part 2

698 36 48
                                    

تلك هي الشمس ابعدت غطاء الليل .. لتلتقي بأولئك النائمين و توقظهم من نومهم بعد ان تداعب عيونهم بضوءها الذي لطالما كان نبعا للحياة ..

و ذاك سراج نائم على القش في اسطبل منزلهم بعد ان عاقبه والده بسبب عدم توصيله للخبز ... تركه ينام خارجا رغم بكاءه وتوسله لكن لم ينفع ذلك .. رغم هذا ذكرى رباب جعلته ينسى خوفه من الظلام و ينير قلبه بذكرى بسمتها الحلوة ..

داعبت الشمس التي تسللت من النوافذ و الاخشاب المكسورة في الاسطبل عيون سراج .. غطى وجهه بيديه لكن لم يمنع ذلك الشمس .. لذا تأفف وفتح عيونه الناعسه ..

حاول الدخول للمنزل لكن كان مقفلا لذلك بقى خارجا ثم بعدها توجه هناك الى حيث ذلك النهر القريب من منزلهم .. نهر مياهه عذبه صافيه تحيط به مجموعة من الاشجار الضخمه العالية الكثيفة .. و الطيور بنت اعشاشها على بعض الاشجار

جلس على الضفه و راح يتذكرها .. لم يحصل على اصدقاء من قبل .. كانت هي اول اصدقاءه .. لطالما تعود اللعب وحده لكنها لعبت معه .. اليوم سيذهب لرؤيتها ترقص فالسيد حارث استطاع تدبير عرض لهم .. هو متشوق للغاية انا يراها ترقص  و تنجح و تستطيع ابهار الناس ..

حلت الظهيرة و هرب من مخبز والده متوجها الى حيث هي موجودة بقلب متلهف و روح سعيدة .. وصل لهناك رأها جالسة بالقرب من البحيرة مطأطت الرأس اقترب منها و وضع يده على كتفه حياها ببسمة كبيرة و بادلته هي ببسمة صغيرة ..

كانت تبدو خائفة متوتره و استطاع الاحساس بذلك فهي كما اخبرته لم ترقص امام الناس من قبل .. هي كانت تتدرب مع زمرد وحدهما او امام اعضاء الفرقة لكن امام عيون الناس لم تجرب ذلك من قبل ..

شجعها كثيرا و حاول ان يزيد حماسها و يبدو انه استطاع ذلك ذكرها بزمرد بفرقتها التي تعتمد عليها لذلك هي تشجعت و  قررت ان تنسى خوفها و تعود تلك الشجاعة التي رأها اول مرة

و قبل الغروب بساعة تجمع الناس في تلك الساحة الكبيرة التي توسطت القرية ... متلهفين لرؤية الفرقة المشهورة لكن المشكلة انهم لا يعلمون ان الفرقة فقدت الكثير و الكثير .. السؤال يبقى هل سترضيهم رباب كما كانت زمرد ..

اللهفه بدت عليهم و عيونهم راغبة برؤية ما يرضيها و خوف رباب مهما حاولت نسيانه يبقى فمهما كانت شجاعة تبقى فتاة لم تتجاوز الحادي عشرة بعد ..

اقام الرجل وقرده عرضهما و قد صخب الجمهور من حركات القرد الماهره و الدقيقه و كيف يعمل بتجانس تام مع مالكه ..

و ها قد جاء وقت عرض رباب و بين الجمهور وفي مقدمتهم وقف سراج بقلبا مضطرب وهو ينتظر تقدمها الى الساحة ..

تقدمت الى الساحة بخطوات واثقه اخفت خلفها خوفا عظيما وقلبا خائفا فهذه اول مرة لها .. تقدمت بثوبها الاسود الذي اخفى صدرها و كشف خصرها و تلك القطع الحمراء التي اخفت  ساقيها رغم ان أي حركة تكشف بعضهما .. مع ذلك الخلخال الذي زين كاحلها ..

الراقصة و الخباز حيث تعيش القصص. اكتشف الآن