part 1: لقاء

1.5K 50 40
                                    

في تلك القرية الصاخبه المملوءة بالحياة.... و الاسواق الكبيرة التي ترى فيها كل ما تشتهي نفسك و ما يسر عينك من الوان  ... القرية التي تزينت بثوبها الاخضر الذي تغللته بعض النقوشات السمائية  لتروي عطش الاحياء ...

و بين جموع الناس كان فتى هزيل الجسم  يجر خطاه حاملا بيده كيس مملوء بالكعك و الخبز ... بين جموع الناس سار قاصدا وجهته .. عيناه تتراقصان هنا و هناك يمتع عيناه بتلك المناظر الجميلة و يملئ انفه بأجمل الروائح ...

وصل لأطراف القرية حيث مقصده ... في الطريق لمح صبية بعمره او ربما اصغر بعام .. كانت حلوة الوجه .. بمجرد ان لمحته هي حتى تقدمت بعكس اتجاه ذهابه .. سرح فيها و هي غير مبالية له ...

بمجرد ان وصلا لنفس النقطه حتى انقضت على كيسه و اخذته من بين يداه و ركضت مبتعده .. صرخ بها لتتوقف لكن لا استجابة .. ركض خلفها لكن التعب غلبه و لم يغلبها .. فتوقف ليلتقط انفاسه و هي ضاعت بين جموع الناس ...

ملئ الحزن قلبه و داعب الخوف ملامحهه .. فهو يعلم ان العقاب ينتظره و ان المشتري يريد حاجته بسرعة .. احتار ماذا يفعل هل يعود لوالده و ينتظر العقاب ؟؟ ام يهرب و لا يعود حتى الليل ليسكن غضب والده لكن لا فائدة يجب ان يعود ...

سار بخطاه البطيئة عائدا لمخبز والده .. الحزن ارتسم على وجهه وهو يتخيل عقابه بالطبع سيضربه كالعادة ..

تذكر الصبية كيف كانت .. لم يبدو عليها الفقر ابدا .. اذا لما سرقته .. لكن غباءه كان السبب فكان يجب عليه ان ينتبه لا ان يسرح بها هكذا ...

في اليوم الثاني و بعد الظهيرة خرج و معه بعض الخبز اخذه و اتجه لمنزل عمه و كم يكره عائلة عمه الا يستطيعون المجيء و الشراء كباقي الناس ؟؟ ..

و في طريقه لمحها تقف هناك و هي تراقب اللحم يشوى و معدتها تشوى معه كم كانت تشتهيه و هذا واضح من ملامحها ..

اقترب منه حتى و قف بجانبها و هي لم تحس قال بخفوت " من فضلك " لكن لم تنتبه فمن سيسمع صوته الضعيف هذا و سط هذا الصخب

كرر من جديد لكن لم تستجب .. هز كتفها بيده لتنظر له بغضب و تبعد يده مزمجره به " من تظن نفسك ؟؟ " استغرب ردة فعلها لكنه قال " اسفه لكنني حدثتكي و لم تنتبهي " تمتمت "  بلا يهم  .. ثم اردفت .. ماذا تريد "

تردد قليلا ثم قال " لماذا سرقتني بالامس كان يمكنكي الطلب و انا سأعطيك بعضه بسببك تلقيت عقابا عسيرا " تحولت ملامحها للانزعاج و انكرت قائلة " جد غيري لترمي عليها مصائبك انا لم اسرقك ابتعد عني ... و اكملت بصوت خافت ... احمق "

قال وهو ينظر للارض  " لكن انا واثق من انها انتي " بقبضتها امسكت ثيابه و قالت و هي تبتسم ابتسامة جانبية " نعم انا سرقتك و هل سيغير هذا شيئا انت حتى لا تمتلك دليلا ايها الاحمق " فزع من ردة فعلها فكل الفتيات اللواتي التقى بهن لطيفات ودودات قال وهو يحاول ابعاد قبضتها " لا انوي فعل شيء فقط اتركيني "

الراقصة و الخباز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن