتنيا بك جيدا و حبهما لك واضح.
أنا: أعرف و أحبهما أيضا... أختي المسكينة عاشت من دوني كما عشت من دونها طوال هذه السنوات....أمور كثيرة تشوش أفكاري.
ستيفاني: أعرف جيدا مدى شجاعتك و قوتك يا صديقتي لذا لا أخشى عليك حتى لو كانت هذه الصدمة كبيرة عليك إلا أنك ستتمكنين من تجاوز الأمر...لكن هناك سؤال يخطر ببالي من هم أهلك الحقيقيون؟
أنا: على حسب ما أخبرتني أمي أعني السيدة لويس...أحتار كيف اناديها الآن..لا يهم...أخبرتني أن أبي تم قتله أما أمي كنت معها قبل قليل و هي في المستشفى الآن...تعاني من ورم في المخ و حالتها خطيرة.
ستيفاني: كم هذا رهيب! أنا آسفة جدا يا جيسي، أنت لا تستحقين هذه المعاناة كلها يا حبيبتي.
لفت ذراعها حولي و أضافت:
لا تقلقي، سيكون كل شيء على ما يرام و هذا الوضع سيتصلح..أعدك لذا كفاك بكاء و حزنا فجيسيكا التي أعرفها تواجه كل الصعاب مهما كانت...أنت فتاة صالحة حقا و زيارتك لأمك في المستشفى كانت خطوة شجاعة أحييك عليها.
أنا: شكرا، لكن رؤيتها في هذه الحالة و رؤية دموع أختي حطم قلبي أكثر.
ستيفاني: أعرف كم هذا صعب لكن مع الوقت سيتحسن وضعها و ستسعد أختك.
أنا: أتمنى ذلك من أعماق قلبي، سأصلي لأجلهما.
ستيفاني: أجل، إفعلي ذلك...تبدين متعبة خذي قسطا من النوم.
أنا:  أصبح النوم شيء مستحيل بالنسبة لي.
ستيفاني: حاولي.. أنا سأغادر الآن كي أدعك ترتاحين و سأطلب من العمة ماري أن تجلب لك مهدئا لوجع الرأس.
أنا: حسنا، شكرا مجددا.
ستيفاني: كفي عن شكري كل ما أريده منك هو أن تعتني بنفسك.
أنا: اعتني بنفسك أيضا.
ستيفاني: أين تتواجد أمك الحقيقية حاليا؟
أنا: في المستشفى العام، لماذا تسألين؟
ستيفاني: قد أطلب مساعدة من أبي لنقلها إلى مستشفى آخر.
أنا: يا ريت، هذا ما أردت فعله بالضبط.
ستيفاني: لا تقلقي، سأهتم بالأمر....وداعا..
أنا: إلى اللقاء عزيزتي.

غادرت ستيفاني و أغلقت باب الغرفة ورائها أما أنا غيرت ثيابي و إستلقيت على سريري لأرتاح قليلا....أحدهم يدق باب غرفتي.
أنا: تفضل.
دخلت العمة ماري و بيدها اليمنى كأس به ماء و باليد الأخرى علبة دواء.
ماري: أهلا،  أخبرتني ستيفاني أنك مريضة و بحاجة إلى دواء لآلام الرأس.
أنا: أجل، هذا صحيح....ناوليني الدواء رجاء.
أعطتني حبة قرص و ساعدتني في شرب الماء من ورائها.
أنا: يكفي هذا القدر من الماء، شكرا.
جلست بجانبي و راحت تنظر إلي بكل حنان... لطالما شعرت و كأنها أما لي..
ماري: هل تعانين من خطب ما يا عزيزتي؟
أنا: متعبة فقط لا أكثر.
ماري: أظنني أعرف ما يشغل تفكيرك و يتعبك....مسكينة يا صغيرتي!
أنا: أجل.... أنا مرهقة فعلا...صدمني الأمر.
ماري:  أعرف.... لكنك قوية و ستجعلين أمورك تأخذ مجراها من جديد...لكن...أنا...أشعر بالذنب يا جيسيكا.
أنا: لماذا؟ لم تكوني على علم، صحيح؟!
صمتت و بدت علامات التوتر عليها...هل كانت تعرف بالأمر!؟ لا غير ممكن.
أنا: عمة ماري، لم تكوني على علم؟ أم كنت تعرفين؟
ماري: كنت..كنت أعرف.
أنا:ماذا؟! و أخفيت شيء كهذا عني!
ماري: أنا آسفة لكني لم أكن متأكدة.
أنا: لا أفهم ماذا تقصدين؟
ماري: السر الذي أخفيته عنك يجب أن أعلمك به الآن لأنه سيساعدك كثيرا في إتخاذ قرارك حول أمك الحقيقية..لا يمكنني إخفاء الأمر بعد الآن فضميري يؤنبني و أشعر أنني مذنبة نوعا ما.
أنا: رجاء تكلمي....أخبريني.
ماري: قبل بضع سنوات...حين كنت طفلة،  جاءت إمرأة شقراء و جميلة و دقت باب هذا البيت...فتحت لها و حينها طلبت مني مقابلة السيد أو السيدة سبارت....و لم أبرح مكاني حتى هاجمتني السيدة سبارت و طلبت مني التوجه إلى المطبخ و دفعت السيدة خارجا و أغلقت الباب و راحت تكلمها في حديقة المنزل ..صدمني تصرفها كثيرا....من نافذة المطبخ إتضح لي أن هناك مشكلة ما بينهما... أخذت السيدة لويس تشير بإصبعها لتلك السيدة و كأنها تهددها و طال حديثهما كثيرا.. و بعدها مباشرة غادرت.
أنا: و من تلك السيدة؟!
ماري: تمهلي، سأروي لك كل شيء....مضت أيام عديدة على تلك الحادثة و يومها ذهبت إلى السوق لشراء مستلزمات المطبخ و حينها صادفت نفس المرأة.. توجهت نحوي و ألقت التحية ثم قالت:" أنت تعملين لدى آل سبارت، صحيح؟"  أخبرتها أنها محقة فسألتني" أريد أن أسأل عن طفلتهم الصغيرة، كيف حالها؟ أخبريني عنها قليلا..."و هنا غضبت و قلت في نفسي من تكون هذه المرأة حتى تسأل عن صغيرتي جيسيكا لذا أخبرتها أن تبتعد عن طريقك و إلا بلغت الشرطة و منذ يومها لم أرها....لكن في تلك الأيام سمعت عن طريق الخطأ السيدة سبارت تقول:  " ديانا عادت و تريد إستعادة جيسيكا " و هنا غضب السيد سبارت بشدة.... رجعت إلى غرفتي و رحت أفكر في الأمر.... ديانا!! إسم لم أنساه أبدا  و شعرت بالسوء لأنني وبختها....أخبرك بكل هذا الآن لتعرفي أن أمك بحثت عنك في يوم من الأيام و حاولت إسترجاعك.
أنا: يا إلهي! لقد جاءت لتبحث عني، لكن لم لم تخبرني أمي لويس بأي شيء من هذا؟
ماري: لا أعرف لكن حسب ما فهمت وقتها أنها أرادت الإحتفاظ بك و وبشدة.
أنا: هذا جنون....لكن يتوجب عليها إخباري...سأبحث عنها الآن و أكلمها.
ماري: لا رجاء...ستعرف أنني من أخبرك بهذا.
أنا: لا تخافي...سأسألها فقط إن سألت عني ديانا يوما ما أم لا.
ماري: كما تشائين.

التوأم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن